حلف عسكري إقليمي أسلحته "أكل عا النّيري" ودواليب "عا الجانت"!!! | أخبار اليوم

حلف عسكري إقليمي أسلحته "أكل عا النّيري" ودواليب "عا الجانت"!!!

انطون الفتى | الثلاثاء 19 يناير 2021

قاطيشا: ضحك على الشعب الإيراني على مشارف الإنتخابات الرئاسية بعد أشهر

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

هو مسعى ربما الى إنشاء "ناتو" أو "وارسو" إيراني، بدأت ملامحه ترتسم، من خلال إعلان عضو البرلمان الإيراني عن التيار المتشدّد أبو الفضل أبو ترابي أمس، عن الإنتهاء من مشروع قرار تحت عنوان "المعاهدة الدفاعية الأمنية لمحور المقاومة"، إذ إنه يُجري العمل حالياً على جمع التواقيع اللازمة لطرحه على المناقشة والتصويت داخل البرلمان الإيراني.

 

دعم شامل

ووفق هذا المشروع، إذا هاجمت إسرائيل إحدى دول "جبهة المقاومة" (محور "المُمانَعَة")، أو أقدمت على اتّخاذ إجراء ضدّها، فإنه يتوجب على الدول الأعضاء في المجموعة بذل كل مساعيها العسكرية والإقتصادية والسياسية، لدرء الخطر بصورة كاملة".

كما تلتزم جميع الدول و"حركات التحرير" (الأذرُع العسكرية لإيران) المنضوية في تلك المعاهدة، بتقديم دعم شامل، إقتصادي وعسكري وسياسي، لدرء الخطر، في حال حصول غزو إسرائيلي لأراضي أعضاء تلك المعاهدة.

 

روسيا؟

وإذا كان هذا المشروع مُلهِماً لسلسلة متشعّبة من الأسئلة، أبرزها كيف تسمح طهران لنفسها بتصنيف ما هو "مُمانِع" لتضمّه الى تلك المعاهدة، رغم أن شرائح شعبية وسياسية كبيرة في لبنان وحده، لن تقبلها، إلا أن التحدّيات الأبرز أمام هذا "الناتو" أو "وارسو" الإيراني، ترتبط بتضارُبه مع الحضور الروسي في سوريا، ومع الإتفاقيات الأمنية الأميركية - العراقية، وبعَدَم قدرته على "استغياب" الأميركيين في العراق وأفغانستان.

فضلاً عن أن ما ورد فيه عن مساعٍ عسكرية وإقتصادية وسياسية لدرء الخطر، يُعتَبَر الجزء الأغرب.

 

"عا النّيري"!

فعلى سبيل المثال، ماذا تركت إيران من قدرات إقتصادية للبنان ليدعمها، بعدما دمّرت اقتصاده من خلال دمجه باقتصادات دول محورها، عبر عمليات التهريب، الى درجة لامَسَ معها الشعب اللبناني مرحلة بدء تناوُل الطّعام "عا النّيري"؟

وما هي القُدرات الإقتصادية لسوريا المُحاصَرَة والمُعاقَبَة والمُدمَّرَة بسبب اصطفافها ضمن المشروع الإيراني؟ وماذا تبقّى من قُدُرات عسكرية للجيش السوري، الذي لولا الروس، لما كان يوجد من يتذكّر اليوم أن دولة إسمها سوريا، وُجِدَت في يوم من الأيام على خريطة العالم؟

وماذا عن قطاع غزة؟ واليمن؟ والعراق؟ وهل "يطحن" اليمنيون والفلسطينيون المسيّرات والصّواريخ ليأكلوها؟ أو هل ان العراقيين يحوّلون صواريخ الميليشيات العراقية التابعة لإيران، الى أدوية مثلاً؟

 

مستحيل

أشار عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبه قاطيشا الى أن "هذا النّوع من المشاريع يحتاج الى جهات ودول سيّدة وحرّة ومستقلّة، تُبرَم اتّفاقيات معها، في هذا الإطار".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدول التي تُعتَبَر ضمن محور "المُمانَعَة" تشهد حروباً أو اقتتالاً أو تصارُعاً داخلياً فيها، على الدّور الإيراني نفسه، من لبنان الى سوريا وغزة والعراق واليمن. وبالتالي، توجد استحالة لنجاح مشروع مماثل".

 

إمبراطوريات

وأوضح قاطيشا:"أما بالنّسبة الى المنظمات العنفية والأذرُع العسكرية، فإيران ليست بحاجة الى التحالُف معها، انطلاقاً من أنها هي التي صنعتها، وهي التي تمدّها بالمال والسلاح، وتُسند إليها المهام".

ووضع هذا المشروع "ضمن إطار الضّحك على الشعب الإيراني في الداخل، على مشارف الإنتخابات الرئاسية الإيرانية بعد أشهر. ففي تلك الظروف، يحتاج المسؤولون في الدّول العنفية وغير الديموقراطية الى تسويق ذواتهم في مشاريع من هذا النوع، في شكل يسمح لهم بتصدير مشاكل بلدانهم الى الخارج من جهة، وبإظهار أنهم يؤسّسون إمبراطوريات في الخارج أيضاً، من جهة أخرى".

 

منطق

وشدّد قاطيشا على أن "هذا النّوع من المعاهدات والمشاريع يحتاج أيضاً الى موافقة شعبية كبيرة جدّاً، من قِبَل شعوب الدّول التي يُتَّفَق معها، والى سلطات منبثقة عن انتخابات ديموقراطية ونزيهة في تلك الدّول، تمضي بتلك المشاريع بعدما تكون خاضت معاركها الإنتخابية على أساسها، وبوضوح. فأين الديموقراطية الكاملة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزّة، حتى يقرّروا المضيّ بمثل تلك الأمور؟".

وختم:"لا يمكن الحُكم من منطلق المنطق والعقل على تصرّفات دولة مثل إيران، فقدت مقوّماتها كدولة أصلاً، انطلاقاً من تنفيذها مئات الإعدامات سنوياً، بلا أي مراعاة لحقوق الإنسان، وللحريات، ولنزاهة القضاء".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار