ردّ "حزب الله" على برّاك: لن نوقّع "صك استسلام"

ردّ "حزب الله" على برّاك: لن نوقّع "صك استسلام"

image

ردّ "حزب الله" على برّاك: لن نوقّع "صك استسلام"
 الحرب لن تكون من طرف واحد ولا يجوز التفريط بمزارع شبعا


رضوان عقيل - "النهار"

لم يحسم لبنان بعد رده الرسمي على الموفد الأميركي توم برّاك قبل وصوله إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل. ولم يدلِ "حزب الله" بموقفه النهائي أمام الأعلام، متقصدا ترك مساحة أكبر من الغموض.

وفي الساعات الأخيرة أبلغ الرئيس نبيه بري بملاحظاته على ورقة البيت الأبيض التي جاءت بطلب من الرئيس دونالد ترامب. ويلتقي "الثنائي" على نقاط عدة، ولو بهامش أكبر عند رئيس المجلس.
يحرص المعنيون بهذا الملف على عدم تسريب ما سيقدم لبرّاك، نظرا إلى حساسية النقاط المطروحة. وستتناول الإجابة ما سيتبلور بحسب ما ورد في المطالب الأميركية لترتيب العلاقة مع إسرائيل وسوريا. وثمة مساحة من الرد على برّاك ستتناول ملف الإصلاحات المالية التي تطلب إدارته تطبيقها في عمل المؤسسات والإدارات، لأن أكثرها تحول مسرحا للفساد والتهرب من تطبيق القانون.
أين "حزب الله" المعني الأول بملف السلاح والرد على برّاك؟
لا يمكن التقليل من حجم الضغوط التي تشتد وتيرتها كلما اقترب موعد قدوم برّاك. وقبل تلقي الرد المكتوب، ثمة أولويات توصلت إليها قيادة الحزب، اطّلع الرؤساء الثلاثة على تفاصيلها، ولا سيما منهم بري، وتتمثل في:
- التأكد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب.
- كيفية وضع استراتيجية أمنية حقيقة تقوم على مبدأ أن إسرائيل ستبقى عدوة لبنان ولن تتركه خارج خريطة طموحاتها.
- عدم تجاهل ملف إعمار الجنوب الذي يضعه الحزب في صدارة الأولويات.
ومع تسليط كل الأضواء على برّاك، ثمة أسئلة وصلت منه إلى الرئيسين جوزف عون ونبيه بري تركز على عنوان واحد: كيف يواجه لبنان العدوان الإسرائيلي في المستقبل، ولا سيما أن بنيامين نتنياهو في قراءة الحزب لم يلتزم أي التزامات، وهذا ما درج على فعله مع الفلسطينيين أمس واليوم؟
لا يمكن وفق رؤية الحزب التعامل مع نتنياهو، الذي يستحيل الركون إليه "ولو بضمانات أميركية تثبت الوقائع أن أصحابها يتنصلون منها".
وفي معطيات رد الحزب في معرض طرح المطالب الأميركية – الإسرائيلية، يسأل عن مصير التأكد من عدم تكرار عدوان إسرائيلي في المستقبل، مع توقفه عند ما سمعه من عون أولا، لناحية التوصل إلى استراتيجية أمنية لبنانية.
وتلقى الحزب ردا بالواسطة من الأميركيين وعبر قنوات أخرى تفيد أن إسرائيل لن توقف حربها ما لم يتم تسليم سلاح الحزب إلى الجيش اللبناني.
ولا يزال الحزب تحت وطأة كل هذه الضغوط يقول عبر قياديين في مجالسهم الضيقة والصالونات الديبلوملسية إن قدراته العسكرية لم تنته وإن الحرب تبدأ من إسرائيل "وهي لن تكون من طرف واحد، ونحن جاهزون لكل الخيارات".
وإذا فرضت هذه المواجهة مجددا مع إسرائيل فلن يقف الحزب متفرجا، ولبنان هو من يريد الحصول على ضمانات "وليس العدو المستمر في مواصلة خروقه، وهو لم ينسحب من النقاط المحتلة في أول شهرين من وقف النار".
وينبه الحزب، وهذا ما أبلغه إلى دوائر الرؤساء الثلاثة ومستشاريهم المعنيين، إلى الشق المتعلق بترتيب العلاقات مع سوريا وعدم ارتكاب "جريمة التنازل" في ملف مزارع شبعا اللبنانية، علما أن تلبية السلطات الجديدة في دمشق للمطالب الإسرائيلية لن تصب في مصلحة السوريين أولا ولا لبنان، "وحذار التفريط بمزارع شبعا ولا سيما أن أهلها على مختلف مشاربهم السياسية لن يتنازلوا عن لبنانيتها".