سلعٌ لم يُتخيّل يوماً أن تكون لها "سوق سوداء" | أخبار اليوم

سلعٌ لم يُتخيّل يوماً أن تكون لها "سوق سوداء"

| الأحد 24 يناير 2021

غياب الدولة سمح للبعض بالتحايل وسرقة المواطنين

إيناس شري - الشرق الأوسط
أدت الأزمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها لبنان إلى رواج وازدهار ما تُعرَف بالسوق السوداء التي بدأت بالدولار منذ ما يقارب العام، وتوسعت لتشمل المازوت وحليب الأطفال، وحتى سلعاً لم يُتخيل يوماً أن تكون لها سوق سوداء.
وراجت قبل فترة، ومع انقطاع بعض أنواع القهوة ومبيض القهوة المستوردة من الأسواق، سوق سوداء تبيع هذه المنتجات بأسعار مضاعفة، وتعرضها بشكل علني على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. ومع كل أزمة محروقات ينشط شراء المازوت والبنزين من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، فهل تحول لبنان إلى سوق سوداء؟
يشير الخبير الاقتصادي إيلي يشوعي إلى أن السوق السوداء للدولار هي السوق الحقيقية، مثلها مثل غيرها من الأسواق في الاقتصاد الحر، وأن السياسات التي اتُّبعت من المصرف المركزي منعت وجود سوق للنقد، وعندما سقطت هذه السياسات عادت الأمور إلى القاعدة الأساسية من دون وجود سلطة تضبط هذه السوق.
ويعتبر يشوعي في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه في ما يخص المستلزمات الطبية وبقية السلع، فإنها مرتبطة بالدولار، وينطبق على ما يحصل أخيراً في طرق بيعها أمران: أولاً غياب الدولة؛ ما سمح للبعض بالتحايل وسرقة المواطنين، وثانياً ارتفاع سعرها كنتيجة طبيعية لارتفاع سعر الدولار.
ويشير الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، إلى أن ما وصل إليه لبنان اليوم مُهّد له أولاً عندما أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن لبنان يتجه إلى تعويم الليرة بالاتفاق مع البنك الدولي، ومن ثم حين قررت وزارة المالية احتساب قيمة الضريبة على القيمة المضافة وضرائب الأرباح على الشركات على سعر الدولار في السوق الموازية (السوق السوداء).
ويضيف أبو سليمان في حديث مع «الشرق الأوسط» أن ما يحصل هو مؤشر إلى أن السياسة النقدية التي كان يعتمدها البنك المركزي لم تعد موجودة، وأن السعر الحقيقي للدولار هو في السوق السوداء على أساس العرض والطلب، الأمر الذي يعني بطبيعة الحال مزيداً من التضخم والانكماش في القدرة الشرائية للمواطن، وتنشيط ما يسمى «الاقتصاد الأسود» أو «السوق السوداء».

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار