فيلمه المقبل سيجمع ممثليه المفضلين دينيرو وديكابريو
ميشال نجيم – "أخبار اليوم"
في ١٧ تشرين الثاني عام ١٩٤٢، ولد مارتن سكورسيزي في مدينة نيويورك الاميركية التي أصبحت لاحقاً مسرحاً لغالبية أفلامه. درس السينما في جامعة نيويورك وأخرج فيلمه الطويل الأول عام ١٩٦٧. بعد سنوات قليلة وبضعة أفلام في رصيده ،كان قد أثبت نفسه كأحد المخرجين البارزين.
تمحورت غالبية أعمال سكورسيزي حول مواضيع كالهوية الإيطالية الأميركية والذنب والتوبة والإجرام والعنف.اعتبر صانع الأفلام ذو الأصول الايطالية أنه كلما كانت رؤية المخرج في الفيلم فردية أكثر كلما استحق أن يكون عملاً فنياً أفضل. واكد أنه ليس على المخرج كتابة السيناريو بنفسه ليكون الفيلم ذاتياً وميّز بين نوعين من المخرجين: الأول يتميز بمهارته في ترجمة السيناريو من كلمات إلى صور أما الثاني فبمقدوره أخذ فكرة شخص آخر وتضمينها رؤيته الذاتية ومن خلال التصوير وتوجيه الممثلين بطريقة معينة يحّول الفيلم ليصبح جزءاً من أفلامه الأخرى.
السيناريو بالنسبة لسكورسيزي أهم شيء في الفيلم ولكن على المخرج ألا يكون عبداً له لأنه في ذلك الحين لن يفعل أكثر من تنفيذه فوتوغرافياً. والمعضلة الأساسية حسب المخرج الأميركي تكمن في عملية التعامل مع الكاميرا وطريقة توجيهها لقطة إثر لقطة لخلق مغزى محدد أو للكشف عن شيء ما أراد المخرج من المشاهد أن يفهمه. أما عن الأخطاء التي على المخرج أن يتحاشاها فيأتي بحسب سكورسيزي في مقدمها الإفراط في تفسير مغزى الفيلم.
يشدد مارتن سكورسيزي على أهمية السعي لمنح الممثلين القدر الممكن من الحرية من أجل أن يبعثوا الحياة في المَشاهد التي يجسّدونها أمام الكاميرا.ويُعرف عنه تفضيله لبعض الممثلين على حساب آخرين، فبعد روبرت دينيرو الذي ظهر في تسعة من أفلامه الطويلة وابرزها Mean streets وRaging bull وTaxi driver وGoodfellas (باتت كلاسيكيات في عالم الفن السابع)، تبنّى المخرج الشهير موهبة ليوناردو دي كابريو الذي ظهر في خمسة من أفلامه الروائية. والعام المقبل، سيجتمع دي كابريو ودينيرو في فيلم سكورسيزي الجديد Killers of the Flower Moon والذي سيبدأ إنتاجه في شهر شباط بعد تأخير بسبب تداعيات فيروس كورونا، مع العلم ان الممثلين الاحب الى قلب المخرج سبق ان التقيا عام ٢٠١٥ في فيلمه القصير The audition.
نال سكورسيزي خلال مسيرته الفنية الطويلة أكثر من ١٦٠ جائزة حول العالم من بينها جائزة اوسكار واحدة فقط، حصل عليها عام ٢٠٠٧ في فئة أفضل مخرج عن فيلمه The departed (من بطولة ديكابريو). وهذا العام خرج فيلمه The Irishman خالي الوفاض من حفل الاوسكار رغم عشر ترشيحات كانت في حوزته! في أي حال، جوائز الاوسكار لا تصنع مخرجاً ناجحاً انما العمل المتقن وامتلاك الحس الفني الرفيع يكفلان ذلك، ومارتن سكورسيزي اليوم وهو يطفئ شمعته الثامنة والسبعين، واحد من اهم المخرجين في العالم، سواء نال أوسكاراً واحداً او عشرة.