علوش لـ"أخبار اليوم": الاسهل ان يعتذر الحريري لكن ما الخيارات البديلة؟!
حكومة تصريف اعمال تصبح الطرف الوحيد الموجود في الحكم بعد انتهاء العهد
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
دخل ملف تأليف الحكومة في عطلة الاعياد اسوة بأي ملف رسمي، على الرغم من حدة الازمة التي تعاني منها البلاد والعباد... الامر الذي دفع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، الى التعبير عن استغرابه للجمود الحاصل وانتظار التطورات الخارجية منها تسلم ادارة الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن الحكم، حيث غرد عبر تويتر قائلاً: الوضعان الاقتصادي والمالي إضافة الى النظام المصرفي حال من الفوضى، السلم الاجتماعي بدأ بالانهيار، الأحداث الأمنية باشرت الارتفاع، الهيكل اللبناني يهتزّ، أما القادة السياسيون فينتظرون بايدن. لكن، هذا لبنان، وليس الولايات المتحدة.
ولكن يبدو ان الامر لا يتوقف على "انتظار بايدن" ومشاريعه الشرق اوسطية، بل هناك ايضا تعقيدات ومصالح شخصية، تزيد الطينة بلة.
المتضرران من ترامب
وفي هذا الاطار، اشار نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان هناك اطرافا في البلد تعيق انتاج الحكومة بانتظار ان يتغير الوضع، قائلا: الاتهامات متبادلة، لكن لا شك ان حزب الله والتيار الوطني الحر متضرران من الواقع الحالي الذي ارسته ادارة الرئيس دونالد ترامب لجهة العقوبات التي طالت الفريقين، وبالتالي هما ينتظران ويؤجلان اي حلّ.
ونفى علوش ان يكون الحريري جزءا من هذه المماطلة، قائلا: لو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وافق على الاقتراح الاخير الذي قدمه الحريري، لما كنا في حالة انتظار اليوم، لذلك المشكلة الموجودة هي عند حزب الله وعون، ومحاولة ترك الحريري في الواجهة بعد الاصرار على تكليفه، تهدف الى تحميله المسؤولية والتلطي وراءه في آن.
المزيد من الانهيار
واذ اشار الى ان عون لا يريد اي حكومة بـ"نقاط" قوة للحريري، قال علوش: الحل بان يستقيل، او ان ينهي عهده بمزيد من الانهيار. واضاف: لدي قناعة ان عون وحزب الله لا يأبهان ان ذهب البلد نحو التفكك، لان المسار الانتحاري لدى عون مستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي وهو مستعد للخراب على ان ينكسر. اما بالنسبة الى حزب الله فلديه مشروعه الاقليمي، واعاد امينه العام السيد حسن نصر الله التذكير به في اطلالته الاخيرة حيث لا وجود للبنان على الخريطة العالمية بنظره!
وسئل: ما الاسهل ان يستقيل عون او ان يعتذر الحريري؟ اجاب: الاسهل ان يعتذر الحريري، لكن ما هي الخيارات البديلة؟!
وقيل له ما هي الخيارات البدلية لاستقالة عون؟ اجاب: انتخاب رئيس جديد.
توازن السلطات والمواقع
واضاف: الموقعان دستوريان، وما حصل بعد حرب استمرت 15 سنة هو اتفاق ادى الى توازن نوعا ما في السلطات والمواقع، الهدف منه الا يتحكم اي طرف بمفاصل الجمهورية الامر الذي ادى بدوره الى اعاقة الجمهورية وضرب اركانها، اذ لم يعد هناك اي قرار فعلي. وحتى اللحظة هناك الاصرار على بقاء البلد في توازنات طائفية ترسخ هذا الواقع.
وردا على سؤال، اعتبر علوش ان كل ما يحكى عن تشكيلة الحريري والحصص والوعود ليس دقيقا، وفي نهاية المطاف يوقع رئيس الجمهورية على التشكيلة التي يعدها الرئيس المكلف، وعندها يكون قد وافق على الحكومة، التي تنتقل الى مرحلة المثول امام مجلس النواب، وعندها اذا الطرف الشيعي لم يكن راض يمكنه اسقاطها تحت قبة البرلمان.
فراغات متعددة
واضاف علوش: لكن يبدو ان عون لا يريد الوصول الى مجلس النواب اذ عندها حكومة الحريري تتحول الى تصريف الاعمال في حال لم تنل الثقة، وذلك في وقت نسير فيه باتجاه فراغات متعددة.
وختم: حكومة تصريف اعمال تصبح الطرف الاكيد والوحيد الموجود في الحكم بعد انتهاء عهد عون، ومن هنا الاصرار على الثلث المعطل... ومن هنا سبب التعطيل!