من إزالة إسرائيل إلى تغيير "الدوبرياج"!
نهاية مشروع حزب الله لا ينقصها اليوم سوى إخراج جمهوره من الوهم
داني حداد - موقع MTV
انتشر أمس فيديو للمحلّل السياسي فيصل عبد الساتر يروّج فيه لمحلٍّ لقطع غيار السيّارات في الضاحية الجنوبيّة. قد يكون هذا الفيديو، على بساطته، أصدق تعبيرٍ عمّا أصاب فريقاً كان، حتى ما قبل أشهر، تروّج شخصيّات فيه لتغيير خريطة الشرق الأوسط وإزالة إسرائيل.
واختار جمهورٌ كرويٌّ أمس أن يلاقي رئيس الحكومة نواف سلام، وهو يعيد تدشين مدينة كميل شمعون الرياضيّة، التي يفضّل كثيرون حذف اسم الرئيس السابق منها، بهتاف "لبّيك يا نصرالله". لم تعد الـ "لبّيك" اليوم ذات معنى، إذ لا قدرة لمطلقها إلا على التعبير في ملعب كرة قدم أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن فقد جمهور حزب الله وكوادره القدرة على المبادرة والمقاومة.
نهاية حزب الله الذي نعرفه باتت حتميّة، ودلالاتها كثيرة، ويوميّة، لعلّ أبرزها استمرار الخروقات الإسرائيليّة لاتفاق وقف إطلاق النار واحتلال العدوّ الإسرائيلي لأراضٍ لبنانيّة، في الوقت الذي يسلّم الحزب سلاحه ويُخرج من أنفاقه وتُستَهدَف مخازنه. ولكن، ما بقي فعليّاً لحزب الله هو الوهم، وقد كان، طيلة أكثر من عقدَين، مستنداً إلى وقائع سياسيّة وميدانيّة، والى حضور شخصيّة استثنائيّة هي السيّد حسن نصرالله، والى توازناتٍ إقليميّة، بينما بات هذا الوهم مرتبطاً اليوم، فقط، بما يقوله فيصل عبد الساتر ورفاقه، أو بعض قياديّي "الحزب"، على ندرة تصريحاتهم.
لذا، فإنّ نهاية مشروع حزب الله لا ينقصها اليوم سوى إخراج جمهوره من الوهم، وهي مسألة قد تحتاج إلى بعض الوقت، إذ سيعي هذا الجمهور، عاجلاً أم آجلاً، أنّ سلاحه سُلّم وأرضه محتلّة وقراه مهدّمة وقوّته السياسيّة تراجعت وقدراته الماليّة باتت محدودة واقتصاده غير الشرعي انحسر. وإذا كنّا ندرك أنّ ذلك كلّه حصل فعلاً، فإنّ هذا الجمهور يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت ليخرج من حالة الإنكار التي يرغب بأن تطول قدر المستطاع.
الوهم أكثر إغراءً من الحقيقة، في كثيرٍ من الأحيان. الحقيقة هي أنّ معظم من أطلق الهتافات المسيئة التافهة ضدّ رئيس الحكومة لا يملك أكثر من دراجة ناريّة بلا لوحة تسجيل، ويسكن في أبنيةٍ مكتظّة، ولم تتوفّر له الظروف لتحصيلٍ علمي، ولا يملك أيّ نوع من التأمين إن دخل إلى مستشفى، بل هو استعاض عن ذلك كلّه بالوهم.
غداً، أو بعده، أو ما بعد بعده، سيكتشف هؤلاء أنّ الحقيقة تبقى والوهم يزول. تماماً كما انتقل فيصل عبد الساتر من خطاب إزالة إسرائيل إلى إعلان تغيير… "الدوبرياج". اللّهم إن كان أصليّاً، على عكس صاحب الإعلان.