الحريري يؤكد: "لا اريد اي اسم حوله شبهات بالانتماء الى الاحزاب"
ما حصل في طرابلس دليل على انه حين تغيب الدولة يحتل المخربون الساحة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أخبار اليوم"
نفى الوزير السابق رشيد درباس ان يكون هدف زيارته والرئيس فؤاد السنيورة الى الصرح البطريركي في بعبدا من اجل الترويج لجبهات، قائلا: لا يوجد انخراط في اي عمل سياسي ليتم الحديث عن جبهة، بل ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اطلق مبادرة ويجب التواصل معه ومناقشة افكاره، خصوصا وان هذه المبادرة طيبة ولاقت تجاوبا من قبل جميع اللبنانيين.
وعلى الصعيد الحكومي، اشار درباس، عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان شرط دخول الدولار الى البلد وحتى اللقاح هو قيام حكومة فاعلة، وهذا ما ينطبق ايضا على الامن.
وامام كل التعقيدات كيف يمكن الوصول الى تأليف الحكومة، اجاب درباس: حسن النية عند الجميع، فلا يوجد ضمانات لحسن تطبيق الدستور سوى حسن نية المشرفين على تطبيقه، مشددا على ان الدستور اللبناني ليس مريضا بل الادارة هي المريضة..
وفي هذا الاطار، شدد درباس على انه في الحكومة العتيدة لا يجوز ان يفرض كل فريق ارادته على الآخر في بلد تحول الى اشلاء، قائلا: الحكم اليوم ليس فرحة بل مصيبة، مكررا هذه الحكومة لديها مهمة وحيدة، الا تتضمن في تركيبتها ما يعيق وصول "الغوث الدولي الى لبنان "، والغوث الدولي وضع شرطا لتأليف حكومة وهو الا تضم منتمين الى احزاب لان هذه الاحزاب لطالما عطّلت عمل الحكومات!؟ مذكرا: انا شاركت في حكومة كانت مؤلفة من اطراف متعددة، وكل بند صغير يأخذ ساعات طويلة، لان مجلس الوزراء بدل ان يكون منصة قرار تحول الى منصة حوار.
وتابع: يجب الا تلاقي الحكومة اعتراضا في الخارج، وعلينا ان نبرهن ان السلة في لبنان ليست مفخوتة.
وردا على سؤال، جزم درباس ان الاسماء التي طرحها الحريري لتولي المناصب الوزارية غير منتمية الى اي فريق، ولكن في المقابل الرئيس ميشال عون طالب بخمسة وزراء، وهذا امر مستغرب في وقت وضع الدستور رئيس الجمهورية في مرتبة اعلى من الآخرين فهو فوق التصويت، وبالتالي لا يجوز ان يكون فريقا بل "الحكومة كلها له".
واشار الى انه يمكن لرئيس الجمهورية ان يناقش الرئيس المكلف في "الملاءمة"، اي شخص ملائم اكثر من الآخر، وعندها لرئيس الحكومة ان يستجيب له، ولكن النقاش حول تأليف الحكومة من باب المحاصصة هو كارثة.
ولكن الحريري نال رضى كافة الاطراف على الاسماء التي طرحها باستثناء فريق عون؟ اكد درباس ان هذا "كلام كاذب"، كاشفا ان الرئيس الحريري سحب اسم القاضي عباس الحلبي من التركيبة الحكومية بعدما ذكر اسمه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، وبدا وكأنه محسوب على هذا الفريق. وقال: حين اتصل بالحريري مستفسرا، كان الجواب: لا اريد اي اسم حوله "شبهات بالانتماء الى الاحزاب".
وتابع: بالنسبة الى الوزراء الشيعة فهم على مثال ابراهيم شحرور والجميع يعلم دوره في مجلس الانماء والاعمار وهو من انزه وارقى موظفي الدولة اللبنانية، لم يعمل يوما في السياسة.
وشدد على ان كل ما نسمعه على هذا المستوى يندرج في خانة الذرائع.
الى ذلك، علّق درباس على كلام عون الى صحيفة "الاخبار"، معتبرا ان ما قاله رئيس الجمهورية يختصر بكلمة واحدة: "لا اريد سعد الحريري رئيسا للحكومة" وكل ما سوى ذلك حجج.
وقال: عون امام مأزق دستوري بعدما تمت تسمية الحريري لتأليف الحكومة، ومن سماه لا يمكنه ان يتراجع، ومن هنا تأتي اهمية حسن النية لتسيير المرفق العام.
وختم: ما حصل في طرابلس يحمل رسالة واضحة ودليلا فاقعا على انه حين تكون الدولة مغيبة يحتل المخربون الشارع او الساحات؟