٣٠ رواية لكتاب لبنانيين صدرت في السنوات ال٣٠ الأخيرة | أخبار اليوم

٣٠ رواية لكتاب لبنانيين صدرت في السنوات ال٣٠ الأخيرة

ميشال نجيم | الخميس 03 ديسمبر 2020

من بينها روايات تحولت لأعمال مسرحية او سينمائية

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

مئات الروايات صدرت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة لكتاب وكاتبات من لبنان، من بينها اخترنا ثلاثين رواية (ينتمي صانعوها لأجيال مختلفة) لنستعرضهم معكم في لائحة جديدة من لوائحنا التي نسعى من خلالها لتوثيق مرحلة ما بعد الحرب (١٩٩٠-٢٠٢٠) في مجالات الثقافة والفنون والتلفزيون. لائحتنا أردنا ان تميّزها المساواة فاخترنا ١٥ رواية لكتاب و١٥ رواية لكاتبات. بعض الروايات المنتقاة صدرت اساساً بالفرنسية ثم ترجمت للعربية، وعدد منها استحق الجوائز او الترشيحات (نعتذر سلفاً في حال نسينا من دون قصد ذكر جائزة نالتها هذه الرواية او تلك)، وقسم آخر تحول الى عمل مسرحي او سينمائي. لائحتنا لم تتسع بطبيعة الحال لروايات كثيرة تستحق القراءة لكن التزامنا بالعدد ٣٠ اجبرنا على ذلك، وقد رتّبنا الروايات بحسب تاريخ صدور النسخة الاولى منها سواء كانت بالعربية او بالفرنسية.

١- عصافير الفجر (ليلى عسيران) ١٩٩١

اختار اتحاد الكتاب العرب "عصافير الفجر" ضمن أفضل مئة رواية عربية صدرت في القرن العشرين. عاشت الأديبة الراحلة ليلى عسيران محنة الحرب بضميرها وإحساسها، فحلقت بخيالها وواقعها في ضمائر البشر المرهفين بنزيف الأرض وغضبها، وجالت في خواطرهم وعاشت معاناتهم، وإيمائهم بالعاصفة والثورة التي ستنفجر الحياة بعد الموت. فلقد استشهد خالد فولد أحمد، وقاتل سليمان ليُحرر والده الأخرس، نسفت البيوت فراحت النساء تزغرد، وبين قلب مريم وسهير ولد حب جديد طاهر مهّد تراب أرضه لتخطو عليه أقدام المقاتلين برقة. وظل مازن عينين نقيتين، وفؤاداً طاهراً، يحمل حزناً عجيباً لأنه استطاع أن يطلق من عبراته بسالة الشجاعة وأعجوبة الفرح، وفي رهبة الليل تصاعدت أنفاس "الختيار" تتخطى لهاث خطوات الخطر المهيمنة على "العاصفة" في كل التفاتة. ولكن الشمس كانت تشرق في سواد الليل فجراً، في نسمات اليقين والاطمئنان، العاصفة، الثورة، أحداث ناشدتها المؤلفة وهي أهم من الحرب تفردها عصافير الفجر قائلة: الثورة حتى النصر.

٢- بريد بيروت (حنان الشيخ) ١٩٩٢

تقول الرواية التي حول الحرب في لبنان: "بيروت كأنها مدموغة في ذهني، إبان الحرب فقط، عندها تأخذ حجما، شكلا، أستطيع أن أمسك به، بينما إبان أيام السلم كانت الحياة مرآبا لا أستطيع أن أمد حتى أظافر أناملي إليه. تبدو لي بيروت الآن وكأنها حفرة كبيرة فيها الأخاديد والتجاويف الصغيرة والأصغر، جرداء إلا من الأعشاب صغيرة خضراء ثابتة على أطراف الحفرة. بدأت رسائلي بأني مخطوفة، وأنا الآن أحاول أن أرى هذه الأعشاب الصغيرة، فهي كل ما تنتجه أرضي. هنا حياتي ولكل بلد حياته".

٣- تقاسيم على وتر ضائع (نازك سابا يارد) ١٩٩٢

تقول الرواية: "ما كان ضرّني لو كنت فرنسية مسيحية، أو يمنية مسلمة، مثلًا؟ وأحاول أن أتخيل الإحساس بالراحة الذي يغمر من ينتمي إلى أكثرية في بلد، الشعور بالطمأنينة الذي يحسه من لا تتنازعه انتماءات معقدة إلى فئات مختلفة ومتصارعة. ترفضني كل فئة لأن كل فئة لا تقبل الولاء لغيرها، لا تعترف بإمكانية ولاء يرفض الصراع مع قبوله الاختلاف. مثالية؟ ربما. ولكن هذا لا يخلصني من العذاب، من الشعور بالضياع... وأبتسم لنفسي. أليس غريبًا أن يشعر بالضياع من له هذه الانتماءات كلها؟".

٤- أجنحة التيه-الوكر (جواد صيداوي) ١٩٩٣

هي السيرة الذاتية للاديب الراحل مكتوبة بأسلوب روائي. جواد صيداوي "أبو حيان" من مواليد مدينة النبطية عام ١٩٣٢، هو أول من نال إجازة في الأدب العربي في مدينته عام ١٩٥٥، وقد تابع دراساته العليا فنال دبلوماً في التربية وآخر في التخطيط التربوي عام ١٩٥٨، ثم واصل الدراسات العليا في السوربون إلا أنه لم يتقدم لمناقشة بحثه في الدكتوراه. تأثّر بالأدب الفرنسي، وانتسب للحزب الشيوعي اللبناني، في بداية الحرب الأهلية اللبنانية سافر إلى باريس وعمل هناك في السفارة السعودية مسؤولاً عن قسم الصحافة والإعلام. عاد إلى لبنان عام ١٩٨٨ وتفرّغ للكتابة الروائية والأدبية. كتب الشعر الحرّ والقصص القصيرة ونشرها في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، إلا أن شعره لم يُجمع في ديوان.

٥- حديقة الحواس (عبده وازن) ١٩٩٣

ينتقل المؤلف في الرواية ليروي مشاهداته وإحساساته من خلال كلمات وعبارات تلتقطها الحواس. فالكتابة هي الرغبة في الكتابة، هي اللذة المفاجئة التي تعتريك فيما انت تستسلم لها بهدوء. غير أن الكاتب فقد رغبة الكتابة عندما دخل رغبة الجسد.

بعد شهرين من صُدور الرواية، قرّر الأمن العام اللبناني مصادرة جميع نسخ حديقة الحواس ومنع بيع الكتاب وتصديره لما "يتضمنّه من وصف للعمليّة الجنسيّة بشكل فاضحٍ وإباحي." من يومها أضحى الكتابُ مطلوبًا، يُصَوّر ويقرصن ليصل إلى أيدي قُرّائه.

 

٦- صخرة طانيوس (امين معلوف) ١٩٩٣

نال معلوف عن هذه الرواية جائزة غونكور الفرنسية. تحكي "صخرة طانيوس" قصة طانيوس ذاك الفتى المسيحي، أبن لميا، المرأة فائقة الجمال. تدور الإشاعات حول هوية والده الحقيقي. وتدور أحداق الرواية في ضيعة كْفَرْيَقْدا (الاسم الأصليّ لـ"عين القبو" ضيعة أمين معلوف من قرى المتن الأعلى في لبنان). كما تصور الرواية صراع القوى الكبرى (الأمبراطورية العثمانية ومصر وانكلترا) في منتصف القرن التاسع عشر للسيطرة على الجبل اللبناني. يقول المؤلف: "إن هذه الرواية مستوحاة بتصرف من قصة حقيقية، اغتيال البطريرك الماروني في القرن ١٩ على يد شخص معروف باسم أبو كشك معلوف، وكان القاتل قد لجأ إلى قبرص، فأعيد إلى البلاد بحيلة من أحد عملاء الأمير ثم أعدم. تحولت الرواية الى مسرحية اخرجها جيرار افيديسيان عام ١٩٩٤.

٧- مملكة الغرباء (الياس خوري) ١٩٩٣

في هذه الرواية، كتب خوري عن غرباء هذا العالم، عن فئات اجتماعية في المجتمع اللبناني متعددة الجذور والديانات والأصول، من المسيح فالشركس إلى اليهود اللبنانيين والرهبان المسيحيين والمسيحيين فالفلسطينيين، وبدا أكثر هؤلاء -إن لم يكونوا كلهم- غرباء في هذا العالم، وهو ما يقوله عموماً العنوان. كان حضور الفلسطينيين في الرواية لافتاً وبدوا مثل غيرهم، في لبنان، غرباء. تحفل الرواية بشخصيات فلسطينية حقيقية لها تاريخها الشخصي الخاص وملامحها الفردية الخاصة أيضا مثل علي أبو طوق وأنيس صايغ ونبيلة سلباق وحنة شاهين.

٨- الجمر الغافي (اميلي نصر الله) ١٩٩٥

تنقلك الاديبة الراحلة إلى عوالمها السحرية، إلى عالم القرية الذي يؤلف ذرات كيانها، تنقلك دون عناء منك أو منها، فصناعتها الأدبية الروائية لا تَكَلُّفَ فيها، فعباراتها تنطلق بتلقائية راسمة وبإبداع صوراً يمتزج فيها الحسّ واللون والخطوط وحتى المشاعر، لن تستطيع الإفلات من أسار تصور نفسك بين أحضان طبيعة قرية الجورة التي هي مسرح أحداث روايتها "الجمر الغافي". وكما إبداعها في نسج عالم الجورة الرائع الذي ترتسم فيه الطبيعة على سجيتها، فنصر الله، أيضاً، تنسج وبإبداع الروائية عالم إنسان تلك القرية، فيأخذ الحدث والانتشاء بسحر الطبيعة القارئ إلى هناك يتعايش وأبطال الرواية وشخوصها ويتعرف أكثر على طبيعة حياتهم ليكتشف عالم كاتبة، روائية أبت ألاّ نقل أحاسيسها وانطباعها اتجاه عالم الطبيعة، وكذلك اتجاه عالم إنسان القرية، وذلك كله بمهارة الروائية والأديبة وعالمة الاجتماع وعالمة التاريخ.

 

٩- مريم النور (رجاء نعمة) ١٩٩٥

تدور أحداث الرواية بين باريس وبيروت في السنوات الأخيرة من الحرب اللبنانية، وفي أحداث هذه الرواية وقائع تشكل "مريم النور" البطالة التي تحمل الرواية اسمها، محورها، فيما تدور الشخصيات الأخرى حول هذا المحور وتتحدد به. ومريم هي فتاة لبنانية شابة تطلب العلم في باريس، وقد سنحت لها الظروف بذلك لوجودها وسط عائلة تهتم بها وترعاها، هذا عدا عن امتلاكها لصفات أقرب إلى المثال منها إلى الواقع، ومثاليتها تجلّت في قدرتها على التسامح حين رفضت إنزال عقوبة الإعدام بقاتل والدها أثناء الحرب، تمارس فن الرسم في حياتها وتعرض لوحاتها وتفوز بجائزة، فجمعت بذلك بين الجمال والنجاح، الأمر الذي أثار حسد الأخريات ولا سيما زميلتها راما فتتربص للإيقاع بها. تشتد الحبكة الروائية عندما تقع مريم في غرام كمال المحامي الذي تولى قضية أبيها، وتنشأ بين الإثنين علاقة حب تنجرف فيها مريم بكل مشاعرها، إلا أن راما تقنص الفرصة في ظل ظروف معينة وتأخذ كمال منها، مما أدخل مريم في أزمة نفسية خيل إليها أنها لا تستطيع البرء منها ما لم تنتقم من راما، فتخلت عن مثاليتها وتواطأت مع قريب لها للانتقام من راما. وهكذا، تثبت الرواية من خلال مريم أن الإنسان ضيعة الظروف، فها هي "مريم" كانت على قدر كبير من المثالية حين أتتها الظروف، وسقطت في الرغبة في الانتقام والشر حين هبت ظروف معاكسة.

١٠- باب الشمس (الياس خوري) ١٩٩٨

دخلت الرواية منذ صدورها -وقبل تحوّلها إلى فيلم سينمائي من اخراج يسري نصرالله زادها انتشاراً- في دائرة "أدبيات النكبة" الفلسطينية. وتنبع خصوصية الرواية من خصوصية علاقة كاتبها بالقضية الفلسطينية، إذ لم يكن خوري مجرد عربي معني بالقضية الفلسطينية، بل كان أحد المناضلين من اجلها وفي صلبها.ينسج الياس خورى من كسر الحكايات الشخصية للفلسطينيين مادة روايته مقيما معمارا تتداخل فيه حكايات شخصياته وتتراكب ويضيء بعضها بعضا ويوضح البقع الغامضة فى بعضها الآخر. واذا كانت الحكاية المركزية فى الرواية هى حكاية يونس الأسدي، الرجل الذى يرقد فى مستشفى الجليل فاقدا وعيه، فإن حكاية الراوى نفسه، أو حكايات أم حسن وعدنان أبو عودة ودنيا وأهالى مخيم شاتيلا، لا تقل مركزية عن تلك الحكاية الأساسية التى تشد الحكايات الأخرى الى بعضها بعضا، والتى يقوم الكاتب بتضمينها فى جسد حكاية يونس الأسدى وتوزيعها على مدار النص للوصول فى النهاية الى لحظة الموت وصعود الحكاية الى أعلى، والى سدة التاريخ المخادع الذى يهزم الكائنات. صنفت الرواية من ضمن افضل مئة رواية عربية.

١١- تصطفل ميريل ستريب (رشيد الضعيف) عام ٢٠٠١

في مقهى يطلّ على البحر كان لقاءه الأول بها. لم يستطع أن يداري صدمته حين طلبت البيرة واشعلت سيجارة غير مبالية به. صحيح أنه معجب بتحرّرها فهي تقود سيارة، تلبس على الموضة، لديها جهاز خليوي، مولعة بالتلفزيون وبرامجه الجريئة. لكن تصرّفها هذا فاجأه. كيف تطلب بيرة في اللقاء الأول بينهما؟ طلب لنفسه مشروباً غازياً ليُشعرها بفداحة ما اقترفت، فما كان منها إلا أن طلبت زجاجة بيرة ثانية... تحولت الرواية الى مسرحية اخرجتها نضال الأشقر عام ٢٠٠٦ واعادت تقديمها بعد عامين. 

١٢- مطر حزيران (جبور الدويهي) ٢٠٠٦

اختيرت الرواية في القائمة القصيرة لـ "الجائزة العالمية للرواية العربية" عام ٢٠٠٨. إيليا الكفوري كان لا يزال طفلاً حين قتل والده في المجزرة التي ارتكبت في كنيسة قريته برج الهوا. ارتأت والدته أن تقيه شرّ الشائعات والأقاويل فسفّرته إلى عند أقاربها المهاجرين إلى الولايات المتّحدة وعاشت منزوية في بيتها.أمضى وقته في المهجر يخترع قصصاً عن جذوره، إلى أن قرّر بعد سنوات العودة إلى لبنان بحثاً عن هويّته. وعندئذٍ يروي له أشخاص عديدون وقائع المجزرة، كلٌّ من زواية مختلفة...

 

١٣- حصار صور (إسكندر نجار) ٢٠٠٨

هي الرواية التي صدرت قبلاً بالفرنسية بعنوان "فينيقيا" والتي حاز عنها الكاتب اللبناني جائزة المتوسط لعام ٢٠٠٩، ويستعيد فيها حصار مدينة صور من قبل الإسكندر الأكبر، الذي كان يطمح إلى احتلال كل مرافئ فينيقيا. ومن خلال تقاطع روايتي المحاصِر والمحاصَر للأحداث، يصور الكاتب هذه الرؤية المزدوجة لحصار المدينة البحرية التي أصبحت رمزاً للبنان، البلد المقهور المتمسك بحريته.

١٤- اسمه الغرام (علوية صبح) ٢٠٠٩

مُنع الكتاب من الدخول الى الكثير من الدول العربية ومن بينها مصر بسبب جرأته. واختارت دار Mondadori الإيطالية رواية "اسمه الغرام" من بين المئة رواية الأكثر جمالاً وتأثيراً في تاريخ الأدب منذ عام ١٩٩٩ بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الدار. يقتصر الحكي في هذه الرواية على المرأة التي تتولى هي بنفسها مواجهة جسدها والكشف عن مكنوناته. الجسد في هذه الرواية لا يشبه مطلقاً ذلك الجسد النمطي النموذجي الذي كان يخلقه الرجل ليتغنى به وإنما هو الجسد الحي الذي يتفاعل مع الواقع ومع الزمن ليبرز في كل دقائقه عندما يشارف المنحدر الثاني من العمر، عندما يبلغ الخمسين ويزيد. تتولد الحكايات في عالم قوامه الأساسي خمس نساء: نهلا وسعاد وعزيزة وهدى وناديــن تجمعهن الصداقة والتقارب في العمر ولقسم منهن مسارح الطــفولة والدراسة. وهنّ يمثلن من خلال مهنهن النخـــبة المثقـــفة في المجتمع اللبناني. فمنهن الشــاعرة والكاتبــة والاستاذة الجامعية والمتخصصة في أدارة الأعمال… والانفتاح على الرجل وعالمه في الرواية يكون بمقدار ما يتيح للمرأة أن تكتشف انفعالات جسدها وتستوضح صــورته وكيانه. وعالم الرجل هذا، ينتمي هو أيضاً إلى النخبة المثقفة في المجتمع.

١٥- حب بيروتي (سحر مندور) ٢٠٠٩

قصة قصيرة بالتواءات حققت الرّغبة في الشروع بعلاقة مفتوحة. فكيف تستمر علاقة حقيقية في ظلِّ كذب وجرأة أحمد الرسَّام، وعقلانية ماجدة التي تفتش عن كل صغيرة حتى تكتب عنها.
سرت القصة في خط زمنيٍ واحدٍ، بخلفيات قصصية حدثت في سبعينيات القرن الماضي. بينها قصة زواج والد أحمد، الحاج عبد القادر اللبّان، المحامي البيروتي من إيلين، الفتاة الأرثوذكسية التي تركت المنصف أو الحِلوِة (صفة مياه بحرها) وانتقلت مع زوجها إلى بيروت. ومن القصص الخلفية أيضاً، وفاة الحاج عبد القادر عام ١٩٨٦، وصورة حزنٍ رُسمت بريشة أحمد. وتكتمل السيرة بشخصيات ثانوية كمروان الأعمى وكارمن المتصابية. الشَّخصيات التي ساعدت على نجاح علاقة مفتوحة، وإحباط قصة حب لربما استمرت في مدينة مجهدة بحكايات وقصص اكتملت سيرتها في زمن عتيق. وفقدت رونقها في العصر الحديث.

١٦- خان زادة (لينا كريدية) ٢٠١٠

تناولت كريديه بيروت بوجهيها القديم والحديث، من خلال ثلاث بطلات: جيهان الفتاة الجميلة، التي لا تزال تحيا وهم أيّام غيفارا، لكنها تعود رويداً رويداً إلى التعصّب والمذهبيّة، وروعة التي تعيش على هامش أسرة لا تهتمّ إلاّ بالمظاهر وتنصاع لأمّها وحماتها، وراوية امرأة على مشارف الخمسين، لا تعرف الوسط من الحلول، تختبر سلسلة إخفاقات، وتضيع هويتها بين عمّها أسامة الذي رافق صحبة السوء وعاش حياة الحرّيَة، وعمّتها خان زاده القدّيسة، التي طوت قصّتها ورحلت من دون أن تترك أثراً يذكر. هي رواية عن روح بيروت المسلوبة، التي كلّما سعت إلى الانفتاح والحرّيّة، أضحى أهلها أكثر انغلاقاً على أنفسهم.

١٧- تحت العريشة (هيام يارد) ٢٠١١

حازت الرواية على جائزة ريشليو في فرنسا كونها كُتبت بالفرنسية وتُرجمت لاحقاً للعربية.
تنقسم تحت العريشة إلى أربعة وستين قسماً، إلاّ أنّها ترتكز في مقامها العام على قسمين رئيسين. وتنطلق الرواية من عملية سرد الحفيدة قصّة جدّتها التي أحبتها وأثرّت فيها إلى حدّ رغبتها في التمثّل بها.
فاختارت الفتاة صيغة المخاطب لإعادة إحياء الجدّة التي توفّت عشية حرب تموز في منزلها القروي في لبنان. فتنسف الراوية الترتيبات التاريخية وترتأي سرد سيرة جدتها كما عرفتها وسمعت منها بالاتكال على ما تستحضره ذاكرتها وصور مخيلتها لا كما رُتّبت في الواقع. الجدّة هي الشخصية التي عاشت ويلات الحرب والقتال بدءاً من نجاتها من المذابح التي تعرّض إليها الأرمن وهروبها من اسطنبول وصولاً إلى لبنان ومعايشتها للحرب الأهلية التي تترك لها الكاتبة هامشاً واسعاً من الوصف. ففرضت الجدّة، التي فقدت زوجها وعاشت شبه منعزلة في منزلها وسط الكتب واللوحات، احترام طرفي الحرب المتنازعين واستطاعت بحكمتها ونباهتها وصبرها وتجاوزها لمآسيها أن تُصبح بطلة، بطلة في عيني حفيدتها وفي عيون قرّاء الرواية.

 

١٨- حانة رقم ٢ (ليلى عيد) ٢٠١١

تحكي عيد شريط حياة بطلة روايتها "هي" التي تصارع الحياة والموت في مكان ما وتشعر بأنفاس جثة "هو" ملقاة فوقها. ويشتد عصب روايتها من الصفحة الأولى بأسلوب بعيد عن سرد القصصي الكلاسيكي ليلامس تفاصيل دقيقة ومخيلة واسعة يتمازج بها الألم مع الصدمة والحنين، إذ تستلهم من خلال عودتها الى أكثر من زمان ومكان صورا شعرية بعيدة عن التقليد، كما لا تخلو روايتها من استخدام اللهجة المحكية. وتستحضر الكاتبة في نصها الروائي المحكم والمتماسك بطولات شخصياتها حيث يتنقل الزمن السردي ما بين حاضر مليء بالتجارب والخيبات وماضي مرير يمرر ذاكرة أبطالها ويطاردهم في حاضرهم. ويشكل النص الروائي للكاتبة عيد مرآة لمرحلة من تاريخ المجتمع اللبناني اذ يستحضر ببساطة كل بطل من ابطالها شريط حياته كاملا. فحياة "هي" ليست الا سلسلة متكررة من الانكسارات والعلاقات المجهضة، على خلفية لبنان المتمزق من الحرب المجنونة. أما "هو" الذي لا يتوقف عن التأكيد أنه غير قادر على إيذاء نملة، فحياته تشي بمهارته في الإيذاء عبر إغواء النساء بتصويرهن ومعاشرتهن ثم هجرهن. الكاتبة تروي قصة غريبين تقابلا في إحدى الحانات، وتسرد رؤية كل منهم الى العالم والذات والحب والموت. ويأتي حفل توقيع "حانة رقم ٢" في بيروت وسط تظاهرة ثقافية حاشدة يشهدها معرض بيروت الدولي للكتاب الذي ابتدأ في الثاني من الجاري ويستمر حتى الخامس عشر منه.

١٩- دروز بلغراد (ربيع جابر) ٢٠١١

استحقت الرواية الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) سنة ٢٠١٢. في هذا العمل، يستعيد جابر أحداث عام ١٨٦٠ التي تعرّض بعدها مئات من دروز جبل لبنان للنفي إلى طرابلس الغرب وبلغراد بعد اتّهامهم بالضلوع في ارتكاب مذابح بحق مسيحيّين. لكن مَن هو حنا يعقوب؟ ما هو إلا بائع بيض مسلوق في بيروت رُحِّل عن طريق الخطأ على الباخرة المتّجهة إلى بلغراد، بعدما تقدّم أحد الدروز بجرّتين من الليرات الذهبية إلى إسماعيل باشا ليعفو عن أحد أبنائه. بطبيعة الحال، أعقب هذه الرحلة الكثير من المعاناة.

٢٠- لا طريق إلى الجنة (حسن داوود) ٢٠١٢
فازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ للرواية عام ٢٠١٥. وقالت لجنة تحكيم الجائزة في حيثيات منحها للرواية إنها "رواية نفسية بديعة تنفذ إلى معضلة الزمان والإنسان في المجتمع الديني، رواية جديدة مختلفة تتميز بسرد جوهر شخصية رجل دين في قرية في جنوب لبنان"، كما أن الرواية "تتميز بسردها الدقيق لتفاصيل الحياة اليومية وتأملات الراوي لتقليد أسرة عريقة حتى يتخلى الراوي عن إرثه (العباءة والعمامة) الذي ورثه عن أبيه ويمضي إلى حياته، كما تسرد الرواية مشاهد تجسد عزلته وضجره وعجزه". وجاء في حيثيات اللجنة إن "إيحاءات العمل تشبه أسلوب مارسيل بروست في دقتها، فكل فقرة تشبه طبقة رقيقة من الواقع، تقدم ببساطة شديدة تكشف عن المشاكل والأسئلة التي يثيرها كل حدث بكل تركيباته، الأسلوب الصافي الهادئ النقي يعطي هذا الكتاب صوتًا مميزًا، في سرد يشبه كثيرًا سرد ارنست هيمنجواي، وفي جمل قصيرة محكمة، تبطن أكثر مما تكشف، وينسج الكاتب الذروة بهدوء شديد، ليخلع رجل الدين العمامة والقفطان ويواجه العالم برغبته، وإدراكه، أن ما يفعله لا يشكل الطريق إلى الجنة".

٢١- مفتاح لنجوى (فاتن المر) ٢٠١٣

هي رواية شديدة الغنى، شديدة الحميمية، ومكتوبة بطريقة احترافية جديدة تقوم على تبادل الرسائل ما بين شخصيات الرواية، وفيها يتجلى الموضوع ويتبلور مثلما تتجلى المخاوف، والهواجس، والوقائع، والأحداث، والأخبار، والأمنيات الدانية، والأحلام البعيدة.. فوق رقعة مكانية طارئة في اجتماعيتها، ومرتبكة في أزمنتها المتعددة، وحيوات عطشى للأمن والأمان، ونفوس تساهر الأخبار مثلما يساهر حراس الحدود جهجهات السَّحر.
الرواية، وفي كليتها تقريباً، تنهض بها شخصيتان أساسيتان هما نجوى ودارين، عبر تراسل مكتوب، وآخر هاتفي على خطوط الانترنيت الساخنة، وباجتماع الرسائل ذهاباً وإياباً.. تتبدى أحداث الرواية، وتتجلى أخبارها، فيحوّم زمنها الحرون الممض فوق رقعة مكانية اسمها مخيم صبرا وشاتيلا، وتتدافع أرواحٌ شققتها الأحلام التي لا تصير واقعاً كي تظل مشهديات البلاد الفلسطينية الحكاية التي لا تنتهي في بيوت المخيم التي تكاد تكون بيتاً واحداً لولا تعدد النوافذ والأبواب والمداخل والأسماء والهموم والنداءات الطالعة والمضمرة في آن.

٢٢- برتقال مر (بسمة الخطيب) ٢٠١٥

تستخدم الكاتبة تكنيكاً فريداً في الرواية، تبدأ فصولها القصيرة بفعل تقوم به، بخاطرة مرت في رأسها، بأغنية تسمعها وهي تعدّ الطعام، برائحة تشمّها، وتنتقل إلى ما يقابله في الماضي، لتسرد حكاية. هكذا مع استمرار السرد، تتناثر الحكايات وتتشعب، دون ناظم، الذاكرة وحدها هي ما يجمعها كلها، لتشكّل في النهاية عالماً كاملاً، يحكي قصة قرية صغيرة، وينقل الحياة فيها، وعادات أهلها وتقاليدهم، أغانيهم وأمثالهم الشعبية، لهجتهم وطريقتهم في الحياة، والمهن التي يزاولونها، من صيد العصافير إلى تقطير زهور النارنج. تكتب بسمة الخطيب كل ذلك، ملتفتةً بشكل دائري على سرد حكاية عشقها، وحكاية أمها وجدتها وخالتها، محوّلةً كل تفصيل مهما صغر إلى مزيج من السحر والجمال.

 

٢٣- سيد المرصد الأخير (شريف مجدلاني) ٢٠١٥

 أُدرجت على لوائح عشر جوائز أدبية في فرنسا.

القصة: بيروت، حيّ المرصد، عام ١٩٦٤. سيمون تذهب خطيفة مع حميد. حميد هو ساعد والدها الأيمن في المصنع. ووالدها ليس سوى شكيب خطّار، أحد كبار وجهاء المرصد. تأتي هذه الخطيفة في ظرف دقيق للغاية، فشكيب غارق في هاجس توريث ثروته: هل يسلّمها لورثة لامبالين سيفرّطون بها على الأرجح؟ أم يأتمن عليها حميد الذي أصبح "مثل" ابنه؟ الموضوع لا يحتمل المراوغة: سيحبط شكيب تلك الزيجة ويطرد الشخص الوحيد الذي لطالما علّق عليه آماله. لم تكن العائلة فقط، كان العالم، كما يعرفه شكيب خطّار، يتبدّل. فقد غرق لبنان في الحرب، ومع تعاقب الأحداث، بات سيّد المرصد معزولًا. تخلّى عنه وجهاء حيّه وأفراد أسرته، فراح يتخبّط وحيدًا في الاضطرابات والمحن التي ألمّت ببلد وقع فريسة الميليشيات والفوضى. هذه ملحمة روائيّة ضاع بطلها في مهبّ التاريخ وتبدُّل معادلات النفوذ والسلطة.

٢٤- خريف البراءة (عباس بيضون) ٢٠١٦

حازت الرواية جائزة الشيخ زايد للكتاب عام ٢٠١٧. يقتل مسعود زوجته ويهرب إلى سوريا حيث يلتحق بجماعة إسلامية. يكبر ابنه غسّان في كنف خاله جواد يتيماً وحاملاً وزر جريمة أبيه وسمعة أمه. يعود مسعود بعد ١٨ سنة ويبدأ حملته في ترويع أهل البلدة والقضاء على كل من يعارضه. يقرّر غسّان اغتيال أبيه ثأراً لمقتل صديقه، لكنّ الأمور جرت في منحى آخر...

٢٥- اورويل في الضاحية الجنوبية (فوزي ذبيان) ٢٠١٧

عنوان مثير لرواية فوزي ذبيان، لكن المثير أكثر هو أن أورويل لا يحضر بأي شكل في الرواية، هو بذلك سرّ الرواية ولغزها. الرواية مع ذلك لا تحتمل الألغاز ولا تقوم عليها وإن بدا ان استدعاء اسم أورويل وتضمينه في العنوان هو إيعاز بقراءة للرواية، قراءة خاصة تبدأ من العنوان وتقوم عليه. تتأسس الرواية على بناء لغوي مختلط، يعتمد على مشاهد تجمع بين سرد السارد وحوار شخصيات يتحدثون لغة مطابقة لمكانتهم وحقلهم الاجتماعيين (الضاحية الجنوبية). وقد نتج عن ذلك استحواذ اللغة الدارجة اللبنانية السائدة في بيروت- الضاحية الجنوبية على اللغة الشعرية الفنية، ما أكسب الرواية بعدا واقعيا أكثر مما هو فني جمالي تخييلي، وهذه ليست علة أو عيبا أو عجزا على مستوى الكتابة الروائية، خصوصا أن ظهور الرواية في العصور الوسطى، كما جاء على لسان برنار فاليت ارتبط بداية بالإشارة إلى قصص شعرية ثم نثرية، مكتوبة بلغة عامية لا باللغة المخصصة للنصوص المقدسة، اللاتينية. 

٢٦- المحجبة (جهاد بزي) ٢٠١٧

تدور الرواية حول امرأة في السادسة والعشرين من العُمر، تعيش وحيدةً في مدينة بيروت، وتعمل مدققّةً لغويةً في موقع إلكترونيّ، وتقتصر علاقاتها الاجتماعيّة على زملائها في العمل وصديقة واحدة، بينما تبدو علاقتها العاطفيّة مُعقّدة وعلى وشك الانهيار دائمًا، حيث يبدو عشيقها، وبشكلٍ مُستمر، مستعدًا للخروج من حياتها بصورةٍ نهائيّة ودون عودة. سلمى مُحجّبة، ولكنها تكسر الصورة النمطيّة والسائدة عن المرأة المُحجّبة، والتي، واقعيًا، تشهد تغيّرًا جذريًا، إذ إنّ المرأة المُحجّبة لم تعد تمثّل بالضرورة المرأة الملتزمة دينيًا، وهذا ما نكتشفهُ مع سلمى التي تفعل ما ليس على المُحجّبة، مُجتمعيًا، فعلهُ؛ من شرب الكحول وتدخين الحشيش وممارسة الجنس، كما أنّها غير مؤمنةً دينيًا، ولا تصلّي أو تصوم.

٢٧- قتلت امي لأحيا (مي منسّى) ٢٠١٧

هي الرواية التاسعة للروائية اللبنانية الراحلة مي منسّى، لم تشذّ فيها عن رواياتها السابقة من حيث الحفر في حكايات الوجع الإنساني الناجم عن الحرب والسجن والمرض والجريمة والهجرة القسرية. بين السؤال والجواب يتموضع النص الروائي، في نحو أربعمئة صفحة، تملأها منسى بالحوادث والذكريات والوقائع الروائية، وتتّخذ من السماعي (حكايات الجدة)، والكتابي (كتاب الأب)، والعياني المعيش (تجربة الرواة)، مصادر متنوّعة للروي. تمتد الحوادث زمنياً على مسافة حوالي القرن من الزمان، بين سفر برلك، بداية القرن العشرين، ومرحلة إعادة إعمار بيروت، في التسعينيات منه. وتتوزّع مكانيّاً على لبنان والبرازيل وفرنسا.

٢٨- بريد الليل (هدى بركات) ٢٠١٨

فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية عام ٢٠١٩. تحكي بركات في بريد الليل، خمس قصص لأشخاص مختلفين يتعرف القارئ عليهم في رسائل تشبه حكايات المعذبين أو اعترافات ساعات الليل الأخيرة بما تحمله من سوداوية وظلال قاتمة. كُتبت الرواية بلغة بسيطة سهلة، فهي لغة رسائل بريدية كتبت بأيدي أناس عاديين هم أبطال القصص، واستخدمت الكاتبة أسلوب السرد المبعثر الذي يعطي إيحاء إضافياً بالضياع يضاعف تأثير اعترافات الهائمين المغتربين عن ذواتهم.

٢٩- نساء بلا أثر (محمد ابي سمرا) ٢٠١٨

ادرجت الرواية ضمن القائمة الطويلة للبوكر العربية. يسرد الكتاب سيرة رسامة أرمينية، ولدت من أم وأب أرمينيين في بيروت، حيث نشأت وشبّت واحترفت الرسم، فخرجت من الهوية الأرمينية وعليها، ولم تعد تكترث بأي من الهويات وما يصدر عنها. والرواية هي الرابعة للكاتب اللبناني محمد أبي سمرا، بعد "الرجل السابق"، "سكان الصور"، "بولين وأطيافها".

٣٠- بنت الخياطة (جمانة حداد) ٢٠١٨

في تجربتها الروائية الأولى، قدّمت حداد رواية تدور أحداثها على مدى أكثر من قرن. هي رواية أربع أجيال من النساء، تجري في عروقهن دماء واحدة، كنّ يتناسخن الموت المؤقت وهن حبلات بآلام وآمال كثيرة، وبأجنة جديدة في أرحامهن يعتقدن أنهن يمنحنها الحياة التي حُرمن منها، وأن شموس هذه الأجنّة ستكون أكثر إشراقاً وسمائها أكثر زرقة، ولعل طرقها أقلّ تلوثاً بالدماء، وقلوبها تعرف حباً لا ينتهي في القبور. لكن سوء الحظ ينتقل إلى هذه الأجنة كما تنتقل الجينات من جيل إلى آخر. 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة