المافيا تهدد الشرعية: معركة كازينو لبنان وBetarabia ضد القمار الأسود

المافيا تهدد الشرعية: معركة كازينو لبنان وBetarabia ضد القمار الأسود

image


هل باتت منظومة المافيا أقوى من الدولة ومن الشرعية؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه وسط حملة مسعورة تقودها وتموّلها شبكات القمار غير الشرعي ضد كازينو لبنان وBetarabia، اللذين يمثلان الشرعية والدولة في مواجهة سوق سوداء متغولة.


للمرة الأولى منذ عشرين عامًا، تجد المافيا نفسها في حالة خطر حقيقية. هذه المنظومة التي اعتادت نسج شبكاتها في ظلال الفساد، يُقدّر حجم سوقها السنوي للقمار غير الشرعي بين 170 و200 مليون دولار، ما يعني أنها استولت خلال عقدين على نحو 4 مليارات دولار، حرمت منها خزينة الدولة وحقوق المواطنين، بما فيها نحو 600 مليون دولار من الضرائب والرسوم التي لم تُجبَ قط.

ورغم وضوح الأرقام والفجوة الصارخة، تغض الجهات المعنية الطرف عن ملاحقة مبيّضي الأموال الفعليين الذين لا يكتفون بتهريب الأرباح، بل يموّلون أنشطة مشبوهة قد تصل إلى دعم الإرهاب وأطراف مظلمة في الداخل والخارج.

المفارقة أن هذه المافيا تتّهم اليوم Betarabia – الذراع الشرعية المعتمدة من كازينو لبنان – بأنها رأس القمار غير الشرعي، مستعينة بأبواق إعلامية وجيوش إلكترونية وعملاء داخل مؤسسات الدولة لترويج هذا الادعاء. لكن الحقائق تكشف عكس ذلك تمامًا: Betarabia حصلت على اعتمادها بعد مناقصة عمومية أُطلقت عام 2020 بمشاركة 18 شركة محلية ودولية، تولّت لجنة من الاختصاصيين الإنجليز فضّ العروض، لتنتهي بفوز شركة OSS وفقًا للأصول والقوانين.

فكيف تكون Betarabia غير شرعية والدولة تجبي منها الضرائب وتحصّل لخزينتها أكثر من 48 مليون دولار منذ 2022 وحتى اليوم، بينما لم تدفع السوق السوداء ليرة واحدة منذ عقود؟

الأخطر أن هذه المافيا المتغلغلة في مفاصل الدولة لا تتردّد في تسريب محاضر تحقيقات سرية ومعلومات عن إشارات قضائية قبل صدورها، بهدف وحيد: ضرب ثقة المواطنين بالمؤسسات الشرعية وإغلاق Betarabia، لإفساح الطريق أمام السوق السوداء للعودة إلى زمن السطوة بلا حسيب ولا رقيب.

رغم عشرات الإخبارات التي قدّمها كازينو لبنان أمام الجهات القضائية المختصة لإقفال السوق السوداء، لم يتحقق أي تحرك حاسم حتى اليوم. ويبقى الأمل معلّقًا على العهد الجديد الذي يرفع شعار بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وحماية الشرعية في وجه المتربصين بها، وسط رهانات بأن هذا العهد سيجرؤ على مواجهة المافيا بقبضة من حديد، حيث لم يجرؤ من سبقوه، ليضع حدًا نهائيًا لهذه الشبكات التي تحاول اليوم إغلاق معلم سياحي أسّسه الرئيس الراحل كميل شمعون ليكون منارة للسياحة اللبنانية في الشرق.

المعركة مع المافيا مفتوحة. لا تراجع رغم التهويل والتشويه، وفي النهاية: لن يصحّ إلا الصحيح.