خشية لبنانية عززتها معطيات امنية عن عمليات اغتيال قد تطال شخصيات متنوعة
اغتيال العالم النووي الايراني زادة دفع الى رفع منسوب المخاطر في المنطقة ولبنان
داود رمال - "أخبار اليوم"
ما حصل في ايران من عملية اغتيال للعالم النووي محسن فخري زادة، في دولة كل اجهزتها مستنفرة في مواجهة مفتوحة منذ اكثر من اربعين عاما، اعاد الى الواجهة المخاطر المحدقة بدول المنطقة ومنها لبنان في الفترة الفاصلة من انتهاء ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل، والاستغلال الاسرائيلي الى ابعد الحدود لهذا الوقت "الضائع" لتنفيذ عمليات امنية خطيرة.
ولان لبنان في قلب الصراع والمواجهة على اكثر من مستوى، لن تتورع اسرائيل عن القيام بأي عمل امني واستهداف اي شخصية لبنانية بهدف زرع الفتنة او التخلّص من قيادات تؤرقها في مسيرتها وعملها، مع الاستعداد الدائم لتنفيذ اي عملية ومهما كانت التداعيات اذا كان الهدف من قيادات الصف الاول لا سيما في فريق المقاومة.
نقاش واسع
هذا الموضوع حضر بقوة واستحوذ على نقاش واسع في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى للدفاع الذي انعقد في القصر الجمهوري، بعدما وضع قادة امنيون، لا سيما المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا على طاولة الاجتماع تقارير تتضمن عرضا امنيا وتقييما للموقف وصولا الى استنتاجات وخلاصات ومقترحات.
بينما تحفّظ القادة الامنيون عن عرض تفاصيل دقيقة وبالاسماء عن المخاطر الامنية، لفت ما قالوه عن "وجود معلومات ومعطيات عن تهديدات امنية تستهدف مختلف الشخصيات اللبنانية ومن كل الاتجاهات والالوان السياسية"، وهذا كفيل بوضع كل القيادات السياسية والحزبية وغيرها امام مسؤولياتها في الحيطة والحذر وعدم التراخي في اي اجراء امني يجب ان تتخذه من ضمن منظومة الحماية والامن المحيطة بها، والعمل على سدّ اي ثغرة قد ينفد منها الجهات المعادية ان كانت اسرائيلية او تكفيرية او اي جهة لا تريد للبنان الا الدمار والفوضى.
عمليات الاستعلام والمتابعة
وفي هذا الاطار، اوضح مصدر معني واسع الاطلاع لوكالة "اخبار اليوم" انه "تقرر من جانب الاجهزة الامنية تكثيف عمليات الاستعلام والمتابعة والتعقب والرصد ، واتخاذ اجراءات احترازية واستباقية، لان موضوع الحذر والخوف من حصول اغتيالات يعود الى اكثر من شهرين، وعمدت الاجهزة الى وضع خطة استباقية لمعالجة الموضوع، ولكن مع التطورات المتسارعة في المنطقة، وجب على الاجهزة وضع الامر على طاولة المجلس الاعلى للدفاع حتى تكون الاجراءات اكثر صرامة من خلال ابلاغ من يجب ابلاغهم بالتنبّه والحذر".
غرفة مشتركة
وكشف المصدر "ان الاعداء يتسللون من بوابة الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي المتدهور، بحيث سجّل ارتفاع كبير في نسبة الجرائم التي بيّنت التحقيقات ان عددا كبيرا منها يعود الى التدهور الاقتصادي في البلد، وفي حين تقوم الاجهزة الامنية بواجباتها في هذا الصدد بعدما تبين ان التردي المعيشي هو احد اسباب الجرائم المتزايدة، فان هناك اشارات عن استغلال معادٍ لهذا الوضع في الذهاب الى عمليات امنية ارهابية خطيرة، ويكفي الاشارة الى ان عددا لا بأس به من الخلايا الارهابية النائمة تتم مطاردتها وتم توقيف اكثر من خلية في خلال الفترة الماضية بعدما تم رصد اعادة تحريكها".
ولفت المصدر الى ان "الاجهزة الامنية رفعت من جهوزيتها وتنسيقها وتبادل المعلومات، وغرفة العمليات المشتركة تعمل بزخم كبير خصوصا في شهر الاعياد المجيدة، وتم وضع خطة استباقية لمعالجة هذا التحدي الكبير، لتفويت الفرصة على الاعداء لزيادة المشهد اللبناني سوداوية اكثر".