اللّقاحات أو الموت "إبادة" بإسم الدّفاع عن الحياة العامة... إحسبوا عدد إسم إنسان!؟ | أخبار اليوم

اللّقاحات أو الموت "إبادة" بإسم الدّفاع عن الحياة العامة... إحسبوا عدد إسم إنسان!؟

انطون الفتى | الجمعة 22 يناير 2021

الفيروس يشكّل رسماً تشبيهياً لعالم جديد سيكون قائده الفعلي غير واضح

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

لم يَعُد جديداً إذا قُلنا إن جائحة "كوفيد - 19" هي حرب مسرح عملياتها في كل مكان، ومواعيد معاركها في كل زمان. حرب بلا هدنة، وبلا وقف إطلاق نار، وبلا مفاوضين، إذ لا عدوّ واضحاً يقدّم تنازلات.

فوضى
وبمعزل عن الخرافات المُضحِكَة والغريبة، حول كلّ ما يتعلّق بالجائحة وطُرُق زوالها، إلا أن الفيروس يشكّل رسماً تشبيهياً لعالم جديد، سيكون قائده الفعلي غير واضح تماماً، في المستقبل.
فعالم الإنتصار على "كوفيد - 19"، والتعافي الكلّي منه، هو بلا مرجعية واضحة، كما يبدو حتى الساعة، وذلك انطلاقاً من تعدُّد المرجعيات العاملة على اللّقاحات، والتي تنشط تحت ضغط حكومات متشابكة الأهداف والعلاقات والصّداقات والخصومات والعداوات، والتي قد تلتقي أو تتضارب في بعض الأحيان، في شكل يُخالف التوقّعات. وهذا أكثر من فوضى "غير خلاقة".

ألمانيا
ندخل عالم اللّقاحات التي تُخضِع بدورها حكومات ومؤسّسات وسلطات وتشريعات الدول كافة، لامتحان كبير، أخلاقي وسلوكي.
لسنا هنا في موقع إجراء تقييم طبي، وبمعزل عمّن قد يتلقى اللّقاح أو لا، فإنه لا بدّ من تتبّع بعض ما يدور في شأن اللّقاحات حول العالم، مؤخّراً.
ففي ألمانيا مثلاً، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن المواطنين الذين طُعِّموا، وتشكّلت لديهم مناعة، يجب أن يحصلوا على إمكانية العودة إلى الحياة العامة، لافتاً الى أن "الحقوق الأساسية" لا بدّ من إعادتها إلى أولئك الذين تلقّوا اللّقاح، لأنهم لن يمثّلوا تهديداً إذا تجمّعوا في مطعم أو في دار سينما".
وأثار كلام ماس جدلاً كبيراً، خصوصاً أن نادراً ما يتحدّث وزير الخارجية الألماني عن القضايا الداخلية، في العادة. وهو اتُّهِم بافتعال "مناقشة زائفة" حول منح امتيازات لمتلقّي اللّقاح.
وعبّرت مجموعات عن رفضها لما سمّته تقسيم المجتمع إلى معسكرَيْن، أوّلهما صاحب امتيازات، فيما ثانيهما يتشكّل من مواطنين يُنظَر إليهم وكأنهم من الدرجة الثانية.

تركيا
أما في تركيا، فرغم نفي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلا أن قوى تركية مُعارِضَة اتّهمت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالموافقة على تسليم مسلمي "الأويغور" إلى الصين، مقابل الحصول على لقاحات مضادّة لـ "كوفيد - 19".
وهذه إشارة الى أنه يُمكن للّقاحات أن تشكّل مادّة لإبرام صفقات بين الدول مستقبلاً، والحصول على مكاسب، أو ربما للتوسّع السياسي والإقتصادي والاستراتيجي، تماماً مثلما شكّلت الأوبئة في العصور الماضية إحدى أهمّ الأدوات لحَسْم معارك أو حروب، أو للتأثير على حركة الملاحة والتجارة ونقل الحبوب...

ممنوع!
نكتفي بهذا القدر، لنقول إنه إذا كان ثمن اختيار عَدَم تلقّي اللّقاح مستقبلاً، سيكون مَنْع صاحب هذا الخيار من الحقّ بالخروج من المنزل، ومن التنقُّل في وسائل النّقل العام، أو دخول مختلف أنواع المحال والمتاجر، بالإضافة الى منعه من السّفر، وسَحْب الحقّ بالدّخول الى المدارس والجامعات والمعاهد والمعارض، ودور السينما والمسارح، والأماكن العامة... وصولاً الى المَنْع من العمل، والزواج، ودخول المستشفيات والمختبرات... عندها يُمكننا الحديث عن "حروب إبادة" بالملموس، بالاعتماد على سلاح اللّقاحات، بحجّة الدّفاع عن الصحة وانتظام الحياة العامة، خصوصاً إذا لم تَكُن جائحة "كوفيد - 19"، الأخيرة، خلال السنوات القادمة.

حصار
فمن حقّ الحكومات والدّول حماية شعوبها، وتخفيف تكاليف الفواتير الصحية على خزائنها. ولكن تطويق ومُحاصَرَة جميع الذين قد يختارون أن لا يتلقّوا أي لقاح، حتى ولو التزموا بوضع الكمّامة حمايةً لأنفسهم وللآخرين، وتحويل الكمّامات الى علامة للسخرية، أو الى وشمٍ لازدراء الآخر، وإخراجه من منظومة الأمن العالمي الجماعي، غذائياً وصحياً ومعيشياً... يضعنا أمام إشارة أن عصراً جديداً على الأرض، بدأ بالفعل، وذلك بأدلّة دامغة، ومن خارج نظريات المؤامرة.
ففي تلك الحالة، تكون ساعة الحذاقة قد دقّت، وبدأت عملية حسابية، لعدد إسم إنسان. ومن استطاع أن يجد الى الفَهم سبيلاً، فليفهَم!!!...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار