ذلّ انتظار الراتب دفعه إلى إطلاق النار... فمن ينصفه؟ | أخبار اليوم

ذلّ انتظار الراتب دفعه إلى إطلاق النار... فمن ينصفه؟

| السبت 06 فبراير 2021

عيسى يحيى-"نداء الوطن"
 
"قامت الدني" ولم تقعد إثر قيام عسكري متقاعد بإطلاق النار على ماكينة سحب الأموال أمام مصرف "فرنسبنك" وسط مدينة بعلبك، وتوالت بيانات الشجب والإستنكار والإدانة للجريمة النكراء التي اقترفها، مع المطالبة بإجراء تحقيق ومحاسبته على عمله اللامسؤول الذي يسيء إلى المدينة وأهلها.

أكثر من أربعة أيام قضاها صبحي اليحفوفي، إبن الثمانية وخمسين عاماً والمتقاعد من الجيش اللبناني أمام "فرنسبنك" في محلة رأس العين في بعلبك ينتظر دوره لسحب راتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز المليون ومئتي ألف ليرة لبنانية، من دون أن يوفّق بسبب نفاد الأموال من ماكينات الصرّاف الآلي، ليعيد الكرّة كلّ يوم حتّى نفد صبره. فهو جريح المؤسّسة العسكرية وذلك أثناء قيامه بواجبه حين أصيب بشلل نصفي في يده، ويأخذ دواء دائماً وسعره مرتفع، إضافةً إلى أنه يعيل زوجته وولده.

ذلّ الوقوف أمام المصارف بالصفّ وانتظار قبض راتب لا يساوي مئة وخمسين دولاراً لا يسري على صبحي فقط. فمشهد زحمة المواطنين يتكرّر عند مطلع كلّ شهر، ولكنّ قهر الحياة ومصاعبها وضيق خناقها على رِقاب الناس لم يتحمّله إبن بلدة نحلة البقاعية، فهو يحتاج إلى دوائه الدائم الذي لا يكفي راتبه الشهري ثمناً له، ناهيك عن متطلّبات الحياة اليومية في ظلّ الغلاء الفاحش الذي أحرق قلوب اللبنانيين وأفرغ جيوبهم. وفيما لم يُنصف أحد صبحي اليحفوفي و"وضع الحقّ عليه"، يبقى الأمل بقيادة الجيش في أن تنصفه بعدما ألقت دورية من المخابرات القبض عليه.

يوم عمل عادي

ميدانياً، بدأ المواطنون يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وعاد معظم أصحاب المحال التجارية وسط السوق التجاري في بعلبك إلى فتحها، فالوضع لم يعد يحتمل، والموت من "كورونا" أهون من الموت جوعاً وذلاً على أبواب الجمعيات والمسؤولين الذي "يطنّشون" على مطالب الناس، ويغضّون الطرف عن أحوال المنطقة وأهلها، وبات الكثيرون يفتقدون ربطة الخبز في منازلهم، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى البحث عن أي عمل لتأمين قوت يومهم.

ولهذه الغاية، عقدت جمعية تجار بعلبك إجتماعاً تداولت فيه موضوع الإقفال والتمديد حتى 18 من الجاري، وأشار المجتمعون الى "أنّ القطاع التجاري منكوب أصلاً منذ ما قبل الظروف الصحّية والمتضرّر الأكبر هم تجّار بعلبك ولم يعد باستطاعتهم تحمّل أيّ إقفال جديد، مجدّدين مطالبة الدولة بكلّ مقوّماتها تقديم الدعم والمساعدات حتّى يتمكّن أصحاب المحال من مواجهة الصعوبات قبل أن يخرج الوضع المعيشي والإجتماعي عن السيطرة، فالدعم الذي قدّم عبر السلّة الغذائية والمواد المدعومة لم يستفد منه المواطن البقاعي، بل تجاوزت الأسعار سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وذهب الدعم لجيوب السماسرة والتجار المستوردين.

وفي الهرمل، لا تزال المدينة تعاني من أزمة محروقات في ظلّ فصل الشتاء حيث يحتاج الناس خلاله إلى مادة المازوت لتأمين التدفئة. فيما التهريب لا يزال على مرأى من الأهالي عبر المعابر غير الشرعية على الحدود في المنطقة. وناشد الأهالي وأصحاب المحطات وزير الطاقة لتأمين المحروقات في أقرب وقت، وإلا فإنّ الأمور ذاهبة نحو كارثة.

مداهمات في حي الشراونة

أمنياً، وبعد تنفيذ قوة من مخابرات الجيش مداهمة في حي الشميس في بعلبك أسفرت عن توقيف مطلوبين بعد تبادل لإطلاق النار، تبعه تهديد لعناصر مفرزة بعلبك القضائية إحتجاجاً على التوقيفات، نفّذ الجيش اللبناني عصر أمس حملة مداهمات في حي الشراونة ومحيطها بحثاً عن مطلوبين، حيث أقفل مداخل الحي، وبدأ عملية مداهمات في مختلف أحياء المدينة، كما نفّذ إنتشاراً واسعاً عند دوار الجبلي وسيّر دوريات مؤللة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة