ادارة بايدن مزيج من شخصيات تتمتع ب"الشدّة واللين" وتعرف ملفات المنطقة عن كثب | أخبار اليوم

ادارة بايدن مزيج من شخصيات تتمتع ب"الشدّة واللين" وتعرف ملفات المنطقة عن كثب

داود رمّال | الأربعاء 20 يناير 2021

لا حاجة لانتظار وقت طويل للعودة الاميركية الى ملفات المنطقة لانها ستكون عودة سريعة

 داود رمال –"أخبار اليوم"

يتسلّم اليوم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم بعد انتخابات غير مسبوقة بتحضيراتها وسياقاتها ونتائجها، والتي افرزت تقدما بارزا على مستوى الناخب الاميركي للمشاركة بعمليات الاقتراع ، مما ادى الى نيل الفائز اعداد من الاصوات فاقمن الـ 83 مليون صوتا والخاسر حاز على اكثر من 74 مليونا.

ومجرد النظر الى هذه الارقام ، يظهر بشكل جلي التحديات الكبرى التي تنتظر حلولا سريعة من قبل الرئيس بايدن واولها اعادة اللحمة الى الصف الاميركي، اللهم اذا فشل الحزب الجمهوري في كبح جماح الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وتحديدا تعطيل امكانية ذهابه الى تشكيل قوة ثالثة بحيث تنتقل الولايات المتحدة الاميركية من تنافس الحزبين الى تنافس الثلاثة احزاب.

اما الاهم على صعيد الشرق الاوسط ومنطقتنا العربية التي تزدحم بالتوترات والازمات والتي تنتظر اعادتها الى سكة التسويات والحلول، هو الشخصيات التي ستتبوأ المراكز الحساسة في الادارة الاميركية الجديدة والتي ستكون معنية بملفات المنطقة، اذ ان التوجهات داخل الحزب الديمقراطي هي للحلول الدبلوماسية، اذ تكفي الاشارة الى ان  نحو 400 مندوب في المؤتمر الافتراضي للحزب الديموقراطي وجهوا كتاباً مفتوحاً للرئيس بايدن، يحثونه فيه على "توظيف مستشارين جدد في السياسة الخارجية، ممن لديهم سجل واضح في ترجيح وتنفيذ الحلول الديبلوماسية، عوضاً عن أصحاب التدخلات العسكرية الكارثية التي تضمنت غزوات عسكرية واحتلالات وممارسة التعذيب والاغتيالات بواسطة الطائرات المسيّرة". وأشار الكتاب المفتوح إلى تصريح سابق لوزير الخارجية المرشح، توني بلينكن،  بوصفه قرار الكونغرس بغزو العراق في العام 2002 بأنه "تصويت لحل ديبلوماسي قاسٍ".

أبرز الوزراء المرشحين في الإدارة المقبلة

 واستنادا الى ذلك، لا بد من إلقاء نظرة فاحصة على أبرز الوزراء المرشحين في الإدارة المقبلة، وخصوصاً في رسم السياسات الخارجية، بهدف  استقراء توجّهات السياسة الاميركية  المقبلة وأبرز تلك الشخصيات المحورية هي:


1- وزير الخارجية  أنتوني بلينكن الذي تمتدّ خبرته في السياسة الخارجية لنحو ثلاثة عقود، وكان أحد مستشاري بايدن عند ترؤسه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، وشغل منصب نائب وزير الخارجية الاسبق جون كيري في العام 2014، وشارك في صياغة الاتفاق النووي مع إيران. اما الاخطر في توجهاته انه كان من أبرز رموز تيار التدخل العسكري الأميركي في سوريا، فضلاً عن دعمه اللامشروط لـ"إسرائيل". أيّد السيناتور جو بايدن في تمويل نظام دفاع جوي بديل من "القبة الحديدية". في المقابل، ناهض بلينكن الدعم الأميركي المطلق للسعودية في حربها على اليمن، وطالب بوقفها في العام 2018. واشترك مع المرشحة السابقة لوزارة الدفاع ميشيل فلورنوي في "مؤسسة استشارات خاصة" لمصلحة كبريات شركات التصنيع العسكري ودول أجنبية، ما اثار اعتراض العديد من قادة الحزب الديموقراطي، وأسفر عن انسحاب بلينكن من المؤسسة.


