كلود مونيه: رسّام حاول الانتحار شاباً وكاد يفقد البصر قبل وفاته | أخبار اليوم

كلود مونيه: رسّام حاول الانتحار شاباً وكاد يفقد البصر قبل وفاته

ميشال نجيم | السبت 14 نوفمبر 2020

شكّلت حديقته مصدر الكثير من لوحاته المتميزة

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

تصادف اليوم الذكرى السنوية الثمانون بعد المئة لولادة الفنان التشكيلي الشهير كلود مونيه الذي تزيّن رسماته أهم متاحف العالم وهي حالياً من بين اللوحات الأعلى ثمناً.

إرتبط إسم كلود مونيه بالمدرسة الانطباعية والسبب في ذلك ان الرسّام الفرنسي أنجز عام ١٨٧٢ لوحة إسمها " إنطباع، شمس مشرقة" ولمّا كان الأول في استخدام هذا الأسلوب الجديد في الرسم، إشتق إسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته.
ولد مونيه في باريس في ١٤ تشزين الثاني عام ١٨٤٠. بدأ شغفه بالرسم منذ طفولته وبرع في الرسوم الكاريكاتورية. عام ١٨٦٠، إلتحق بالجيش وأُرسل الى الجزائر ومن هناك كتب يصف وقع الألوان المتوهجة في هذه البلاد الشرقية عليه. بعد تسريحه من الجيش، عاد مونيه إلى باريس ليواصل دراسته الفن فالتقى بعدد من الرسامين المميزين كبازيل ورينوار وسيسلي الذين كان لهم أثر كبير في تطوير موهبته.خلال ربيع عام ١٨٦٨ حاول الانتحار بعد مضي أشهر على ولادة ابنه، بسبب تراكم ديونه.

تحدّى مونيه في أعماله الأساليب التقليدية في الرسم على الرغم من تلقيه في بداية رحلته الفنية إنتقادات حادة وساخرة أحياناً. كان يؤكد دائماً أن الرسوم المبدعة لا تصنعها القوانين الجامدة. اعتبر مونيه أن الطبيعة هي أول رسّام يعلمنا تذوق اللون عبر الزهور ومن خلال تغيّر الفصول. أحبّ رسم المناظر الطبيعية حتى أنه بعد عام ١٨٩٠ توقف كلياً عن رسم الأشخاص وتفرّغ لرسم الطبيعة: البحيرات والأشجار والزهور وزنابق الماء وشكلت حديقته مصدر الكثير من أعماله المتميزة. درس مونيه انعكاس أشعة الشمس على المرئيات وتأثيرها على الألوان. كان يعتقد أنه لا يوجد منظر طبيعي قوي ومعبّر في حد ذاته بل إن تأثير أشعة الشمس هو ما يمنح المنظر جماله بما ينعكس روعة داخل اللوحة. راقب التفاعل بين الضوء والظل وكان يرسم موضوعاً واحداً خلال النهار في أجواء مناخية مختلفة ليسجل أثر تغير الضوء على الأشياء. في الخامسة والستين من عمره، تراجعت قدرات كلود مونيه البصرية لكنه لم يتوقف عن الرسم. تلت ذلك سنوات من الحزن والاكتئاب، عقب فقدان مونيه لزوجته سنة ١٩١١ وابنه البكر بعدها بثلاث سنوات. عام ١٩٢٤، فقد الرسّام الفرنسي القدرة على مشاهدة اللونين الأحمر والأصفر وأكد لأصدقائه أنه أفسد لوحات عديدة بسبب ذلك.

على الرغم من كل ما تقدّم، يُعد كلود مونيه من أكثر الرسامين غزارة في الإنتاج اذ أنجز أكثر من ألف لوحة قبل وفاته في ٥ كانون الاول عام ١٩٢٦ جراء إصابته بسرطان الرئة.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة