صحافيات يروين التحرش: سياسي لبناني يجري مقابلات بثوب الحمّام! | أخبار اليوم

صحافيات يروين التحرش: سياسي لبناني يجري مقابلات بثوب الحمّام!

| الأحد 29 نوفمبر 2020


تحدثت مجموعة من الصحافيات العربيات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كاشفات عن قصص التحرش التي عانين منها في أماكن العمل، في أحدث فصول موجة فضح جرائم التحرش في العالم العربي.

وفي تقرير موسع، لم تكشف "بي بي سي" هوية الصحافيات أو المتهمين بالتحرش، لأن الهدف هو "عرض مدى اتساع نطاق التحرش نظراً أو لفظاً أو لمساً" في الدول العربية التي مازالت فيها قوانين حماية المرأة قاصرة في كثير من جوانبها، مقارنة بمجتمعات أخرى تمنح فيها القوانين ذات الصلة منفذاً باتجاه العدالة.

وقالت ليلى (اسم مستعار)، وهي صحافية لبنانية تعمل في قناة تلفزيونية حالياً: "حين كنت أشارك في تغطية أحد النزاعات المسلحة، كنت أرتدي درعاً وخوذة للحماية. لكنّي حين أذهب لإجراء مقابلة مع سياسيّ لبناني، أتذكّر ذلك الدرع، وأتحضّر نفسياً لنظرات تعرّيني، وللمسات غير مرغوب فيها".

وأوضحت ليلى أنّ التحرّش اللفظي والشعور بالخطر، سواء عند التغطية الميدانية أو عند إجراء تقارير ومقابلات، جزء من يومياتها منذ عشر سنوات، وأضافت: "تماماً كما أعدّ أسئلتي وبحثي حول أي موضوع، كذلك أتحضّر نفسياً لسماع عبارات لا أرغب في سماعها، أو لرفض عروض للقاءات خارج الإطار المهني". فيما يصعب على الصحافية الشابة الاكتفاء بسرد قصّة واحدة، أو إحصاء عدد المرّات التي تعرّضت فيها لتحرّش باللفظ أو الايماء.

وأكملت: "بعد إنهاء مقابلة مع أحد الوزراء دعاني لشرب كأس ويسكي، فرفضت. أحاول دائماً أن أكون صارمة، أنتبه لكلّ حركة أقوم بها، لا ألبّي الدعوات إلى موائد السياسيين، كي لا أجد نفسي في موقف مماثل، ولكن لا مفرّ". وأضافت: "خرجت من مكتبه ظناً مني أنّ الموضوع انتهى عند ذلك الحدّ. لكن يبدو أنه لم يتحمّل رفضي"، قبل أن تتوسع في شرحها لفكرة فرض السطوة التي يقوم بها الرجال ذوو النفوذ على أجساد الصحافيات، ولو كان ذلك بالكلام فقط، من أجل ألا "تخدش نرجسيتهم".

وأشارت دراسة صدرت عن الجامعة الأميركية في بيروت العام 2015 بعنوان "مواجهة التمييز والتحرّش الجنسي المتفشي في الإعلام اللبناني" إلى أنّ التحرّش يؤثّر في المستقبل المهني لنحو 82% من الصحافيات في لبنان. وفيما استطلعت الدراسة آراء أكثر من 250 صحافية، قالت 10% منهنّ إنهن فكّرن في الاستقالة من العمل بسبب التحرّش اللفظي أو الجسدي، أو بسبب التهديد الناتج عن رفض تقديم خدمات جنسية. وأظهر الاستطلاع أنّ نصف المشاركات فيه تعرّضن للتحرّش مرّة واحدة على الأقلّ خلال عملهنّ.

ومن القصص التي تتردّد في روايات عدد من الصحافيات، أنّ أحد السياسيين كان يرتدي ثوب الحمام فقط أثناء المقابلات، ويحاول أن يظهر أجزاء عارية من جسده خلال اللقاء. كما تقول مراسلات أنّ بعض النواب حاولوا محاصرة صحافيات في مكاتبهم في المجلس النيابي.

من جهتها، تحدثت الصحافية الليبية سما (اسم مستعار)، عن التحرش المنتشر في الإعلام الليبي. وفيما كان حلمها العمل في قناة تلفزيونية، فإنها عانت من تحرش المدراء بها منذ كانت متدربة جامعية. وكان المتحرش الأول هو المدير الخمسيني، قبل أن تنتقل إلى محطة ثانية عانت فيها تحرش المدير الأربعيني، وهي التي لم تكن قد بلغت العشرين عاماً بعد.

وتحدثت سما عن الإشارات الجنسية التي تمتلئ بها أماكن العمل مثل "تعليق على مظهر الصحافية أو ثيابها، بطريقة تختلف عن التعليقات المهنية التي تتعلق بالظهور أمام الكاميرا. كما أن بعض الرجال لديهم تعليقات فيها تلمحيات جنسية" حسب تعبيرها، وأضافت: "أن يناديك إلى مكتبه لوحدك. أو يطلب مقابلتك في مكان خاص. وأن يحاول الاتصال بك كثيراً. يجب ألا تترك الشابة المجال ليقول لها الرجل أي شيء".

وقالت سما: "العمل في الإعلام مثل أي عمل ثاني في عالمنا. هناك شابات يتحن المجال للرجال، لكن في المقابل توجد نسبة كبيرة من الشابات كل ما يردنه هو إثبات أنفسهن وأنهن قادرات في هذا المجال. ما يحدث هو استغلال سلطة للتقرب من زميلة ليست ليست لها القوة نفسها. هي موظفة برتبة أقل غالباً، أما الرجل فيكون في موقع القوة. في فرق بين ما إذا أبدت عدم إعجابها بشاب عادي، وبين ما إذا كان هذا الشخص هو مديرها وفي موقع قوة. اللوم يجب أن يكون على من يتحكم بالموظف وليس على الموظف".

في السياق، تحدثت الصحافية المصرية عالية (اسم مستعار) عن صدمتها بعد تعرضها للتحرش من قبل زميل لها في إحدى القنوات الفضائية الدولية في مصر. وحينها، كانت مكلفة بإعداد تقرير تلفزيوني عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية فى مصر، ما تطلب الذهاب لأحد الأسواق الشعبية للتصوير وتسجيل لقاءات. وهناك، بقيت وحيدة مع المصور الذي تعرفه جيداً منذ 3 سنوات، وقالت: "فوجئت به يضع يده على صدري قائلاً لنذهب في هذا الاتجاه وكأنه كان يقصد التربيت على كتفي وأخطأ، حيث كان يضع الكاميرا على كتفه وينظر من خلالها".

وأكملت عالية أنها أكملت التقرير، وبمجرد الوصول للمقر دخلت فوراً إلى المرحاض واستمرت فى البكاء ما يقرب من نصف ساعة حتى سمعت إحدى الزميلات صوتها فسألتها عما حدث فلم تحك شيئاً، ثم "وجدت نفسي أقول لها أني تعبت من العمل وأريد الانتقال لقسم آخر"، قبل أن تنتقل من العمل في التلفزيون إلى العمل في الإذاعة، حيث تتوفر السلامة لأنها قادرة على إنجاز التقارير بمفردها.

وبحسب دراسة أجرتها حنان الجندي، أستاذة الإعلام بجامعة "الأهرام" الكندية العام 2015، فإن 85% من المصريات العاملات في مجال الإعلام عُرضة لعنف لفظي و64% عُرضة لعنف جسدي. وجاء ذلك في دراسة عنوانها "النوع الاجتماعي والإعلام في مصر" واستندت على استبيان وُزع على الصحافيين من الجنسين في مختلف وسائل الإعلام.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

BBC

المزيد من الأخبار