عون العائد من الكويت... «لمسْنا عشقاً من دول الخليج للبنانيين»

عون العائد من الكويت... «لمسْنا عشقاً من دول الخليج للبنانيين»

image

الراي- فيما كان العالمُ يَرصد المَشهديةَ التاريخيةَ بكل المقاييس التي ارتسمتْ أمس، على المستوى السعودي - الأميركي في الرياض وتُستكمل اليوم في القمة الخليجية - الأميركية، حَمَلَتْ المتابعةً اللبنانية للحدَث، الذي يكرّس قيادةَ السعودية للنظام الإقليمي الذي يتشكّل في المنطقةِ، عناصرَ اهتمامٍ إضافيةً تنطلق من خصوصيةِ الواقع في «بلاد الأرز» التي وَضَعَتْ «رِجلاً» في «الشرق الجديد» وأخرى مازالت في وحولِ مرحلةٍ انكسرتْ توازناتُها ومرتكزاتُها الإستراتيجية ولكنها لم تُطْوَ بالكامل بعد.

ورغم أن ارتقاءَ الخليج العربي عموماً والسعودية خصوصاً على صعيد الجلوس في «قمرةِ القيادة» إقليمياً لابدّ، وفق أوساط مطلعة، أن ينعكس على «لبنان الجديد» الذي «شَبَكَ» مع دول مجلس التعاون ونَجَحَ سريعاً من خلال زيارات الرئيس جوزف عون لأربع من دوله كان آخِرها الكويت في معاودة مدّ الجسور معها لتبقى «التتمة» رَهْنَ خطواتٍ أخرى أبرزها حصر السلاح بيد الدولة، فإنّ القلقَ لم يتبدّد من احتمال تضييع «النافذة المفتوحة» لوقتٍ غير طويل، نتيجة معاندةِ «حزب الله» حتى الساعة الإقرارَ بالتحولات الجيو - سياسية في المنطقة، سواء بفعل حال إنكارٍ حقيقية للخسائر التي منُي بها في الحرب أو لعدم رغبةٍ منه في الاعتراف بها خشيةَ مترتّباتها على صعيد سلاحه كما وزنه السياسي في المعادلة الداخلية.

الأردن: سقوط صاروخ مجهول المصدر بمنطقة صحراوية في معان
منذ 49 دقيقة

محمد بن سلمان وترامب... «شراكة اقتصادية إستراتيجية»
منذ 3 ساعات
وكرّر عون أمام زواره أمس، في ما خص موضوع حصر السلاح «أن القرار اتُّخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، ذلك أنه بالنسبة لي فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد أن يمس به».

وأكد أمام وفدٍ من مجلس الأعمال اللبناني - السعودي، «أن الزيارات التي قمتُ بها أخيراً إلى الدول العربية هي زيارات رسمية، نعمل عبرها على إعادة بناء جسور الثقة مع هذه الدول، ويتم خلالها مناقشة قضايا كثيرة، وهي بمثابة دعوة لهذه الدول وشعوبها للعودة إلى لبنان بلدهم الثاني. وسنقوم لاحقاً بزيارات موسعة، والحكومة تعمل الآن على وضع الاتفاقات الثنائية وعندما تصبح جاهزة سنحدّد مواعيدها».

وأوضح أن «الاستثمارات في حاجة إلى ثقة، وهذه الثقة لا تُبنى إلا عبر الخطوات التي نقوم بها. وبشكل عام، وخلال زياراتي للدول العربية والخليجية، لمسنا عشقاً من هذه الدول للبنانيين وتقديراً للجالية اللبنانية فيها».

وإذ شدد على «مسؤولية وسائل الإعلام في بناء علاقات جيدة بين لبنان ومختلف الدول»، لفت إلى «أن هناك من يرغب بالمجيء إلى لبنان للاستثمار فيه والمطلوب منا أن نلاقيه بالمحبة وليس بالإساءة إليه بل بأن نبادل الخير بالخير».

وما خص الموضوع الأمني، أوضح «أن نسبة الجريمة في لبنان أخف بكثير من الدول الأخرى والوضع الأمني ممسوك على الرغم من وجود نحو مليوني نازح سوري، ولاجئين فلسطينيين، والأزمة الاقتصادية».

وفيما يغيب عون عن القمة العربية في بغداد يوم السبت، ليمثّل لبنان رئيس الحكومة نواف سلام، ذلك أن رئيس الجمهورية سيشارك في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر في روما، يسود تَرقُّب لِما إذا كان الوضع اللبناني سيحضر في القمة الخليجية - الأميركية اليوم في السعودية ومن أي زاوية، علماً أن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ، أبلغ إلى محطة LBCI اللبنانية من الرياض «اننا نبحث عن أفضل إمكانية لدعم الجيش اللبناني الذي يجب أن يبسط سيطرته على كلّ شبر من لبنان ونبحث مع الحكومة أنواع الدعم الاقتصادي المطلوب».

وأضاف: «هناك تغييرات جذريّة في لبنان مع الرئيس الجديد والحكومة الجديدة وأميركا لديها الامكانية للتواصل مع المسؤولين يوماً بيوم وساعة بساعة والإصغاء إلى احتياجاتهم وجديدهم وشكواهم».

في موازاة ذلك، أكد سلام خلال استقباله نائب رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الإستراتيجية والعمليات العسكرية الماريشال هارف سميث «ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية»، بعدما كان تَفقّد نهاراً يرافقه وزير الأشغال فايز رسامني مطار بيروت الدولي، مطلعاً على الإجراءات المتخذة لتأمين سلامة الطيران وضمان راحة جميع الركاب.

الانتخابات البلدبة والاختيارية

ولم تحجب هذه التطورات الاهتمامَ بالانتخابات البلدية والاختيارية، سواء لجهة الاستعدادات لجولتها الثالثة المرتقبة الأحد في محافظتيْ بيروت والبقاع، أو لناحيةِ البلبة التي تسود نتائج الجولة الثانية وتحديداً في مدينة طرابلس التي شهدت توترات أمنية واحتجاجاتٍ على سير عمليات الفرز وتأخّر صدور النتائج ومطالبات بإقالة محافظ الشمال وإعادة إجراء الانتخابات، الأمر الذي استوجب تعزيز الجيش انتشاره وإجراءاته في عاصمة الشمال وحول قصر العدل فيها الذي زاره ليل الاثنين وزيرا الداخلية أحمد الحجار والعدل عادل نصار.

ورغم أن الأجواء بدت نهار أمس، أكثر هدوءاً، فإن قطعاً للطرق سجل بعد الظهر اعتراضاً على عدم فوز أحد المخاتير، في وقت عاود وزير الداخلية إحاطته المباشرة والميدانية بعمليات الفرز وسط حرصٍ على ضمان أعلى الشفافية حفاظاً على صدقية الانتخابات وحمايةً لجولتيها اللاحقتين.

وأكد الحجار «أنّ عملية فرز الأصوات في الانتخابات البلدية والاختيارية لا شكّ فيها والنتائج موثوقة»، وذلك بعدما كانت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات - «لادي» طالبت «بإعادة إجراء الانتخابات في مدينة طرابلس، بعد مرور يومين على انتهاء عملية الاقتراع يوم الأحد من دون صدور نتائج رسمية حتى اللحظة، فضلاً عن شكاوى بالجملة عن حصول تجاوزات فاضحة برزت خلال عمليات الفرز، ما تطلّب إعادة الفرز في الكثير من الصناديق، وهو ما يثير شكوكاً جدية حول سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها».