درغام: إذا ظلّ البلد مقسوماً بهذه الطريقة فستكون مهمّة أي حكومة صعبة جدّاً
أنطون الفتى - "أخبار اليوم"
مهمّ جدّاً أن لا تقتصر الحركة السياسية خلال الفترة القليلة القادمة على الزيارات المكوكية، رغم أن في "الحركة بركة" دائماً.
فأبرز ما قد يحتاجه لبنان في المستقبل القريب، هو إحداث نقلة سياسية نوعية، يُمكنها أن تواكب مرحلة فكّ الحصار عن البلد، إذا حصل ذلك بالفعل، بعد أشهر من دخول الرئيس الأميركي المُنتَخَب جو بايدن "البيت الأبيض".
الحصار
وهذه الحالة، تحتاج الى بدء العمل عليها منذ الآن، إذ لا يُمكن التفاؤل بمجرّد تشكيل حكومة، إذا حصل ذلك قريباً. فماذا ستنفعنا حكومة، تحمل في مضامينها عوامل تفجيرها، أو تعطيلها، على كلّ قضية أو ورقة أو بند؟ فهذا الوضع قد يُعيدنا الى الحصار مجدّداً، وفي شكل أسوأ ممّا هو عليه حالياً، خصوصاً أن لبنان يبدو على هوامش حركة التقارُب الخليجي - الخليجي الأخير، والتلاقي الأميركي - الأوروبي، الذي بدأت ملامحه ترتسم منذ مرحلة ما بعد فوز بايدن بالإنتخابات الرئاسية الأميركية.
مهمّة صعبة؟
لفت عضو تكتل "لبنان القوي" النائب أسعد درغام الى أن "الحصار الذي كان مفروضاً على لبنان، أتى نتيجة سياسة أميركية مُعتمَدَة تجاه المنطقة عموماً، خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وما يظهر من مواقف لبايدن حتى الساعة، يؤكّد أن تغييراً مهمّاً ستشهده السياسة الأميركية".
وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "مشكلتنا الأساسية تكمُن بأن البعض يربط كل ما في الدّاخل بالمتغيّرات الدولية، رغم أن الأميركيين لن يدخلوا في التفاصيل اللبنانية الصغيرة. ولذلك، من الضروري أن يُبادر الرئيس المكلَّف (سعد الحريري) الى إحداث خرق، يسرّع في تشكيل الحكومة".
وقال:"لا ترتبط الأمور بمن يبادر أولاً، بل بتوافُر النوايا حول الوصول الى قواسم مشتركة وشراكة حقيقية، تؤسّس للمستقبل. أما إذا ظلّ لبنان مقسوماً بهذه الطريقة، فستكون مهمّة أي حكومة صعبة جدّاً، بدلاً من أن تُصبح سنداً للعلاقات الجيّدة، ولمسار الإنقاذ".
لا تتّكلوا...
ودعا درغام كل الأطراف الى "عَدَم الإتّكال على أن الأميركيين سيتدخّلون في التفاصيل اللبنانية الصغيرة، مثلما كان السوريون يفعلون".
واعتبر أن "عدم وضوح حدود ممارسة الصلاحيات، وآليات حلّ الخلافات الدستورية، وتلك التي تستجدّ بين أركان الحُكم، كانت مضبوطة من جانب السوريين في الماضي، الذين شكّلوا الراعي الفعلي لاتّفاق "الطائف" في ذلك الوقت. أما اليوم، فلا تزال آلية ضبط الخلافات بين مختلف السلطات غائبة، وهو ما يرخي بظلاله على التسُّبب بضياع في الحكم".
وأضاف:"على سبيل المثال، إذا واجهنا مشكلة تتعلّق بموظف ينتمي الى الفئة الثالثة، نجد الخلاف يكبر، دون آليات تضبطه. وهذا ما لا بدّ من إيجاد حلّ له، لنتمكّن من بناء دولة حقيقية. فمهما اشتدّت الخلافات، لا بدّ من توفّر الآليات الواضحة التي تحسم الأمور".
وختم بالدّعوة الى "عدم انتظار السياسة الخارجية الأميركية الجديدة، لأنها لن تتوضّح قبل وقت طويل، فيما لبنان عاجز عن انتظارها، خصوصاً أن التغيير الرئاسي الأميركي الأخير يتعلّق بنقل سلطة بين حزبَيْن كبيرَيْن، هما "الجمهوري" و"الديموقراطي".