مصدر: نتنياهو سيخرج من المشهد الإسرائيلي بعد رحيل ترامب من "البيت الأبيض"
أنطون الفتى - "أخبار اليوم"
هل ارتفعت حظوظ دخول تركيا الى الإتحاد الأوروبي، بعد خروج بريطانيا منه، أم ان العكس هو الصّحيح؟
مُلفِت خلط الأوراق الأوروبي - التركي منذ مدّة، بعد مرحلة من التصارُع والتهديدات. ولكن لا مجال للتفاؤل كثيراً، إذ إن أوروبا تدرك جيّداً أن أنقرة لن تكون الولد المُطيع للتكامُل الأوروبي و"الأطلسي" في ملفات عدّة، ولا سيّما بعدما جنَحَت منذ سنوات في هوامش بعيدة من أوروبا نسبياً، خصوصاً في سوريا وليبيا وشرق المتوسّط.
لم ينجح
وقد يكون فقدان الثّقة الأوروبية بتركيا، أحد أهمّ العوامل التي تمنع نسج أحلام زهرية حول إمكانية دخول أنقرة الإتحاد الأوروبي، كعُمق شرقي، بعد فقدانه العُمق الغربي البريطاني. وسبب ذلك، بحسب بعض المراقبين، يعود الى أن النّسخة التركية من العلمَنَة لا تروق للأوروبيّين، الذين سمحوا للأتراك وللمسلمين بالإندماج في مجتمعاتهم، خصوصاً خلال العقود الأخيرة، بينما لم ينجح المجتمع التركي في إظهار صورة متنوّعة إيديولوجياً، على غرار المجتمعات الأوروبية.
قوّة ثالثة
ويرى الرّاصدون للنّسخات الأخيرة من الإنفتاح الأوروبي - التركي، أنه محكوم بالفشل عاجلاً أم آجلاً، نظراً الى أن أنقرة تحلم بأن تكون القوّة الكبرى الثالثة في أوروبا، الى جانب باريس وبرلين. وهذا ما لن تقبله فرنسا وألمانيا بالطّبع، إذ إنهما تتوجسّان من أن تُصبح أنقرة زعيمة لأوروبا، غير متطابقَة مع النّسيج الأوروبي العقائدي والمدني بمختلف تقلّباته، وذلك انطلاقاً من القوّة البشرية الهائلة التي تتمتّع بها أنقرة، الى جانب قوّتها الإقتصادية والعسكرية.
الدّين للتوسُّع
وبالتالي، فإن أبرز ما قد تطلبه فرنسا وألمانيا من تركيا هو شراكة وفق قاعدة عَدَم استخدامها أوراق اللّجوء وفتح الحدود لابتزاز أوروبا، وعدم تهديدها اليونان وقبرص، ووقف أنشطتها غير الشرعية في شرق المتوسّط، وعَدَم جنوحها أكثر نحو روسيا. والأهمّ، هو وقف استخدامها الدّين الإسلامي كأداة من أدوات التوسّع السياسي والاستراتيجي. وهذا ما لا يُتوقَّع أن تلتزم به تركيا، في المدى المنظور على الأقلّ، بحسب بعض المراقبين.
خطوبة
أكد مصدر مُطَّلِع أن "الإنفتاح الأوروبي - التركي الحالي هو أقرب الى خطوبة، ولكن دون تقارُب فعلي حتى الساعة".
وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي لا يسهّل دخوله من جانب تركيا. ولا بدّ من تسجيل أن خروج لندن منه (الإتحاد الأوروبي) أدخلها الى تركيا أكثر، وأدخل أنقرة الى بريطانيا أكثر. فعلى سبيل المثال، اتّفق البريطانيون والأتراك مؤخّراً على زيادة حَجْم تبادلهم التجاري".
4 مستويات
ولفت المصدر الى أن "أوروبا وتركيا والعالم كلّه ينتظمون حالياً على ساعة الولايات المتحدة، والتغيير الجذري في الإدارة الأميركية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيدير اللّعبة الدولية وفق الطريقة الأميركية الكلاسيكية".
وكشف أن "المستوى الأوّل من النّشاط الأميركي الجديد مع الخارج، سيكون بين واشنطن وأوروبا، بهدف إعادة تفعيل حلف "الناتو".
وأضاف:"أما المستوى الثاني، فهو يتعلّق بروسيا، وبإعادة تفعيل الإتّفاقيات الأميركية - الروسية المتعلّقة بالصّواريخ الاستراتيجية، وضبط التسلُّح".
وتابع:"أما المستوى الثالث، فيرتبط ببدء الكلام الأميركي الجدّي مع الصّين. فيما (المستوى) الرّابع سيشمل إيران و"الملف النووي"، والصواريخ الباليستية، والأنشطة الإقليمية لطهران".
3 شخصيات
وركّز المصدر على "استحالة دَمْج تركيا داخل الإتحاد الأوروبي، بسبب اختلافات إيديولوجية جوهرية تتعلّق بالطرفَيْن. والدّليل على ذلك، هو أن تنظيم جماعات "الإسلام السياسي" في فرنسا، إشارة واضحة الى رفض عمل الأئمة الأتراك، والى ضرب الحضور الديني لتركيا في العُمق الأوروبي".
وأوضح أن "تركيا طالبت بنقل التكنولوجيا العسكرية الروسية المتعلّقة بصواريخ "إس - 400" إليها، كتمهيد تقول من خلاله إنها لا تريد شراء المزيد منها. فالروس لن ينقلوا تكنولوجياتهم العسكرية الى أنقرة أصلاً، والأتراك يُدركون ذلك. وليس أمام تركيا في النهاية إلا العودة الى صفوف "الناتو" بالكامل".
وختم:"بايدن سيتصادم مع ثلاث شخصيات أساسية في المنطقة، هي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وما بات واضحاً من دوائر القرار الدولي حتى الساعة، هو أن نتنياهو سيخرج من المشهد الإسرائيلي بعد رحيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من "البيت الأبيض". أما ملف الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، فسيشكّل مسرحاً لممارسة ضغوط أميركية على السعودية، تجرّ الرياض الى حيث يريد بايدن".