لن يعود بايدن الى الاتفاق النووي بالسهولة التي يظنها البعض والعديد من الملفات ستبقى عالقة
عمر الراسي -"أخبار اليوم"
لو كانت المبادرة الفرنسية لها حظوظ بالنجاح انطلاقا من المعطيات الموجودة راهنا لكانت نجحت... واي رهان او تعويل على الادارة الاميركية لن يكون في مكانه، فهذه الادارة وحدها التي تغيرت دون المعطيات المتوفرة لديها عن المنطقة كما انه لم يحصل اي تغيير في السياسة الاميركية.
واذا كانت معظم دول الشرق الاوسط تنتظر الانتاخابات الاميركية لتلمس الاشارات الجدية، فان لواشنطن ايضا انتظاراتها: منها الانتخابات الايرانية في حزيران المقبل ومن سيكون الاوفر حظا الاصلاحيين او المتطرفين الامر الذي يؤخذ في الاعتبار عند طرح الملف النووي. وايضا الانتخابات الاسرائيلية في آذارالمقبل حيث ان فوز بنيامين نتنياهو مجددا لن يكون مريحا للاميركيين، مع العلم ان اسرائيل وجّهت ما لديها من رسائل منذ انتخاب الرئيس جو بايدن ولغاية اليوم من خلال الغارات الثلاثة على سوريا.
وانطلاقا مما تقدم، خصوصا لجهة ضبابية المشهد، اشار مصدر ديبلوماسي ان فرنسا تحاول الكلام مع واشنطن لفصل الملف اللبناني عن العلاقة مع طهران، انطلاقا من: وقف العقوبات التي تطال لبنان بشكل او بآخر، القبول بدور معين لحزب الله في الحكومة.
وقال، عبر وكالة "أخبار اليوم"، لكن تأييد هذا الموقف الفرنسي غير متوفر، حيث لا يكفي ان "يقبل ماكرون بحزب الله حتى يقبل به الآخرين"، بل هناك دول عربية ودول مانحة ترفض الحزب وتدرجه في خانة الارهاب، بمعنى ان "سياسة ماكرون مع حزب الله لا تحظى باي تغطية اوروبية ولا اميركية ولا عربية".
وذكّر المصدر ان السعودية التي تركت الملف اللبناني منذ سنوات، كانت قد حددت موقفها منذ ايام حيث جاء على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، الذي اعلن ان "لبنان لن يزدهر دون إصلاح سياسي ونبذ ميليشيات حزب الله".
وردا على سؤال، كرر المصدر ان لا تغيير في السياسة الاميركية الاستراتيجية، موضحا ان قرارات الرئيس السابق دونالد ترامب ليست مزاجية، بل هي تلتقي مع رغبة الشعب الاميركي، والدليل الأمر الصادر عن القاضي الفدرالي الأمريكي درو تيبتون امس بتعليق العمل موقتا بقرار الرئيس بايدن تجميد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين لمدة مئة يوم، إلى حين النظر في طعن حكومة ولاية تكساس به، ما يعني ان القرار الذي كان قد اتخذه ترامب حول الهجرة يلتقي مع الرأي العام الاميركي.
من هنا يمكن القول: لا يمكن لبايدن ان يعود الى الاتفاق النووي بالسهولة التي يظنها البعض، وبالتالي قد يأخذ اعادة طرح الملف النووي فترة طويلة... الامر الذي يجعل العديد من ملفات المنطقة عالقة!