الحقائق المقلقة تتوالى... مستشفيات لا تستطيع سحب البلازما والمرضى ينتظرون! | أخبار اليوم

الحقائق المقلقة تتوالى... مستشفيات لا تستطيع سحب البلازما والمرضى ينتظرون!

| السبت 23 يناير 2021

وترفض استقبال المتبرعين لعدم القدرة

" النهار"- كارين اليان

وكأنّه حُكم على اللبنانيين أن يستيقظوا يومياً على أزمة جديدة وتحدّ أكبر، فتتوالّى الأزمات التي لم تكن في الحسبان ولا تظهر لها حلول في الأفق. اليوم، ومع الارتفاع المرعب لأعداد مصابي كورونا بالتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة، تظهر أزمة جديدة تتعلّق بالنقص في المستلزمات الخاصة بسحب البلازما والعدّة المطلوبة لذلك.

التبرع بالبلازما من التقنيات العلاجية المعتمدة مع مرضى كورونا وتتكثف الحملات للتشجيع على التبرع للمرضى وزيادة فرص مقاومتهم للمرض. ففيما تعلّق عائلات المرضى آمالاً على هذا العلاج الذي قد ينقذ حياة مريضهم، يجدون عائقاً جديداً في بلد تشتدّ فيه الأزمات وتغيب الحلول.

 
أصعب اللحظات
 
مستشفى بيت شباب من المستشفيات التي لا يتوافر لديها الجهاز الخاص لسحب البلازما، فيضطر أهل المريض إلى الانتقال إلى مستشفى آخر لديه الجهاز لتأمين البلازما. ففي أصعب اللحظات التي يكون المريض معلّقاً بين الحياة والموت، يواجه أحباؤه أو أي متبرع تحدّياً جديداً بإيجاد مستشفى لتأمين البلازما وإنقاذ حياة المريض.

 
عدّة مكلفة

تتعدّد المشاكل ولا تقتصر على واحدة بحسب مؤسس جمعية Donnez Sans compter يورغي تيروز، بين عدم توافر الأكياس الخاصة للبلازما وإقفال المستشفيات في ساعة مبكرة لهذا السبب تحديداً؛ ووصل الأمر ببعض المستشفيات إلى رفض استقبال المتبرعين لعدم القدرة. فمعظم المستشفيات تملك الجهاز الخاص بسحب البلازما لنقله إلى المريض لكن في الوقت نفسه لا تتوافر المستلزمات والعدّة الخاصة والأكياس. وما لا شك فيه أن العدّة مكلفة بحيث لم تعد المستشفيات كافة تؤمّنها، فيضطر المتبرع إلى التنقل من مستشفى إلى أخرى على أمل أن تتوافر العدة لديها. والأسوأ أن المستشفيات لا تقبل بذلك حتى لا تتحمل كلفة الأكياس أو لعدم قدرتها على تأمينها أو حفاظاً على ما لديها من أكياس وعدّة للاستعمال الخاص.

وهناك مستشفيات، على حد قوله، تطلب مبالغ إضافية حتى تحدّ من أعداد الذين يلجأون إليها لهذه الغاية، ما يزيد من المآسي التي يواجهها المواطن في هذه الظروف السيئة. وقد دفعت هذه الأزمة بعض المستشفيات إلى اعتماد الأكياس العادية بطريقة سحب الدم العادية ثم يعاد سحب البلازما منها ولو كانت نتيجة ذلك الحصول على كمية أقل من البلازما مقارنة بسحب البلازما بالجهاز المخصص لذلك.

وتكمن المشكلة أيضاً، بحسب تيروز، في قلّة المتبرعين بالبلازما أصلاً في البلاد لأن ثقافة التبرع بالبلازما ليست منتشرة بعد.

ومع ازدياد التحديات يزيد الوضع سوءاً بالنسبة إلى الراغبين بالتبرع. مع الإشارة إلى أن الكلفة المترتبة على التبرع بالبلازما وسحبها تتحمّلها عائلة المريض.

مستشفى حمود في صيدا من المستشفيات التي لجأت الى هذه الطريقة لتخطي الكلفة العالية للأكياس الخاصة بالبلازما. وبحسب ما أوضحه مدير بنك الدم في المستشفى الدكتور محمد جمال، فإن المستشفى أوجدَ الحلّ بسحب الدم بالطريقة العادية على أن تتم تصفيته وأخذ البلازما، خصوصاً أنّ ليس لذلك أي تأثير على النوعية أو على الناحية العملية، إنما فقط على الكمية بحيث لا يمكن بهذه الطريقة الحصول على الكمية نفسها التي يمكن الحصول عليها بسحب البلازما بالجهاز المخصص لذلك، إذ لا تتخطى الكمية التي يمكن سحبها الوحدة الواحدة. في الوقت نفسه، يشير جمال إلى ان هذه الطريقة تعتبر أسرع من سحب البلازما بالجهاز الخاص لذلك.

المشهد يبدو سوداوياً أكثر في مستشفيات بعلبك الخاصة منها والحكومية حيث يجد المواطنون أنفسهم أمام حائط مسدود عندما يتعلق ال#علاج بالبلازما. ففي مستشفى دار الأمل، أحد أهم المستشفيات في المنطقة، بدأت الأزمة منذ أكثر من شهر مع انقطاع الأكياس الخاصة لبلازما الدم. وفي المستشفيات الخاصة بشكل عام، ازداد الوضع سوءاً بعد أن باتت الشركات التي تسلّم هذه الأكياس ترفض تسليمها إلا على اساس سعر الدولار في السوق السوداء ما يزيد كلفتها بشكل يصعب على المستشفيات وعلى المواطنين تحملّها. ولا يبدو الوضع أفضل في مستشفيات بعلبك الحكومية فكلّها تعاني أيضاً من هذه الأزمة، باستثناء قلّة منها لا تزال تستخدم الكمية القليلة التي لا تزال متبقية لديها. في كل الحالات، المشهد لا يختلف بين منطقة وأخرى، فالمعاناة موجودة في مختلف المستشفيات فيما يجد بعضها الحل في التشدد في الشروط للتبرع حفاظاً على مخزونه من هذه الأكياس للاستعمال الخاص.

يوماً بعد يوم يجد المواطن اللبناني نفسه غارقاً في المزيد من المآسي فيتخبط في تلك المشاكل محاولاً إيجاد الحلول، ولو كانت مؤقتة، لتأمين أبسط حقوق العيش التي يُحرم منها شيئاً فشيئاً.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار