الرؤساء الثلاثة لا يرون الورقة الأميركية قابلة للتسويق وهذا ما يؤخّر رداً موحّداً وواضحاً

الرؤساء الثلاثة لا يرون الورقة الأميركية قابلة للتسويق وهذا ما يؤخّر رداً موحّداً وواضحاً

image

الرؤساء الثلاثة لا يرون الورقة الأميركية قابلة للتسويق وهذا ما يؤخّر رداً موحّداً وواضحاً

جزء أساسي من مهمة ابن فرحان هو مناقشة ملف العلاقة مع سوريا وترسيم الحدود

باتَ جلياً أن لبنان سيكون في الفترة المُقبلة نقطة تسخين موازية لملفيْن تتركّز عليهما الأنظار: الأول، مفاوضات الهدنة في غزة، والثاني الوضع في سوريا وما يُسرّب عن اتفاقات أمنية أو سياسية بينها وبين العدو.

فضلاً عن زيارة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي يُنظر إليها باعتبارها مفصلية في مسار الحرب المستمرة في المنطقة.

وقد بدأت مؤشرات التسخين منذ الزيارة الأولى التي قامَ بها المبعوث الأميركي توماس برّاك لبيروت، حيث أودع الرؤساء الثلاثة ورقة عمل أميركية اعتبرها بمثابة خريطة الطريق الوحيدة لإخراج لبنان من أزمته، عنوانها الأساسي نزع سلاح حزب الله، فيما تتسارع وتيرة الاتصالات التي تواكب عمل اللجنة التي تضمّ ممثلين لرؤساء الجمهورية جوزيف عون والحكومة نواف سلام والنواب نبيه بري والتي كُلّفت بإعداد ردّ عليها بانتظار عودته يوم الإثنين لعقد لقاءات تستمر حتى الثلاثاء.

وأحد هذه المؤشرات تمثّل في الوصول المفاجئ للموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت مساء أول أمس، في زيارة وضعتها أوساط سياسية بارزة في إطار «استكمال عوامل الضغط»، باعتبار أن السعودية شريكة أساسية في المشروع الأميركي – الإسرائيلي، وهي «تتقدّم الآخرين في عملية الضغط من خلال تحريك جماعاتها الداخلية في لبنان، وتتّبع أسلوباً أكثر صرامة في الكلام مع المسؤولين اللبنانيين».

واكتسبت زيارة ابن فرحان، بُعداً خاصاً هذه المرة لتزامنها أولاً، مع اللجنة الخماسية المعنيّة بالملف اللبناني التي عادت واجتمعت أخيراً، علماً أنها جمّدت لقاءاتها منذ ما قبل انتخاب رئيس الجمهورية، ومن ثم هي تأتي عشية عودة برّاك وسطَ تقديرات بأن ابن فرحان سيبقى في بيروت وسيجتمع بالموفد الأميركي.

مصادر سياسية بارزة قالت لـ«الأخبار» إن «الرياض تتحرك لاقتناص اللحظة، خصوصاً بعدَ أن أكّد برّاك أنه ليس أمام لبنان سوى نزع السلاح وفقَ جدول زمني لا يتجاوز الشهرين، وأن صبر الرئيس دونالد ترامب بدأ ينفد، كما أن الفرصة لن تبقى مفتوحة طويلاً للحلول»، مشيرة إلى أن «لقاء ابن فرحان مع الرئيس سلام للتأكيد على ضرورة أن تقرّ الحكومة هذا الأمر داخل مجلس الوزراء وتحدّد الآلية، بينما يجري الضغط على الرئيس بري لإلزامه في أن يكون شريكاً في ردّ يتضمّن جدولاً زمنياً وهو ما يرفضه الأخير».

كما تستهدف زيارة ابن فرحان، الجو السنّي ليكون جزءاً من محاصرة حزب الله، وهو عقد لقاءات مع شخصيات سنّية من بينها النائب فيصل كرامي، ومن المهم كما تقول: «التركيز على الزيارة التي سيقوم بها المفتي عبد اللطيف دريان إلى سوريا، وهي زيارة رتّبها السعوديون أنفسهم».

وفي هذا الإطار، تقول المصادر إن «جزءاً أساسياً من مهمة ابن فرحان هو مناقشة ملف العلاقة مع سوريا وترسيم الحدود المشتركة مع لبنان ومن ضمنها مزارع شبعا التي تم الاتفاق على تسويق سوريّتها قبلَ أن تُصبِح رسمياً من حق سوريا، فهو أيضاً مسؤول عن الملف السوري».

في الموازاة، تبدي مصادر مطّلعة خشيتها من لجوء العدو إلى تصعيد عسكري ليرافق الضغط السياسي، وسط تهديدات وتسريبات بأن إسرائيل مستعدّة لعمل كبير في لبنان لتدمير منشآت لم يتركها حزب الله.

أما في ما خصّ موقف حزب الله، الذي قدّم الأمين العام الشيخ نعيم قاسم إشارات واضحة عليه في خطاباته الأخيرة، فقد علمت «الأخبار» أن اجتماعاً عُقد أول أمس بين الرئيس بري وعضو شورى حزب الله الحاج حسين الخليل بحضور النائب علي حسن خليل، للتشاور في ردّ موحّد.

وقالت مصادر عين التينة إن بري وحتى عون وسلام يعتبرون أن ورقة برّاك تحمل انحيازاً واضحاً لإسرائيل من دون مراعاة المصلحة اللبنانية، وهي غير محمولة بالنسبة إلى الدولة قبل حزب الله.

ولذلك فإن اللجنة لم تستطع حتى الآن الانتهاء من صياغة الجواب، إذ إن أعضاء اللجنة يبحثون عن صيغ تراعي المصلحة الوطنية ولا تؤدّي إلى تداعيات، لمّح إليها برّاك في ما يتعلق بردّة الفعل الإسرائيلية.

وهذا الموقف سمعه أمس السفير الفرنسي في بيروت هيرفية ماغرو الذي حضر اجتماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، حيث أكّد النائب إبراهيم الموسوي للسفير أن القرار 1701 يتحدّث عن جنوب النهر وأن حزب الله لم يخرق القرار ونفّذ ما تضمّنه القرار بينما تستمر إسرائيل في اعتداءاتها وأن على فرنسا أن تعترف بذلك لكونها جهة مراقبة وضامنة لتنفيذ القرار، فيما قالت مصادر نيابية إن ماغرو كان يومئ برأسه، ما يعني أنه موافق ضمنياً على ما قاله الموسوي.

وكان برّاك قد قال في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» إن «نزع سلاح حزب الله سيستلزم عصاً وجزرة»، وإنّ «الجيش اللبناني سيُفتّش البيوت بحثاً عن أسلحة.

وربما يلاقي ذلك مقاومةً من المجتمعات الشيعيّة التي طالما رأت في الحزب حامياً للبنان ضد إسرائيل»، ولمنح هذه المجتمعات حافزاً للمشاركة، قال برّاك إنّ الولايات المتحدة تسعى إلى الحصول على مساعداتٍ ماليّة من السعودية وقطر تُخصَّص لإعادة الإعمار في أجزاءٍ من جنوب لبنان تضرّرتْ خلال الحرب»، معتبراً أنه «إذا حصل شيعةُ لبنان على شيءٍ من هذا، فسيتعاونون».