بري يرفع السقف ضد سلام... فهل انتهى الودّ؟
كلامه يحمل تهديداً مبطناً يلتقي فيه مع موقف الحزب
سابين عويس - "النهار"
لم يكد يمر يومان على إعلان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد رفضه التعليق على مواقف رئيس الحكومة نواف سلام في شأن سلاح "حزب الله"، "حفاظاً على ما تبقى من ودّ"، حتى أطل رئيس مجلس النواب نبيه بري بموقف واضح وصريح قال فيه ما لم يقله الحزب، على نحو يبرز التمايز بينهما في مقاربة العلاقة مع رئيس الحكومة.
لا يتردد بري في المجاهرة بما يضمره الحزب. وقبيل توجهه إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية جوزف عون في إطار زيارات التشاور بينهما، قال رداً على سؤال عن علاقته برئيس الحكومة: "إذا سخّن منسخّن وإذا برّد منبرّد"، أي أن العلاقة باتت رهنا بمواقف سلام. فإذا ذهب إلى التصعيد سيقابله بتصعيد، أما إذا خفف اللهجة وعاد إلى الهدوء فسيقابل بهدوء مماثل.
وفُهم من كلام بري أنه يحمل في طياته تهديداً مبطناً يلتقي فيه مع موقف الحزب الذي يحرص على عدم قطع علاقته برئيس الحكومة رغم امتعاضه من مواقفه التصعيدية ضده، مسلّماً هذه المهمة كما الكثير غيرها بعدما بات عاجزاً عن حلها، إلى رئيس المجلس الذي يجد دائماً بالأسلوب الساخر طريقه إلى إيصال رسائله لمن يعنيهم الأمر.
بحسب أوساط قريبة من عين التينة، فإن رئيس المجلس لا يستهدف رئيس الحكومة بقدر ما يستهدف الحكومة أيضاً. والخلفية تعود إلى مماطلة الأخيرة في التعامل مع ملف إعادة الإعمار الذي يشكل هاجساً وأولوية لدى بري الذي يشعر بأن الحكومة تتعامل مع الموضوع كأنها غير معنية. وفي رأي الأوساط أن موضوع إعادة الإعمار التزام وليس قراراً، وبالتالي، لا بد من تكثيف الجهود لتنفيذ هذا الالتزام.
في المقابل، من الثابت أن سلام تلقف الرسالة، من دون أن يعني ذلك استعداداً لديه للتراجع عن خطابه أو عن السقف الذي يعتمده متجاوزاً ربما سقف رئيس الجمهورية. لكن المفارقة أن تصعيد سلام يقف على خلفية حصرية السلاح، وليس على موضوع الإعمار!