شديد: رغم الخلاف الكبير سيستعمل بايدن الكثير من الأمور التي تركها له ترامب
أنطون الفتى - "أخبار اليوم"
يتحوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى رئيس سابق للولايات المتحدة رسمياً اليوم، لصالح جو بايدن الذي أصبح الرئيس الأميركي الأصيل.
ويدخل بايدن، صاحب التاريخ السياسي "العريق" والطويل، "البيت الأبيض"، على وقع "ديموقراطية مجروحة" ممّا خلّفته أحداث "مبنى الكابيتول"، وهو ما قد ينعكس على تعاطيه الداخلي والخارجي، مع الأصدقاء والخصوم، على حدّ سواء.
غير كلاسيكية
ومن أبرز التحدّيات، التعاطي مع روسيا المتَّهمَة مؤخّراً بخروق سيبرانية كبيرة في الداخل الأميركي. والتعامُل مع الصين، المُنافِس الإقتصادي الشّرِس، ومسرح "الحرب الباردة" مع واشنطن مستقبلاً. كما مع أوروبا والعالم الحرّ، ومنظومة دول "الناتو".
فمبدأ الديموقراطية، قد يكون العنوان الأبرز لولاية بايدن، الذي أمامه الكثير من العمل لترميم صورتها التي "خُدِشَت" في أحداث "الكابيتول"، وهو ما قد يجعله يجنح نحو شيء من "الديكتاتورية" في ممارسة الديموقراطية، وتطبيقها، في شكل قد يجعل من ولايته (بايدن) غير كلاسيكية، وحتى أكثر ديناميكية من ولاية ترامب.
عصا؟
في هذا السياق، نذكر أن مرشحة بايدن لمنصب مدير الإستخبارات الوطنية، أفريل هاينس، لفتت الى أن مواجهة تهديد التجسُّس الصيني، وعمليات التأثير الأجنبي بشكل عام، ستكون على رأس أولوياتها. كما تعهّدت برفع السرية عن تقرير الإستخبارات حول جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وتقديمه الى الكونغرس.
تلك المعطيات وغيرها، تجعل بحسب بعض المراقبين، العالم "الصّديق" و"العدوّ" لواشنطن في الداخل والخارج، أمام عصا ديكتاتورية "الديموقراطية البايدينية" بنسختها "المجروحة"، التي قد تتحوّل الى مبدأ رئاسي أميركي عام مستقبلاً.
ترجمة
وهذا الوضع سيجد ترجمته الأساسية في الشرق الأوسط، حيث المناخ المناسِب لنموّ الكثير من الأنظمة غير الديموقراطية، مباشرة أو بطريقة مقنَّعَة، وهو ما يجعل التحديات "البايدينية" غير محصورة بالمستقبل العسكري الشرق الأوسطي، بل تتعداها الى ملفات حقوق الإنسان في إيران وأفغانستان ومصر وتركيا ودول الخليج العربي والمغرب العربي وغيرها.
فبحسب بعض المطّلعين على أجواء الإدارة الأميركية الجديدة، سيتضارب هدوء واتّزان بايدن، مع شخصية الكثير من رؤساء وزعماء أنظمة دول في الشرق الأوسط، تُصنَّف ممارساتهم في خانة "العدوّة" للديموقراطية، وهو ما سيطبع المرحلة القادمة.
تصفيق؟
أشار سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد الى أن "ما حصل أمام مبنى "الكابيتول" منذ أسبوعَيْن، هو حدث كبير وغريب عن الديموقراطية الأميركية، سيترك آثاره على واشنطن وعلى علاقاتها مع العالم، لا سيّما أنها زعيمة العالم الحرّ".
ورأى في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أنه "رغم أن خصوم الولايات المتحدة يصفّقون الآن لمشاهد الإجراءات الأمنية التي نراها يومياً في الشارع الأميركي، محاولين التصويب على أن عاصمة الديموقراطية في العالم تحوّلت الى ثكنة عسكرية لحماية الرئيس الجديد، إلا أن أميركا تبقى أميركا".
لا يُمكن
وأوضح شديد:"أميركا هي صاحبة أقوى إقتصاد في العالم، وإحدى أقوى القوى العسكرية الدولية. ويبقى العالم بحاجة إليها، ولا يمكن لأحد إلا أن يحسب حساباً لقوّتها".
وشدّد على أن "العالم ينتظر بايدن، الذي رغم المصاعب الكثيرة، إلا أنها لن تكون مستعصية عليه شخصياً، ولا على إدارته. فهو صاحب خبرة طويلة، ومُتّزن، يعرف مشاكل العالم ومنطقة الشرق الأوسط، ودول شرق البحر المتوسط. ولكنه سينكبّ أولاً على معالجة الوضع الداخلي الأميركي، قبل النّظر الى قضايا العالم".
بايدن - ترامب
واعتبر شديد أن "التعاطي مع روسيا الإتحادية والصين، سيكون من تحدّيات الدرجة الأولى أمام بايدن. ومن بعدها العلاقات مع أوروبا والإتحاد الأوروبي، ومع الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني. فهو سيأخذ الإتهامات السيبرانية لروسيا على محمل الجدّ، وسيدقّق بها قبل أن يتصرّف. وهذه من الملفات الصّعبة التي تنتظره".
وختم:"رغم الخلاف الكبير بين بايدن وترامب، إلا أنه (بايدن) سيستعمل الكثير من الأمور التي تركها له ترامب، ولا سيّما في إطار العقوبات، وممارسة سياسة الضّغوط القصوى على بعض الدّول، وفي مسار التطبيع العربي - الإسرائيلي. فهو (بايدن) لا يرغب بتجاوزها أصلاً".