لا تغفر لهم يا أبتاه لأنهم أدركوا ماذا فعلوا... أوقِفُوا نَشْر "كورونا" سريعاً!!!... | أخبار اليوم

لا تغفر لهم يا أبتاه لأنهم أدركوا ماذا فعلوا... أوقِفُوا نَشْر "كورونا" سريعاً!!!...

انطون الفتى | الإثنين 25 يناير 2021

مكوثٌ في الظّلمة!...

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

حتى ولو كان بعض الناس يكرهون يوم "فالنتاين"، و"يستسخفونه" بحجّة أنه فرصة لممارسات هي أقرب الى مجازر، على مستوى ما يُشبه الدعارة والفسق والمجون، بإسم الحبّ "الحلال" و"الحرام" معاً، إلا أن هذا الواقع لا يُمكنه أن يُبطِل حقيقة أن "فالنتاين" هو في الأساس قدّيس، وأن 14 شباط هو يوم استشهاده.

أما ما دخل من مظاهر "دنيوية" على عيده، فلا دخل للقدّيس بها، سواء قُبِلَت تلك الحقيقة أو لم تُقبَل.

 

"مدنية"

وبالعودة الى "فالنتاين" 2021، وهو الأول في لبنان بعد انتشار جائحة "كوفيد - 19" (21 شباط 2020)، وإذا كان البعض يخاف من تكرار تجربة ما حصل خلال عيدَي الميلاد ورأس السنة إذا فُتِحَ البلد بعد 8 شباط القادم، فإنه لا بدّ من تذكيره بأن لا دخل للأعياد، ولا للإحتفال بها، بنشر الأوبئة، التي تنتشر عبر العادات الإجتماعية السيّئة، العابرة للأزمان والمجتمعات.

والدّليل على ذلك، هو أن ارتفاع عدد الإصابات بـ "كوفيد - 19" في لبنان مؤخّراً، لا ينحصر بفئة طائفية معيّنة، احتفلت بعيد الميلاد، بل انه يشمل فئات لا تحتفل حتى برأس السنة الميلادية، ولو لأسباب مدنية.

 

فرصة؟

وانطلاقاً ممّا سبق، لمَ لا يُجعَل 14 شباط 2021 (بمعزل عن تفاوت النوايا في تعييده) فرصة لانطلاقة إجتماعية جديدة، بموازاة انتشار السلالات الجديدة والخطيرة من الفيروس، وذلك عبر فَتْح البلد بعد 8 شباط القادم، شرط ممارسة التبضُّع، وشراء الهدايا (لمن هو قادر)، بطُرُق صحيحة، أي من خلال عَدَم الإلتصاق والإزدحام داخل المحال، والإنتباه الى أمور بسيطة تتعلّق بالنّظافة، وكيفية الإمساك بالأغراض والتعاطي مع المحيط... وهي أمور كان لا بدّ من التدرُّب عليها، منذ العام الفائت.

 

قلّة إنتباه

وبما أن مجموعات هائلة من الناس لا تزال تستخفّ بالفيروس، أو تعترف بوجوده ولكنّها لا تقوم بما يتوجّب عليها على صعيد الوقاية، نلفت الى ضرورة اعتماد توصيف، هو أكثر ردعاً من الغرامات والعقوبات ربما، حتى ولو بدا ما سنقوله قاسياً.

فالى جانب حقيقة أن الناس الذين يرفضون أساليب الوقاية، يتسبّبون بأَسْر غيرهم في المنازل ضمن إجراءات إغلاق متكرّرة، إلا أن الواقع لا يقتصر على ذلك فقط، إذ إن هؤلاء هم قَتَلَة بالفعل، ولكن بلا دم، أي انهم يتحمّلون مسؤولية وفيات كثيرة، من جراء قرارهم الإستخفاف بالوباء، وعَدَم تقيّدهم الصّارم بما يحميهم ويحمي غيرهم.

فحبّذا لو يفكّر هذا أو ذاك، مثلاً، من أولئك الذين ربما يكونون من الحاملين الصّامتين للفيروس، والذين قد ينقلون العدوى الى غيرهم دون أن يمسّهم أذى، أنهم ربما تسبّبوا بوفاة فلان أو فلان، عن طريق الخطأ، أو قلّة الإنتباه، أو قلّة إدراك؟

 

مجرمون

هؤلاء جميعاً، هم مجرمون وسفّاحون بالفعل، حتى ولو كانوا يتصرّفون عن قلّة وعي وإدراك. وليتذكّروا أن الصّلوات على الأموات عندما يموتون، تشمل الطلب من الله أن يغفر لهم كل خطيئة ارتكبوها عن  معرفة، أو عن غير معرفة. فهل يقبل فلان أو فلان، قرّر أن لا يلتزم بما يحميه ويحمي غيره من الفيروس، إجتماعياً، بأن يُحاكَم عن نَفْس قريب أو بعيد، نقل له العدوى، وتسبّب له بالوفاة؟

فكلّ نَفْس تسبّبت بموت شخص، ستُحاكَم على ما اقترفته، وستتحمّل دينونة من تسبّبت بوفاته، ربما قبل أن يتخلّص (المتوفّي) من بعض الخطايا، التي كان ليتخلّص منها بالفعل، لو توفّي لأسباب طبيعية، لا ترتبط بخطأ أو بفعل شخص بشري آخر.

 

لا تغفر لهم!!!

هنا لا نتحدّث عن خطأ غير مقصود تسبّب بوفاة، بل عن جائحة صار معروفاً كيف تنتقل، ولماذا، وسُبُل الوقاية الضرورية منها. وهو ما يعني أن من يثبت باستخفافه بها، وبالتسبّب بنقلها الى الآخرين، هو مُدرِك تماماً لما يفعله، فلا تشمله تبعاً لذلك كلمة الرب يسوع على الصّليب: "إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدركون ماذا يفعلون".

فالمتسبّبون بنقل الوباء، والثابتون بعادات تفتقر الى مفهوم الوقاية، باتوا منذ نحو عام، يدركون ماذا يفعلون.

فالويل لهم، إذا قالت النّعمة غير المخلوقة فيهم يوماً:"لا تغفر لهم يا أبتاه، لأنهم أدركوا ماذا فعلوا".

فعندها يكون البكاء وصريف الأسنان، والمكوث في الظّلمة البرّانية، حيث لا نور يشرق من بَعْد، الى أبد الدّهور!!!...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار