مكي: العمل الجاد والتعب طريق وحيد لمن يريد ان يترك بصمة

مكي: العمل الجاد والتعب طريق وحيد لمن يريد ان يترك بصمة

image

في كلمة خلال رعايته تخريج طلاب ثانوية اجيال الدوير في النبطية

أشار وزير التنمية الادارية الدكتور فادي مكي، الى أن "الذكاء، الحظ، والفرص والمال كلها أمور مفيدة انما لا قيمة لها من دون جهد. والتعلم لا نهاية له، ويجب دائما أن نعيد ابتكار ذاتنا".

كلام مكي جاء خلال رعايته الاحتفال الذي اقامته ثانوية اجيال الدوير والمجموعة الثقافية اللبنانية لتخريج تلامذة شهادتي المرحلتين المتوسطة والثانوية العامة "الدفعة العشرون: اجيال العزم"، والذي أقيم على ملعب الثانوية، بحضور ممثل النائب هاني قبيسي المهندس علي حسن، ممثل النائب ناصر جابر احمد ضاهر، ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، ابتسام رمال ممثلة المنطقة التربوية في محافظة النبطية، مدير الانشطة الرياضية والكشفية في وزارة التربية الدكتور مازن قبيسي، مدير الانشطة الكشفية والرياضية في محافظة النبطية عبدالله عساف، الدكتور احمد وحسن وعفيف حيدر عن المجموعة الثقافية اللبنانية، شخصيات ومدراء ثانويات ومدارس وفاعليات واهالي الطلاب.

وبعد كلمة رئيس لجنة الاهل في الثانوية حسن سلامي، ولوحات فنية وفولكلورية للطلاب، قال راعي الاحتفال: "فرحة التخرج لا تشبه أي فرحة، هي لحظة يوقف فيها الوقت، ويلتقي التعب مع الإنجاز، مع الحلم، مع الأمل، ومع القليل من القلق. ان تخرجكم اليوم ليس فقط نهاية 12 سنة مدرسة بل بداية مرحلة جديدة، وبالتحديد بعد هذه السنة الصعبة والدموية، خصوصا عليكم كطلاب من الجنوب. تهجّرتم في بداية السنة مع العدوان الإسرائيلي الغاشم ومع ذلك أكملتم ولم تتركوا الأمل ينكسر، بل بقيتم متماسكين، تتعلمون وتعطون معنى جديدا للصمود والقوة".
 

اضاف: "هذه أول رسالة أريد أن أشارككم اياها: القوة التي تركزون عليها في المستقبل هي قوة الفكر والعقل والإرادة، وهذه القوة لا تخلق بالراحة بل تضغط علينا عندما نخرج من منطقة الراحة والمألوف – من الـ comfort zone، قد تكون المرة الاولى التي تخرجون فيها من المألوف بغير إرادتكم، ولكن من الان وصاعدا عليكم أنتم أن تقرروا مواجهة الجديد وتحدي أنفسكم بتجربة ما لا تعرفون نتيجته. فهنا يصبح النمو حقيقيا، لان الخروج من الراحة لا يكفي إذ العمل الجاد والتعب هو الطريق الوحيد لمن يريد أن يترك بصمة".

وتابع: "أنا أعي معنى التعب، فدعوني أخبركم عن والدي ابن بلدة حبوش، المدرس في مدرسة النبطية، حين لم يكن هناك سيارة ولا مواصلات، كان يستيقظ باكرا ويسير يوميا أكثر من ساعة ليصل الى المدرسة، الطريق لم يكن سهلا انما كان يحمل حلمه وإصراره على النجاح خطوة خطوة. وأنتم ان شاء الله ستنضمون اليوم إلى مجموعة من الأفراد الاستثنائيين من بلدنا ومنطقتنا، الذين حوّلوا التعب والمعاناة إلى قوة دفع".

وقال: "جبران خليل جبران الذي طبعت الفقر والهجرة بدايات حياته، قدّم للعالم روائع من الشعر والفلسفة، حسن كامل الصباّح، ليس بعيدا من هنا، سعى وراء الابتكار والاختراع وتحدى كل الظروف، وكثر غيرهما من عمالقة جبل عامل كالدكتور الراحل رمال رمال ابن هذه البلدة".


اضاف: "الذكاء، الحظ، والفرص والمال كلها أمور مفيدة انما لا قيمة لها من دون جهد. أود أن أسألكم: كم عدد الذين استخدموا منكم ChatGPT في واجباتهم المدرسية؟ أريد أن أخبركم انChatGPT  يعمل جيدا إذا عرفتم كيف تسألونه، لا يجيب صح إلا إذا فكرتم أنتم صح واخترتم الكلمات الصحيحة. حتى الآلة لا يمكن أن تحل مكان العمل الحقيقي، بل هي تساعدكم لكن تبقون أنتم الأساس".

وتابع: "الرسالة الثانية التي أوجهها لكم هي أن التعلم لا نهاية له، ويجب دائما أن نعيد ابتكار ذاتنا. هذه الرسالة ليست موجهة لكم فقط انما ايضا الى المعلمين والمعلمات الذين كان لهم دور أساسي بمسيرتكم، في عصر الذكاء الاصطناعي والتغيير السريع، دور المعلم سيتغير بشكل جوهري، وأحيانا سيكون مخيفا. ChatGPT ليس تهديدا بل أداة، وإذا عرفنا كيف نستعملها نخلق تعليما أذكى، أعمق، وأكثر متعة، وهذا الكلام ينطبق علينا جميعنا".

وقال: "أنا اليوم وزير للتنمية الإدارية لكنني بدأت رحلتي الأكاديمية في مجال التجارة الدولية، ثم دخلت عالم السياسات العامة، وبعدها تعمّقت بالاقتصاد السلوكي، وكل مرة كنت أتعلم من جديد، أجرّب شيئا جديدا، وأعيد إنتاج نفسي، وأنتم ايضا لا تخافوا من مواكبة الاتجاهات الجديدة والعصر، ولا تتوقفوا عن التعلم".

اضاف: "الرسالة الأخيرة العطاء والـ giving back نجاحكم لا يكتمل إذا لم تشاركوه، ردّوا الجميل، وأعطوا من وقتكم وعلمكم وطاقتكم لمساعدة الاخرين كما ساعدكم الاخرون، العطاء ورد الجميل للمدرسة التي ربتكم من القيم المهمة".

وتابع: "رد الجميل للمدرسة قد يكون من خلال الانخراط في جمعية خريجي المدرسة، أو المشاركة في مبادرات دعمها، مثل حملات التبرع أو تنظيم فاعليات لصالح الطلاب الجدد. ان دوركم كخريجين ناشطين يخلق شبكة قوية تساعد الأجيال الجديدة، وتعزز الرابط بينكم وبين المؤسسة التي شكلت جزءا كبيرا من حياتكم. المدرسة ليست محطة تمرون بها وتواصلون المسيرة بل هي بيتكم الثاني الذي يجب أن يبقى صامدا، والعطاء يجعل الحياة افضل ويعطي للنجاح معنى أعمق".

وختم: "صحيح أننا في عصر جديد والعالم يتغير، انما المبادئ لا تتغير: الصدق، العمل الجاد، المحبة والعطاء، هذه هي البوصلة. اليوم نحن فخورون بكم، وغدا نريد أن نكون ممتنين لكم. اكبروا، احلموا، غامروا، اعملوا وجربوا، لكن أينما حللتم احملوا لبنان والجنوب في قلوبكم وأهلكم في عيونكم".

درع وشهادات

بعد ذلك قدم حرب درعا تقديرية الى مكي، ثم جرى توزيع شهادات تقديرية على الطلاب المتخرجين.