بعد وفاة الدكتور نبيل خراط... ابنه يكشف تفاصيل ما جرى ورسالة من النقيبين | أخبار اليوم

بعد وفاة الدكتور نبيل خراط... ابنه يكشف تفاصيل ما جرى ورسالة من النقيبين

| الثلاثاء 09 فبراير 2021

ترفض العائلة زج اسم الطبيب الراحل فيها لما تتناول من إساءة إلى صورته المرموقة والمعروفة

"النهار"- كارين اليان

رحل الدكتور نبيل خرّاط الذي عُرف عنه تفانيه في عمله حتى اللحظة الأخيرة، والذي كرّس حياته في سبيل خدمة المجتمع. شكّل رحيله صدمة لأهله وللمحبين ولكل من عرفه. فبعد أسبوع في العناية الفائقة في مستشفى المشرق خسر معركته مع كورونا ليضاف اسمه إلى قائمة ال#أطباء الذين ذهبوا ضحية عملهم ورسالتهم الإنسانية. لكن وفاة الطبيب أحدثت بلبلة بعد تداول أخبار حول المعاملة السيئة التي تعرض لها كطبيب في مستشفى رفض استقباله قبل تقاضي مبلغ 30 مليون ليرة لبنانية كدفعة أولى. كما جرى الحديث عما يواجهه الأطباء الذين هم في الصفوف الأمامية لمواجهة #الوباء، من مشاكل وتحديات عند حاجتهم إلى دخول مستشفى لأن تأمين الأطباء لا يغطي تكاليف الدخول إلى المستشفى بسبب كورونا وفارق التكلفة مع سعر الدولار الرسمي.

إلا أن هذه البلبلة التي حصلت دفعت بابن الدكتور نبيل خراط، الدكتور نسيم خراط، إلى توضيح كافة التفاصيل التي تم التداول فيها بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام على الرغم من وجود مغالطات عديدة ترفض العائلة زج اسم الطبيب الراحل فيها لما تتناول من إساءة إلى صورته المرموقة والمعروفة.

في اتصال مع الدكتور نسيم خراط، أوضح أن ما تم التداول به حول معاناة والده ووفاته لأنه لم يتمكن من الدخول إلى المستشفى بسبب المبلغ المطلوب، غير صحيح. وهذا ما دفع العائلة إلى الخروج عن صمتها والتأكيد على أنه لم تحصل أبداً مشكلة مع مستشفى المشرق، كما جرى الحديث. فوفق ما أوضحه، أن والده تأخر في دخول المستشفى،  وحصل ذلك بعد أن انخفضت معدلات الأوكسجين لديه. وكانت سيارة الإسعاف تنقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية فتبين أنه لا يستقبل المريض في سيارات الإسعاف، بل يُفترض أن يحضروه في سيارة خاصة وهذا لم يكن ممكناً. أما في مستشفى كليمنصو فحصل جدال مع القيّمين على المستشفى ومع أطباء أكدوا أن لا أسرّة شاغرة في المستشفى، ورفضوا استقبال د خراّط على الرغم من حالته الخطرة، وكانت طريقة التعامل مستفزة وسيئة بحق طبيب بذل نفسه وضحى بحياته في سبيل مهنته.

أما بالنسبة إلى مستشفى المشرق، فقد استقبل د. خراط  بعد الاتصال به وقّدم له أفضل رعاية، وفق ما أوضحه نجل الفقيد. وبعد أن تم استقباله ووضعه في غرفة العناية الفائقة لسوء حالته، طُلب من العائلة تأمين مبلغ 30 مليون ليرة لبنانية على أن تُحتسب التكاليف الفعلية لاحقاً عند انتهاء العلاج. مع الإشارة إلى أن المستشفى تواصل اليوم مع العائلة لإعادة المبلغ المتبقي من تكاليف العلاج. علماً ان الدكتور خرّاط كان مكث في العناية الفائقة نحو أسبوع فتحسّنت حالته وتقرر نقله إلى الغرفة لكنه تعرّض عندها إلى جلطة أودت بحياته.

بحسب الدكتور نسيم خراط، كانت المعاملة التي تلقاها والده في مستشفى المشرق، ممتازة، إلا أن طريقة التعامل مع طبيب يبذل نفسه ويضحي بحياته من أجل المجتمع ومن أجل مهنته، لا تُعتبر مقبولة ومن الضروري

السعي إلى تأمين أبسط حقوق هذه الشريحة التي هي في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء.


نقابة الاطباء بين التوضيح والعتب

بحسب نقيب أطباء الشمال الدكتور سليم أبي صالح الذي يشهد على معاناة أطباء الشمال في دخولهم إلى #مستشفيات خاصة ترفض استقبالهم بحجة عدم توافر أسرّة شاغرة واضطرار بعضهم إلى المكوث في منازلهم بانتظار تأمين أسرّة في مستشفيات حكومية، فإن للأطباء تغطية من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إضافة إلى التأمين مع شركة Medgulf. لكن المستشفيات الخاصة تتعامل مع الطبيب كما مع أي مواطن آخر، فتطلب دفعة تغطي الفرق بين التغطية التي على اساس السعر الرسمي للدولار والتكاليف التي على أساس سعر الدولار في السوق السوداء. بحسب الدكتور أبي صالح، لا تعتبر هذه المعاملة لائقة بحق الاطباء الذين يضحون بحياتهم للقيام بواجبهم الإنساني، خصوصاً ان الدولة تعتبر الجسم الطبي الجيش الابيض. لذلك يدعو الدولة لأن تتحمل مسؤولية هذه التغطية في ظل انتشار الوباء لمعاملة عادلة بين مختلف الفئات في المجتمع بما في ذلك الطواقم الطبية. فالحل الوحيد يكون بتوحيد ملف كورونا لدى وزارة الصحة حتى تحلّ هذه المشكلة. فالتقديمات والحوافز ضرورية للطاقم الطبي حفاظاً على هذه الثروة في لبنان حتى لا نخسر الاطباء. فالطبيب، برأيه، لديه مسؤوليات ويجب أن يحصل على حقوقه أيضاً حتى يبقى في البلاد، علماً أن نسبة 90 في المئة من الأطباء في لبنان، على حد قوله، يتقاضون تعرفة لقاء الاستشارة الطبية على أساس التسعيرة القديمة قبل الغلاء.

وأكد بي صالح أن نقابة الشمال ستقوم بخطوات تصعيدية خلال هذا الأسبوع بالتنسيق مع نقابة بيروت حفاظاً على حقوق الاطباء، لأن السكوت لم يعد مقبولاً.

من جهته، أكد نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف أن معظم المستشفيات لا تطلب فروقات من الاطباء لدى استقبالهم لأنّ ثمة تغطية شاملة لهم. فقلة منها فقط تطلب مسبقاً قبل استقبال الطبيب حتى تُنجز الأوراق اللازمة كالموافقة المسبقة. هذا، وأوضح أبو شرف ان كل الكلام الذي تم التداول به في قضية الدكتور نبيل خرّاط غير صحيح وتمت متابعة الموضوع وكانت المشكلة في أن الأوراق لم تكن منجزة.


ويشير أبو شرف في حديثه مع النهار إلى أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كان أصدر تعميماً يؤكد فيه على تغطية شاملة للأطباء والممرضين. كذلك، فإن شركة Medgulf تغطي كامل المصاريفبما في ذلك حالات كورونا. لكن لا ينكر أن ثمة مستشفيات تطلب فروقات ولا بد عندها من التعامل مع كل حالة على حدة. انطلاقاً من ذلك أكد أبو شرف ان النقابة طلبت من كل طبيب يواجه مشكلة في ذلك التواصل معها لمعالجة الوضع، وفي حال العرقلة يمكن أن تغطي النقابة الكلفة المتبقية. فيُمنع منعاً باتاً، على حد قوله، ان يدفع المريض ليدخل إلى المستشفى لأن هذا مهين بحقه. كما أشار إلى أنه لدى إصابة أي طبيب بالفيروس تتكفل النقابة بمعاش تقاعدي له بمبلغ مليون و200 ألف ليرة لبنانية. أما في حال حصول وفاة فتتقاضى العائلة مبلغ 50 مليون ليرة لبنانية. يضاف إلى ذلك أن النقابة تعمل على تأمين الأوكسجين للحالات التي تعالج في المنزل. كما شدد أبو شرف على أهمية تعاون الكل في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد للخروج من المحنة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة