إيليا أبو ماضي في ذكرى غيابه: رحلة بين التجارة والشعر والصحافة والنقد | أخبار اليوم

إيليا أبو ماضي في ذكرى غيابه: رحلة بين التجارة والشعر والصحافة والنقد

ميشال نجيم | الإثنين 23 نوفمبر 2020

تسبّبت وفاة نجله بصدمة كبيرة له تركته مقعداً بقية حياته

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

تجوّل شاعر المهجر ايليا أبو ماضي بكلماته وأشعاره بين الأمل والسياسة والتفاؤل والفلسفة والوطنية. واليوم تحل الذكرى الثالثة والستّون على رحيل صاحب التجربة الإنسانية الإبداعية الكبيرة في الصحافة والشعر، التجربة الحقيقية التي لا ادعاء فيها، فكان أبو ماضي متصالحاً مع نفسه ومع القارئ، كما قال عنه يوماً الكاتب والناقد سليمان بختي.

ولد إيليا أبو ماضي في قرية المحيدثة في المتن الشماليّ عام ١٨٨٩ (بعض المراجع يقول ان ولادته كانت سنة ١٨٩٠) ونشأ في عائلة متواضعة وتابع دروسه الابتدائية في بكفيا. اجبرته الظروف الاقتصادية الصعبة على السفر إلى مصر مطلع القرن العشرين حتى يعمل هناك في تجارة التبغ مع عمه. سكن الإسكندرية وهناك أصبح مولعاً بالأدب والشعر، ومنذ أن بدأ كتابة الشعر، نشر قصائده في مجلاتٍ لبنانيّة كانت تصدر في مصر، وتعرف بالأديب أمين تقي الدين الذي تبناه. كان تذكار الماضي أول دواوين إيليا أبو ماضي الشعرية وكان يبلغ من العمر ٢٢ عاماً عند صدوره.

من الأغراض الشعرية التي كتب فيها الراحل الشعر السياسي والوطني مّما جعله عرضةً لاضطهاد الاحتلال البريطاني فاضطر للهجرة لأميركا الشمالية سنة ١٩١٢ حيثُ وصل إلى مدينة سينسيناتي وعمل في التجارة مع اخيه. انتقل أبو ماضي بعد ذلك الى نيويورك واستقر فيها واصبح نائباً لتحرير جريدة مرآة الغرب. تعرَّف إلى عظماء الأدب في المهجر فأسس الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والتي كانت نافذة له لينشر فلسفته الشعرية.

تزوج إيليا أبو ماضي من دورا ابنة نجيب دياب صاحب جريدة مرآة الغرب ورزق منها ب٤ أولاد. توفي أحد أولاده في حادث سيارة وهو في العاشرة من عمره، فسبَّب ذلك لأبو ماضي صدمة كبيرة تركته مقعداً بقية حياته.

أسَّس شاعر المهجر مجلة السمير عام ١٩٢٩ وكان ينشر فيها أعماله الخاصة وشاركه أدباء المهجر الشمالي في الشعر والنثر بنشر أعمالهم في المطبوعة. كان أبو ماضي ناقدًا أدبيًا بارعًا ومن أبرز مقالاته في هذا الميدان مقالة له بعنوان المرأة في الشعر العربي.

صباح ٢٣ تشرين الثاني عام ١٩٥٧ توفي إيليا أبو ماضي بنوبة قلبية. من دواوين الراحل يبقى الخمائل الاكثر شهرةً ونجاحاً حيث ظهر فيه نضجه الأدبي والشعري وهو جمع فيه التناقضات: الجسد والروح، الثورة وطلب السلام، والاعتراف بالواقع ورسم الخيال. تضمن الخمائل ٦٧ قصيدة كتبها الشاعر أثناء وجوده في نيويورك وصدر عام ١٩٤٠. 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار