ضمانة لإسرائيل... تدمير البنى العسكرية الأساسية لإيران فهل يقدّمها بايدن؟ | أخبار اليوم

ضمانة لإسرائيل... تدمير البنى العسكرية الأساسية لإيران فهل يقدّمها بايدن؟

انطون الفتى | الجمعة 26 فبراير 2021

عبد القادر: ظروف ما حصل في العراق وسوريا باتت مختلفة ولا يُمكن تكرار التجربة

 

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

انطلاقاً من آخر ما يحصل من حَراك دولي حول الملف النووي الإيراني، نسأل عن بعض المعطيات التي تؤشّر الى إمكانية تكرار الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مفاعل "تموز" النووي في العراق، عام 1981.

 

آخر خيار

نبدأ من مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون، الذي اعتبر أن رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن بالعودة الى الإتفاق النووي "كارثية"، وأن الخيار العسكري في التعامُل مع إيران يجب أن يكون "مطروحاً"، كـ "آخر الخيارات"، وأنه "الوحيد المتبقّي إذا لم نتمكّن من الإطاحة بالنّظام الإيراني".

أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فأعلن عن أنه أبلغ بايدن عزمه على مَنْع إيران من امتلاك سلاح نووي، بـ "اتّفاق أو من دونه"، مؤكّداً أنه لن يترك أمن إسرائيل في أيدي الآخرين.  

 

العراق - سوريا

نذكّر بأن إسرائيل قصفت مفاعلات نووية عراقية (عام 1981) وسوريّة كانت قيد الإكتمال (عام 2007)، دون الحصول على غطاء دولي واضح ومباشر، ووسط معارضة أميركية معيّنة.

ففي عام 2007، ذُكِرَ أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبَق جورج بوش الإبن لم تَكُن مُحبِّذَة للخطوة الإسرائيلية، فيما قَصْف مفاعل "تموز" العراقي عام 1981، تسبّب بانتقادات دولية حادّة لتل أبيب، صدر بعضها عن الحكومة الأميركية، وعن مكوّنات المعارضة الإسرائيلية. كما تبنى مجلس الأمن الدولي آنذاك، بالإجماع، قراراً تضمّن إدانة قوية للهجوم، وإشارة الى حقّ العراق في المطالبة بالتعويض.

 

رغم معرفتها

فهل يتكرّر هذا السيناريو مع إيران، خصوصاً أن نتنياهو كان دعا منذ عام 2005، إلى هجوم جوّي إسرائيلي على منشآت البرنامج النووي الإيراني، يُشبه ذاك الذي استهدف المفاعل العراقي. وأعاد التلويح بذلك في عام 2012، قائلاً إن تل أبيب نفّذت تلك الغارة رغم معرفتها المُسبَقَة بالإنتقادات الأميركية والأوروبية.

 

على الطاولة

لفت العميد الرّكن المتقاعد نزار عبد القادر الى أن "إدارة بايدن تعهّدت خلال معركتها الرئاسية بالعودة الى الإتفاق النووي الموقَّع مع إيران عام 2015. ولكن هذا الطريق ليس سهلاً".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "عودة واشنطن الى الإتّفاق مرهونة بتراجُع إيران عن خروقاتها، خصوصاً في ما يتعلّق بمستوى تخصيب اليورانيوم. كما بأن تكون مدّته (الإتّفاق) أطوَل وأبعَد، مع طموح أكبر هو جعلها (مدّته) دون نهاية. فضلاً عن وضع ملف الصواريخ الباليستية طويلة المدى، والسلوكيات الإيرانية المُهَيْمِنَة على بعض دول المنطقة، ولا سيّما لبنان وسوريا والعراق واليمن، على الطاولة".

 

مشكلة

ورأى عبد القادر أن "الكلّ باتوا محشورين بالوقت بسبب الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران القادم، وسط ترجيحات من الدوائر العليمة بالوضع الإيراني، بأن يكون الرئيس الجديد من المتشدّدين. وهذه مشكلة أيضاً".

وأوضح أن "إسرائيل تنظر الى الملف النووي الإيراني، والى وجود طهران على مقربة من حدودها في سوريا ولبنان، كتهديد مصيري، وسط اختلاف في النّظرة بين تل أبيب وإدارة بايدن حول الموضوع النووي".

 

منذ 2002

وشرح عبد القادر:"تطمح إسرائيل بتدمير البنى النووية الإيرانية، منذ عام 2002. وهي لطالما هدّدت بأنها تقترب من شنّ عملية خاصّة في الفترة التي سبقت توقيع اتّفاق عام 2015. ولكنّها كانت تهدّد دون أن تنفّذ، لعلمها بأن إيران لن تسكت، وبأن الردّ قد يحصل عبر الجبهة اللبنانية، أو اللبنانية - السورية، أو من قطاع غزّة، أو من خلال الصواريخ الإيرانية طويلة المدى، القادرة على الوصول الى قلب إسرائيل، انطلاقاً من الأراضي الإيرانية. وبالتالي، أي عمليّة إسرائيلية ستكون كارثية على الداخل الإسرائيلي، ولا سيّما على صعيد أمن المنشآت، وأمن المدنيّين الإسرائيليين".

 

ضمانة

وأكد عبد القادر أن "إسرائيل ترغب بتوجيه ضربة لإيران، ولكن شرط أن تضمن المشاركة الأميركية فيها، لأنها ستتحوّل الى حرب تتحمّل واشنطن الحصّة الكبرى فيها، من خلال تدميرها البنى الصاروخية والعسكرية الإيرانية الأساسية، بواسطة القدرات العسكرية الأميركية الضّخمة".

وختم:"إذا لم تحصل تل أبيب على ضمانة مُطلَقَة بأن واشنطن ستتدخّل فعلياً، وبكامل قوّتها، فإنها لن تُقدِم على مثل هذه المغامرة التي ستكلّفها ما يفوق توقّعات نتنياهو، خصوصاً أن إيران ليست سوريا ولا العراق، فيما ظروف ما حصل في عامَي 1981 (العراق) و2007 (سوريا) باتت مختلفة، ولا يُمكن تكرار تلك التجربة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة