خوسيه ساراماغو: كاتب تذكّره العالم بسبب كورونا بعد ١٠ سنوات على رحيله! | أخبار اليوم

خوسيه ساراماغو: كاتب تذكّره العالم بسبب كورونا بعد ١٠ سنوات على رحيله!

ميشال نجيم | الإثنين 16 نوفمبر 2020

روايته "العمى" تحكي عن وباء معدٍ أفقد الناس البصر

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

عام ١٩٩٨، كان خوسيه ساراماغو أول برتغالي يحصل على جائزة نوبل في الأدب. هو صاحب مؤلفات تستعرض أحداثًا تاريخية من وجهة نظر مختلفة وتتميز بأسلوب تهكمي قريب من أسلوب الكاتب الفرنسي فولتير. من أشهر روايات الرجل: "ذكريات الدير"، "بالتزار وبليموندا" و"العمى" التي صدرت عام ١٩٩٥ وتحولت الى فيلم سينمائي عام ٢٠٠٨ على يد المخرج فرناندو ميريليس (قام ببطولة الشريط كل من جوليان مور ومارك رافالو وغاييل غارسيا برنال).

ولد ساراماغو في ١٦ تشرين الثاني عام ١٩٢٢ أي في مثل هذا اليوم، في ازينهاغا وسط البرتغال لعائلة من المزارعين. ترك المدرسة باكرًا وعمل في صناعة الأقفال والحدادة والزراعة. سعى لتثقيف نفسه، ودخل عالم الكتابة مصححًا لغويًا في إحدى دور النشر، ثم انتقل إلى الصحافة والترجمة قبل أن يكرس وقته كليا للأدب. أصدر روايته الأولى "أرض الخطيئة" عام ١٩٤٧، ثم توقف عن الكتابة نحو عشرين سنة أصدر بعدها ديوانه الشعري الأول بعنوان "قصائد محتملة"، لكنه لم يحصل على الشهرة إلا حين بلغ الستين من عمره مع رواية "الإله الأكتع". كتب نحو عشرين رواية ودراسة أدبية وتاريخية، وتتضمن معظم أعماله دعوة الى التمرد على الممارسات الشمولية التي تنتهجها بعض المؤسسات الدينية والسياسية.عرف بنشاطه السياسي الدؤوب وشارك في ثورة القرنفل التي أنهت نظام الديكتاتور البرتغالي أنطونيو دو أوليفيرا سالازار. نشط في في محاربة العولمة، وكان من المشككين في الرواية الرسمية لأحداث ١١ أيلول عام ٢٠٠١ في الولايات المتحدة. حظي ساراماغو بحفاوة شديدة في العالم العربي بعد زيارته مع وفد من الكتّاب العالميين الى رام الله، ومقارنته الوضع في فلسطين بمعسكر أوشفيتز النازي. توفي في ١٨ حزيران عام ٢٠١٠ عن عمر يناهز ٨٧ عامًا، ففقد العالم أحد أهم الروائيين المعاصرين وأحد أشرس الداعين الى تحقيق العدالة الإنسانية.

هذا العام، عاد ساراماغو محور احاديث الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكُتبت عنه مقالات في الصحف والمواقع الالكترونية، اذ اعتبر البعض إن ما يُحدثه وباء كورونا في عالمنا اليوم، يماثل في جوانب كثيرة منه ما صوّره الكاتب الراحل في روايته "العمى"، حيث أصيب بفقدان البصر كل الذين اقتربوا من أول مصاب وهكذا تفشى الوباء بين الناس، لينتهي بإصابة أغلب سكان المدينة. وبسبب عجز الدولة عن احتواء المصابين وتمدد الوباء الذي طاول الجيش والشرطة، باتت المنطقة بلا حسيب ولا رقيب وانعدمت الخدمات واختفى الماء والغذاء. وفي الحجر، تعيش الشخصيات المصابة بالعمى في الرواية على أمل أن يُحاصر الوباء في مكان واحد، ولما تزايد عدد المصابين في شكل كبير بات الحل الأمثل امام الحكومة القضاء عليهم بالرصاص. وفي ظل الانتشار المتسارع لفيروس كورونا حول العالم، شهدت مبيعات رواية "العمى" ارتفاعاً ملحوظاً في إيطاليا في شهر اذار الماضي وصل إلى ١٨٠ في المئة. وبعد إيطاليا، ارتفعت مبيعات "العمى" في دول عدة فاكتشف كثيرون هذه الرواية وكاتبها بعد عشر سنوات على رحيله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة