إنتخابات تأتي بعد عام على 17 تشرين الأوّل 2019
تحلّ الإنتخابات الطالبيّة في الجامعات الخاصّة هذا العام بنكهةٍ أخرى. إنتخابات تأتي بعد عام على 17 تشرين الأوّل 2019 الذي يعتقد كثيرون أنّه ساهم في قلب المعادلة الشعبيّة في لبنان.
هل نحن أمام واقع جديد، والأحرى القول "خيار ثالث"، في الأوساط الطالبيّة والشبابيّة؟
على وقع الإستحقاقات الطالبيّة المتتالية، تنطلق طالبة الدكتوراه في العلوم السياسيّة لاريسا بو حرب، في حديث لموقع mtv، من أنّه "لا يختلفُ إثنان اليوم على أنَّ نتائج الانتخابات الطالبيّة الأخيرة في لبنان، إن كان في الجامعة اللبنانيَّة - الأميركيَّة، أو الجامعة الأميركيَّة في بيروت، أو حتَّى جامعة رفيق الحريري، تشير إلى ميل الشباب اللبناني أكثر فأكثر إلى الخيار المستقلّ، وما امتناع غالبيَّة الأحزاب عن الترشُّح في مختلف الجامعات سوى خير دليلٍ على خوفها من موجة التغيير التي بدأت تجرفُ معها مقاعد جامعيَّة، كرَّستها هذه الأحزاب لنفسها على مرّ السنين".
أمّا عن حجم انسحاب هذه النتائج على الانتخابات النيابيَّة أو البلديَّة المقبلة، فترى أنّه "موضوعٌ شائك، حتَّى لو كان التحليل الأسهل يقضي بالجزم، إذ ينبغي بدايةً أخذ عامل الفئات العمريَّة بعين الإعتبار، بما معناه أنَّ حسابات الجيل الشاب تختلف عن حسابات الجيل الكهل أو الطاعن في السنّ"، مشدّدةً على أنّه "من الضروري دراسة أرقام الطلاب الذين شاركوا في الإنتخابات في جامعاتهم، وهم يتمتَّعون قانونيّاً بالحقّ في الإقتراع في العام 2022 (إذا ما جرت الانتخابات في الوقت المقرَّر لها)، لبناء خلاصاتٍ علميَّة حول حجمهم ومدى تأثيرهم في مناطقهم أوَّلاً، وعلى الصعيد الوطني ثانياً".
والأهمّ عمليّاً، بالنسبة إلى بو حرب، الناشطة في الحقل السياسي والشبابي، يكمن في "فهم الإطار الجغرافي - الطائفي للمكان الذي تجري فيه الإنتخابات، فحزب "القوَّات اللبنانيَّة" على سبيل المثال تمكَّن من الحفاظ على وجوده في الجامعة اللبنانيَّة - الأميركيَّة في جبيل، وهو أمرٌ، ما لم تحدث مفاجأة من العيار الثقيل، متوقَّع في كليَّات الجامعة اليسوعيَّة، الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول مدى استقطاب الخيار المستقلّ للشباب المسيحي، والأسباب التي تمنع تسجيل نتائج مماثلة لفروع الجامعات في بيروت".