معادلة الحزب: عدم التعارض مع بري ولا مواجهة مع الحريري ولن نزعل باسيل | أخبار اليوم

معادلة الحزب: عدم التعارض مع بري ولا مواجهة مع الحريري ولن نزعل باسيل

داود رمّال | الإثنين 08 فبراير 2021

حزب الله يميّز نفسه في الامور الداخلية ويدعم اي وساطة حكومية

 داود رمال –"أخبار اليوم"

كثيرون هم القوى السياسية والشخصيات المشتغلة في الشأن العام، الذين يطالبون حزب الله بلعب دور حاسم في عملية تأليف الحكومة بدايةً، وفي حل كل الازمات السياسية وغير السياسية التي تعصف بلبنان بالاجمال.

لكن معظم مطالبي الحزب بلعب هذا الدور، يلمسون وبالتجربة السابقة والحالية، انه ليس في موقع ان يفرض توجها حكوميا او غير حكومي على قريب او بعيد، فهو كل ما يقوم به يندرج في سياق "الدور المساعد على فكفكة العقد وتسهيل الحلول وصياغتها، من موقع الناصح او المدوِّر للزوايا، مع القاء مسحة من الهدوء وتبريد الاجواء حتى تصل الامور الى خواتيمها".

طريقة تعامل حزب الله

هذا التوصيف لدور الحزب بحسب مصدر واسع الاطلاع، يتبعه بالقول "ان مسار الاحداث والتطورات في لبنان عرّفتنا اكثر واكثر على طريقة تعامل حزب الله داخليا وخارجيا استنادا الى امرين:

الاول: وهو داخلي يقوم على التهدئة المفرطة في كثير من الاحيان، والسعي في كل الاتجاهات وبصمت على صوغ الحلول من دون التخلي عن حلفائه في اي مفصل او منعطف خطير، اذا يمارس اسلوب الاقناع والنفس الطويل مع الحلفاء، ويتحاور مع الخصوم من موقع ايجابي وليس سلبي.

الثاني: وهو خارجي ينقسم الى توجهين متوازيين وهما: عدم التهاون مع العدو الاسرائيلي الذي على الدوام يمارس الحزب اسلوب المواجهة وتوازن الرعب في كل محطات المواجهة المفروضة عليه، ومع الدول الاخرى التي يحرص على التلاقي معها من منطلقات تنسجم مع توجهاته العقيدية والعملانية ومن دون مجاولات قد يفهما القريب او البعيد على انها تنازلات".

عون والتيار

هذا، وتبقى علاقة حزب الله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، والتي يتحدث عنها المصدر "استنادا الى مستويين:

1-العلاقة مع الرئيس عون اذ لا خلاف على الاطلاق في القضايا الاستراتيجية وان حصل تباين في امور داخلية.

2-العلاقة مع التيار التي تستند الى تفاهم مار مخايل المتين والمفتوح على التطوير والتصحيح وفق مقتضيات العمل الثنائي، اذ ايضا هناك توافق على امور استراتيجية ولكن تتسع دائرة الخلاف حول الامور الداخلية".

تمييز نفسه وفق ثلاثة قواعد

واين تكمن مشكلة الحزب عندما يقوم بمبادرة ما لرأب الصدع او لانجاز استحقاق داخلي ما؟ يجيب المصدر بالقول: "ان حزب الله اعتاد ولا يزال على تمييز نفسه بالامور الداخلية عن كل الاخرين حلفاء او خصوم وفق ثلاثة قواعد:

اولا: ان حزب الله ليس بوارد التعارض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في اي امر، انما يحرص على ان يكون التفاهم قائما واي اشكالية تعالج داخل الجدران ولا تخرج الى العلن الا في موقف موحّد، وحتى اذا لم يتم التفاهم يكون التعبير عن التعارض من موقع التمايز لا الخصومة.

ثانيا: لا يريد حزب الله راهنا الوقوف في وجه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وهو حريص -كما حرص الحريري- على ابقاء القنوات مفتوحة للتواصل حول الامور المطروحة، وهذا لا يعني قدرة الحزب او الحريري على التأثير المتبادل في قضايا جوهرية، انما غالبا ما يكون التوافق قائم على مواضيع داخلية وفق صيغة تدوير الزوايا.

ثالثا: في العلاقة مع التيار الوطني الحر فان حزب الله ليس بوارد اتخاذ اي موقف او خطوة "تزعل" التيار، وهو اذ يدعم مطالباته الحكومية وغير الحكومية فانه يمارس مع التيار اسلوب الاقناع وفق ثوابت العلاقة القائمة مع الجانبين".

موقع المساعد وليس المبادر

والى ماذا توصلنا هذه المقاربة التي يستند اليها الحزب في تمييز نفسه في الامور الداخلية؟ يرى المصدر انه "امام هذا الواقع وهذه الحقيقة فان وقوع الحزب في نقطة مركزية ضمن هذا المثلث للقوى الرئيسية يؤدي الى ان اي وساطة يطرحها لحل الملف الحكومي او غير الحكومي تتحرك ببطء شديد واحيانا كثيرة تراوح مكانها، وهو ليس بوارد التضحية بأي من تحالفاته، لذلك يفضل ان يبقى في موقع المساعد وليس المبادر الا عندما تدعو الحاجة القصوى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار