وعود على الورق والفصائل متمسكة بسلاح المخيمات!

وعود على الورق والفصائل متمسكة بسلاح المخيمات!

image

وعود على الورق والفصائل متمسكة بسلاح المخيمات!
عباس تراجع عن تعهداته التي قطعها أمام الرئيس عون


رضوان عقيل -  "النهار"

رمى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حجرا في تربة لبنان الملبدة في الأصل بجملة من الأزمات والانقسامات، ولم يكن ينقصها إلا ولوج شجون المخيمات تحت عنوان نزع سلاح الفصائل والمجموعات.


إذا كان التركيز الأميركي والإسرائيلي أولا على نزع سلاح "حزب الله" وتجفيف قدراته العسكرية، فإن كل ما أطلقه عباس من وعود ذهب أدراج الرياح. وأمام كل ما يحصل في ملف السلاح، وقبل حضور الموفد الأميركي توم برّاك الإثنين المقبل، يخرج قيادي كبير في فصيل فلسطيني ليقول على مسمع جهة ديبلوماسية إنه "حتى لو سلّم الحزب سلاحه فنحن لن نقدم على هذه الخطوة، ليس انتقاصا من السلطات اللبنانية بل من باب السؤال عن حقوقنا ومستقبلنا ورفضنا التوطين".
ويؤكد مسؤولون في أكثر من فصيل أن الفوضى التي نتجت من تصريحات لفلسطينيين ولبنانيين عقب محطة عباس في بيروت أدت إلى هذه الخلاصة من الارتباك التي ما زالت ترافق ملف السلاح الفلسطيني بسبب "القراءة الخاطئة" لعباس والمقاربات التي قدمها نتيجة تلقيه أمر عمليات خارجية لا يمكن ترجمته على الأرض.
ويسجل هنا استعجال لبناني، فيما كان على المعنيين الرسميين أن يعرفوا أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على سحب السلاح بكل هذه السهولة نتيجة جملة من التداعيات في حال المعالجات غير المدروسة، إذ لا يمكن التعامل مع هذا النوع من الملفات "على طريقة يا قاتل يا مقتول"، ثم إن جهات فلسطينية عدة "لا تثق بوعود الدولة اللبنانية بعد سلسلة من التجارب غير المشجعة".
لا تمانع فصائل عدة في تنظيم السلاح في المخيمات، ولا سيما أن الأجهزة اللبنانية تعرف ما تمتلكه هذه الفصائل وبالأرقام. وكانت لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني برئاسة رئيسها السابق باسل الحسن وبالتعاون مع مخابرات الجيش قد نجحت في تسليم المواقع الفلسطينية خارج المخيمات وعتادها إلى المؤسسة العسكرية.
ينفي قيادي فلسطيني وجود أسلحة ثقيلة في المخيمات "وثمة مبالغات في هذا الشأن حتى عند "فتح" التي لم تتمكن من مواجهة مجموعات إسلامية في عين الحلوة قبل أكثر من سنتين".
ويعرف الجيش قدرات "فتح" بالتفصيل، ولا سيما أنه يواكب دوراتها العسكرية في مخيم الرشيدية.
وتظهر المعطيات أن لا وجود لصواريخ وأسلحة ثقيلة في مخيمات بيروت بعدما تحول مخيم شاتيلا وبقعة في برج البراجنة إلى أخطر أوكار المخدرات في البلد والتي تديرها رؤوس لبنانية.
ويبقى مخيم عين الحلوة المستودع الفلسطيني الأول للسلاح من دون التمكن من تحديد ما تمتلكه حركة "حماس" ولا المجوعات الإرهابية من أعتدة.
ويؤكد قيادي فلسطيني أنه تم التعامل مع سحب السلاح الفلسطيني في الشهرين الأخيرين على شكل "بالون إعلامي"، فتزامن هذا الحدث مع تصاعد الضغوط على "حزب الله". وإن عباس الذي تراجع عن تعهداته التي قطعها أمام الرئيس جوزف عون لم يرتّبها بشكل مدروس بفعل تخبط نجله ياسر وحلقة ضيقة من ضباط في رام الله لم يكونوا على مستوى تطبيق الكلام الذي أطلقوه أمام المسؤولين اللبنانيين، باعتبار أن الوقائع على الأرض لا تؤشر لذلك، والفصائل لم تتم مفاتحتها ولا التواصل معها في هذا الملف، من دون التطرق إلى حقوق المدنية للاجئين "حيث لا ينبغي التعامل معهم إلا من بوابة السلاح".