لا كورونا في "الهيبة" فهل يشملها قرار الاقفال العام؟ | أخبار اليوم

لا كورونا في "الهيبة" فهل يشملها قرار الاقفال العام؟

ميشال نجيم | الجمعة 13 نوفمبر 2020

تحدث جبل شيخ الجبل عن ارتداء الكمامات في الصين

ميشال نجيم - "أخبار اليوم"

تبدو بلدة "الهيبة" في المسلسل التلفزيوني الذي يحمل اسمها، قرية معلّقة بين الواقع والخيال فهي غير موجودة على خرائط الجمهورية اللبنانية لكنها تقع في لبنان وبعض من سكانها يسجنون في سجن رومية. هي بلدة بقاعية نستها الدولة كما نسمع على لسان شخصيات العمل لكن المشاهدين يرونها خارجة عن القانون ومحكومة بفوضى السلاح وبالتالي عصيّة على الدولة. في اي حال، تبقى "الهيبة" التي فتحت ابوابها منذ مطلع الشهر الجاري امام المشاهدين للموسم الرابع، قرية فريدة من نوعها تخطت ازمات لبنان فلا أحد من سكانها يشكو من غلاء الاسعار او من الارتفاع الجنوني لسعر الدولار في السوق السوداء، انما في المقابل يعاني معمل شيخ الجبل للالبان والاجبان من ازمة مالية حالت دون دفع رواتب العمال لأشهر عدة. اما على الصعيد الصحي، فيبدو ان فيروس كورونا المستجد لم يصل الى "الهيبة" على الرغم من ان كبير القرية جبل الشيخ الجبل (يؤدي دوره الممثل السوري تيم حسن) تحدث عنه تلميحاً في احدى حلقات الموسم الجديد عندما قال لأحدهم ان صديقه علي الذي فر من السجن ربما اصبح في الصين "ومع كمامة"! ربما شاءت ورشة كتاب العمل ان تقرّب المسلسل اكثر من الحقيقة فأستعملت الاشارة الى الوباء العالمي كدليل على ان العمل على تماس مع ما يعانيه متابعوه، وربما سيعود الحديث عن كورونا ليظهر في حلقات لاحقة من المسلسل الذي تسبب كورونا في تأخير تصويره ثم في تأجيل عرضه من شهر رمضان الى شهر تشرين الثاني، لكن ذلك يبدو مستبعداً جداً لا سيما بعدما شاهدنا نزول صخر وابنة خاله (اويس مخللاتي وديما قندلفت) من "الهيبة" الى بيروت وظهر لنا ان كورونا غير منتشر في العاصمة ايضاً فصخر دخل الى حانة كانت تعج بالرواد من دون مراعاة للتباعد الاجتماعي ومن دون كمامات بطبيعة الحال.
قد يكون من الصعب ادخال ازمة كوفيد ١٩ في السياق الدرامي للمسلسل الدي يخرجه سامر البرقاوي وينتجه صادق الصبّاح، اذ ان اجواء العمل مرتبطة في شكل اساسي بتجارة المخدرات والسلاح والثأر وما الى ذلك، وبالتالي فإن ازمة صحية ستغيّر من طبيعة المسلسل وقد لا تروق لجميع من تابعوه منذ موسمه الاول. لكن السؤال الذي يطرح هنا: هل كانت ضرورية اشارة جبل الى موضوع الكمامة طالما ان الفيروس لن "يزور الهيبة" ام انها مجرد هفوة في الحوار استظرفها احدهم وتقرر الابقاء عليها من دون تفكير معمق؟
الغريب ان مسلسلاً ثانياً سبق "الهيبة" في العرض هو مسلسل "من الآخر" (اخراج شارل شلالا وكتابة اياد ابو الشامات) تطرق ايضاً لمرة واحدة فقط الى كورونا وذلك في المشهد الاخير الذي استمعنا فيه الى مذيع اخبار عبر احدى الاذاعات يتحدث عن بداية انتشار فيروس جديد في الصين. وقد بدت هذه الاشارة منطقية بعض الشيء على اعتبار ان "من الآخر" حاول على مدى حلقاته الثلاثين ان يتناول ما شهده لبنان اعتباراً من شهر تشرين الاول عام ٢٠١٩ من دون ان يغوص في تفاصيل الاحداث، فسمعنا شخصيات في العمل تتحدث عن ازمة المصارف او عن طرقات مقطوعة (بسبب المظاهرات) فأتى الحديث عن كورونا في الحلقة الاخيرة مقبولاً في السياق العام.
ويبدو ان فيروس كورونا يخيف المنتجين العرب في مجال الدراما مثلما يخيفنا جميعاً في الحياة اليومية، لذا فإن تخصيص مسلسلات لتناوله من مختلف زواياه لا يزال على ما يبدو مغامرة لا يرغب كثيرون في خوضها. الا اننا سمعنا قبل فترة عن تصوير المخرج إيلي حبيب مسلسلاً يحمل اسم "وقف التصوير" عن نص للكاتبة كلوديا مرشليان، يروي تفاصيل الإنتاج الفني وتعطل الحركة الدرامية إثر موجة كورونا، ويجمع في بطولته فنانين سوريين ولبنانيين أبرزهم فادي صبيح وكارين رزق الله. وقبل نحو شهرين، عرضت منصة شاهد مسلسلاً قصيراً عنوانه "الشك" ضم ممثلين من جنسيات عربية مختلفة (من بينهم قصي خولي) تدور احداثه اثناء فترة الحجر الصحي التي عاشتها السعودية للحد من انتشار كورونا لكن محور القصة جريمة قتل وليس الفيروس.
اما في مصر، فبدا لافتاً ما قالته النجمة يسرا في مقابلة معها على هامش مهرجان الجونة السينمائي قبل ايام ومفاده انها تعارض معالجة موضوع الكورونا في الاعمال الدرامية في الوقت الراهن لأن ذلك سيتطلب برأيها ظهور الممثلين والممثلات على الشاشة بالكمامات محترمين قواعد التباعد وهو ما لا تحبّذه.
في كل الاحوال، الاشهر المقبلة قد تحمل لنا مفاجآت درامية "كورونية" الطابع فبعض الشركات الانتاجية تؤثر عدم الكشف عن تفاصيل مشاريعها قبل انجازها منعاً لحرقها او لسرقة افكارها، فلننتظر اذاً ونرَ.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار