هو ابن الرسام المصري اللبناني الأصل جورج حنا صباغ
ميشال نجيم – "أخبار اليوم"
يُعتبر بيار صباغ أسطورة في تاريخ التلفزيون الفرنسي. مارس الرجل مهناً متعددة في ميدان الاعلام فكان صحافياً، مخرجاً، منتجاً، مقدماً ومديراً لقنوات تلفزيونية، ولعل الأهم في مسيرته ان نشرة الأخبار التلفزيونية الفرنسية ولدت على يديه (وكانت النشرة الأولى في العالم على الأرجح).
ولد بيار صباغ في ١٨ تموز عام ١٩١٨ في منطقة لانيون الفرنسية. هو نجل الرسام المصري اللبناني الأصل جورج حنا صباغ وقد ورث عن والده حبّ الصورة وقال يوماً: "كنت ابن الرجل الذي يستطيع أن يصلح الصورة والأفكار الجميلة أو القبيحة".طُرد بيار صباغ من عدة مدارس ثانوية اذ كان يحلم طوال الوقت بالمسرح. بين عامي ١٩٣٨ و١٩٤٢ عمل كفنان ملصقات ثم مصمم ديكورات مسرحية، قبل أن يصبح محركًا للدمى. بعد ذلك انتقل الى الاذاعة وعمل مراسلاً حربياً خلال الحرب العالمية الثانية. عام ١٩٤٨، طلب المدير العام للإذاعة الفرنسية فلاديمير بورشيه من وزير الاعلام الإذن بإنشاء نشرة إخبارية تلفزيونية. تأجل المشروع الذي كُلّف به صباغ مرات عدة الى ان ابصرت النشرة النور اخيراً في ٢٩ حزيران عام ١٩٤٩، في يوم انطلاق سباق فرنسا للدراجات في تلك السنة. افتتحت النشرة الأولى بمشاهد جوية لباريس، اذ انطلق صباغ على متن منطاد إلى جانب مصوّره. واتت النتيجة بما يفوق توقعاته، فبعد انطلاق المنطاد من ساحة الكونكورد، اصطدم بخطوط التوتر العالي قرب أورلي. صُوّر الحادث من البداية إلى النهاية وتحول حدثاً في عالم التلفزيون بعد عرضه. حتى ٢٤ تموز ١٩٤٩، ظلّ المشاهدون الباريسيون يتجمعون في المقاهي ليتابعوا بحماس مشاهد من سباق فرنسا للدراجات ضمن نشرات صباغ. في البداية، كانت النشرة تبث ثلاث مرات في الأسبوع فقط، لكن نجاحها أدى بعد ثلاثة أشهر على انطلاقتها الى ان تصبح نشرة يومية ثم نشرة تُبث مرتين في اليوم الواحد في نهاية عام ١٩٤٩. اخترع بيار صباغ اذاً نوعًا جديدًا من المواد التلفزيونية، وعن هذا الامر قال مرةً: "لقد فهمت أن نشرة الأخبار التلفزيونية يجب أن تكون قبل كل شيء عرضًا. في التلفزيون، المَشاهد هي المهمة وليس الكلمات. ولذلك، ذهبت للحصول على مشاهد". بقي صباغ مسؤولاً عن النشرة حتى عام ١٩٥٤. بعدها، بدأ تقديم البرامج وانتاجها وكان معظمها رائداً وناجحاً، سواء في إطار الألعاب او في مجال الوثائقيات. عام ١٩٦٦، أطلق بيار صباغ مغامرة جعلته أكثر شهرة من خلال برنامجAu théâtre ce soir الذي خوّل جميع الفرنسيين مشاهدة اشهر المسرحيات وانجحها من منازلهم، لسنوات طويلة. عام ١٩٦٨ عُيّن بيار صبّاغ مديراً للقناة الاولى التابعة لل ORTF أي الجهاز الرسمي للإذاعة والتلفزيون في فرنسا حينها، بعدها أصبح مديراً للقناة الثانية عام ١٩٧١. في ثمانينات القرن الماضي، شغل صباغ رئاسة مجلس ادارة شركة انتاج تلفزيوني ثم كُلّف برئاسة لجنة تخطيط استشارية في محطة TF1 واخيراً أصبح عضواً في اللجنة الوطنية للاتصالات والحريات عام ١٩٨٦.
توفي بيار صباغ في باريس في ٣٠ أيلول ١٩٩٤ ولا يزال اسمه يتردد حتى اليوم في أروقة التلفزيون الفرنسي الذي كانت له اليد الطولى في جعله "محبوب الجماهير".