العمل متوفر على منصة نتفليكس
ميشال نجيم – "أخبار اليوم"
لم تغب الموضوعات الاجتماعية يوماً عن السينما الأمريكية ولو لم تكن الأفلام المبنية عليها الأكثر عدداً مقارنة بأفلام الكوميديا والاكشن والاثارة والخيال العلمي. وتشكل العلاقات العائلية النقطة المركزية لهذه الأفلام الاجتماعية التي لا تبيع الأوهام الرخيصة لعشاق السينما بل تكشف ما يعصف ببيوتهم، من علاقات مضطربة ومن مشاعر حب وغيرة وخيانة وإهمال. وفي هذا السياق، اتى فيلم Marriage Story من تأليف نواه بومباك وإخراجه، وهو دراما رومانسية مرهقة عاطفيا من بطولة سكارليت جوهانسون وآدم درايفر. أدرج الشريط المتوفر على منصة نتفليكس، ضمن قائمة أفضل عشرة افلام لنيل جائزة الاوسكار عام ٢٠٢٠ ونالت عنه لورا ديرن اوسكار أفضل ممثلة مساندة، كما استحق ١٢٢ جائزة أخرى و٢٤٢ ترشيحاً حول العالم.
احدى نقاط قوة الفيلم إضافة الى أداء أبطاله والحوار وعيون مخرجه المهتمة بالتفاصيل، هي الحبكة الدرامية شديدة الواقعية التي بني عليها الفيلم اذ نحن أمام علاقة زوجية مبنية على الحب لكنها متجهة صوب النهاية، بعدما قررت نيكول (سكارليت جوهانسن) التي تعمل ممثلة مسرحية الانفصال عن زوجها شارلي (آدم درايفر) الذي يعمل مخرجا مسرحيا ناجحا في نيويورك. وما أن اتخذت قرار الانفصال، حتى غادرت مع ابنها هنري البالغ من العمر ثماني سنوات عائدة إلى لوس أنجلوس، حيث شهدت هذه المدينة ولادتها وبدايتها الناجحة في السينما قبل أن تتزوج، لكنها فضلت أن تتخلى عن المجد الفني ملبية نداء عواطفها لتسافر برفقة شارلي إلى نيويورك بعدما تعرفت اليه أثناء حضورها عرضا مسرحيا قدمه في لوس أنجلوس، فنشأت بينهما علاقة حب توّجت بالزواج، ووافقت على أن تعيش في مدينته نيويورك وتعمل معه في المسرح، وأضفى حضورها الفني وشهرتها نجاحا جماهيريا لفرقته المسرحية. يحاول المرشد الاجتماعي الذي يلجأ إليه الاثنان، أن يفعل شيئا ما علّه يفلح في إعادة العلاقة بينهما، فيطلب من كل واحد منهما أن يكتب رسالة يوجهها إلى الآخر يسرد فيها وجهة نظره بشريكه، ومن ثم يقرأها بحضوره. ويتكشف لنا انه إذا كان السبب المباشر لقرار نيكول بالانفصال عن شارلي هو اكتشافها خيانته لها، فإن أسبابا اخرى غير مباشرة لا تقل أهمية عن الخيانة، كانت قد حطمت نيكول ومهدت الطريق لإنهاء هذه الحياة الزوجية.
لفت فيلم Marriage Story الانتباه وصار مادة فنية خصبة للتداول منذ عرضه الأول خلال الدورة الـ٧٦ من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام ٢٠١٩. فقد أشاد به النقاد وصنفه بعضهم كأفضل فيلم في تاريخ مؤلفه ومخرجه، ونجح في الحصول على تقييمات إيجابية بنسبة ٩٤ في المئة على موقع Rotten Tomatoes، أما موقع IMDB فمنح جمهوره الفيلم تقييما بلغ ٧،٩ نقاط.