2- مستشار الأمن القومي  جيك سوليفان: عمل مستشاراً للأمن القومي لنائب الرئيس جو بايدن. ويشير سجلّه إلى دعمه التام للتدخل العسكري الأميركي في ليبيا وتسليح المجموعات المسلحة  في سوريا واوكرانيا، لكنه يؤيد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. كما أنه من فريق المعارضين لتحسين العلاقات الثنائية مع روسيا، ويميل إلى ترجيح التدخلات العسكرية.


3- وزير الدفاع  لويد اوستن:  خدم في العراق وساحات أخرى في الشرق الأوسط، واشترك مع الكتيبة 82 المحمولة جواً التي تعد خطّ الدفاع الأول والتدخل السريع في ساحات التوتر، وشارك أيضاً  في العمليات العسكرية ضد تنظيم " داعش" الارهابي في العراق، ويرجّح ميل أوستن إلى سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط، كما جاء في إحدى محاضراته في معهد كارنيغي قبل بضع سنوات. ولا ينتظر أن يتم تغيير قرار الرئيس ترامب بضم الكيان الصهيوني الى منطقة عمليات القيادة المركزية.


 4- مدير وكالة الاستخبارات المركزية  وليام بيرنز: وهو يأتي من خبرة ديبلوماسية مميزة، والثاني في الترتيب لإدارة الاستخبارات من الطواقم الديبلوماسية. لفتت مهارته التفاوضية في الفريق الأميركي لمفاوضات الاتفاق النووي مع أيران. واختياره لإدارة وكالة الاستخبارات يؤشر إلى نية الرئيس بايدن تقليص نفوذ التعيينات السياسية السابقة والطواقم التي "شذّت عن رسالة الوكالة بحيادية المعلومات"، وإعادة الثقة لها بعد "فشلها الاستخباراتي" في عدد من الملفات والساحات، كما درجت العادة على تصنيف عملها. مهمته كما وصفها بايدن تتمحور حول "نزع عنصر السياسة عن المهام الاستخباراتية"، ويعرف بيرنز بميله إلى "تهدئة" الملفات الإقليمية والدولية إبان خدمته في وزارة الخارجية. وقد يكون الصوت "المعتدل" الوحيد بين فريق الرئيس جو بايدن المعزز بالمتشددين وأنصار التدخلات العسكرية.


5- مستشار الأمن القومي للشرق الأوسط وإفريقيا بريت ماكغورك: هو العائد إلى الواجهة بعد اكتسابه خبرة كمبعوث للتحالف الدولي لمحاربة "داعش" في سوريا والعراق، وتأييده القوي لمساعي اكراد سوريا في الانفصال وفي تسليحهم، ودعمه الثابت للتدخل العسكري للإطاحة بالنظام السوري. شغل عدة مناصب ديبلوماسية في السابق، منها نائب مساعد وزير الخارجية للعراق وإيران في مكتب الشرق الأوسط، ومنسق الوفد الأميركي للمحادثات الثنائية مع الحكومة العراقية لإبرام اتفاقية "الإطار الاستراتيجي الطويل الأجل".

"الشدّة واللين"

وبالنظر الى موجز السيرة الذاتية لهذا الشخصيات التي ستشغل المواقع الحساسة في ادارة بايدن، يتبين سريعا ان الادارة الاميركية الجديد ستستخدم في تعاملها مع ملفات العالم ومنها ملفات المنطقة اسلوب "الشدّة واللين" على ان تتقدم الشدّة في التعامل تمهيدا لتليين الموقف عند الوصول الى القرار النهائي من أي قضية مطروحة. اما الاهم ان الادارة الاميركية الجديدة لن تحتاج الى وقت طويل للعودة السريعة الى ملفات المنطقة كونها يعرف اشخاصها المخضرمون هذه الملفات عن كثب ويغيّبونها عن ظهر قلب.

 

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار