"لساناتكون بدّا قصّ"... "أنصاف رجال وأشباه نسوان مفضوحين بلا تصوير"!؟ | أخبار اليوم

"لساناتكون بدّا قصّ"... "أنصاف رجال وأشباه نسوان مفضوحين بلا تصوير"!؟

انطون الفتى | الجمعة 26 فبراير 2021

 "اللّي حردبّتوا قدّوا ما بيتمسخَر عا العالم والنّاس"...

 

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

بين كذب ونفاق وخبث ونميمة... يُكمِل بعض البشر أيامهم وحياتهم على الأرض، طالما أن الموت لم يطرق بابهم بَعْد، مُلبسين ذواتهم لباس القوّة والجرأة، ومُعتقدين أنفسهم "مهضومين" ربما، إذا "تهضمَنُوا" و"جَقجَقُوا"، و"لقلَقُوا"، على فلان وفلان، بسخرية يظنّها البعض قوّة شخصية، بدلاً من أن يخجلوا، ويضعوا أعيُنهم ورؤوسهم في الأرض، لكونها المعيار الأول والأخير لفضح الشخصية والإنسان، بكلّ ما فيه، ولا سيّما على مستوى الجنس، وكلّ الرذائل الجسدية تحديداً، بديناميكياتها الظّاهرة والخفيّة.

 

"مش شطارة"

هؤلاء "يتشدّقون" ويتمغّطون" إجتماعياً، و"شعب مئزي" (بالعاميّة)، عن قصد أو من دونه، ومدمّر، بمفعول أكبر من قنابل ذرية. فهُم أشبه بجرثومة متنقّلة، تفتك وتقتل، والظّاهر من الأمور، "عم نتسلّى"، أو "عم نمزح"، أو "اللي بقلبي عا راس لساني"، أو "أنا قوي وعينَك بعينَك"...

"لأ يا شاطرين"، "هيدي مش شطارة"، ولا صراحة، ولا قوّة. هذه قلّة أدب، وسفالة، وحقارة، ونذالة، وسفاهة، وخَسَاسَة. ونستغلّ فترة الصّوم المقدّس لنتحدّث عن ذلك، ولو في شكل حادّ، لأن الفترة الحالية تزخر بالكثير من الحشو الكلامي من قِبَل بعض من يظنّون أنفسهم من أهل الوَرَع والتّقوى، أو حتى من قِبَل أولئك الذين لا يصومون، ويقولون إن المهمّ هو صوم اللّسان.

 

أخوة

"وكمان هون"، "لأ يا شاطرين". فصَوْم البطن وصَوْم اللّسان أخوة، ومن لا يستطيع أن "يصوّم" بطنه، لا يُمكنه أن "يضبّ لسانو". كما أن من لا يُمكنه تحمُّل "ضبّ" لسانه داخل فمه، لا يكون صومه صحيحاً، ولو صام 100 عام، دون انقطاع.

فمهما صام النمّام، والخبيث، والسّاخر، يبقى صومه باطلاً، إذا بقيَ مُقترِناً بـ "القديم على قدمه"، أي بخطايا اللّسان. ونذكّر النمّام، والخبيث، والسّاخر، بأن الشياطين هي أرواح، لا تأكل ولا تشرب، وهي بالتالي صائمة دائماً. ولكنّها شياطين، وتبقى على تلك الحالة، رغم انقطاعها عن الطّعام.

 

غابات

نذكّر النمّام، والخبيث، والسّاخر، بأقوال بعض القدّيسين، علّها تكون مفيدة، ومنها أن لَجْم اللّسان، يمكّن صاحبه من السيطرة على نفسه وجسده في كل شيء، تماماً كما أن من يضع اللّجام في فم الفَرَس، يضبط حركته.

اللّسان هو من أصغر أجزاء الجسد، وهو يُشبه شرارة النّار. ويُمكنه إحراق سمعة الآخرين، وكرامتهم... تماماً مثلما يُمكن لشرارة النّار أن تُحرِق غابات، وغابات.

 

"يا حرام"

نقول للنمّام، وللخبيث، وللسّاخر، "يا شاطر"، الإكثار من الكلام هو دليل على عَدَم المعرفة، حتى ولو كنتَ تمتلك شهادات "بتعبّي الحيطان"، "يا حرام".

اللّسان مُرشِد الى المزاح، مُشتِّت للعقل، وخادم للكذب. اللّسان يمجّد الله ويُجدِّف عليه، في كيان واحد.

 

صَمَتَ

نذكّر النمّام، والخبيث، والسّاخر، بأن "يا شاطر"، يسوع صمَتَ أمام بيلاطس، وأمام الجميع، ولم يقُل إلا القليل القليل يوم صلبه. وما كان ليفعل ذلك، لولا أن ما قاله يؤكّد ألوهيّته.

نذكّر النمّام، والخبيث، والسّاخر، بأن القديس بطرس أنكر السيّد المسيح، بعدما جلس بين مجموعة من "اللّقلاقين"، و"كتّيري الحكي" في الساحة، عند لَهَب النّار، وهو ما عرّضه للتّصويب عليه "هذا أيضاً كان معه". فمن خوفه أنكر الرب، قبل أن يخرج من هناك هارباً، ويبكي بكاءً مرّاً.

فلو حمى القديس بطرس نفسه من مجلس "كثرة الحكي" هذا، لما كان عرّضها للخطيئة أصلاً.

 

اللّسان

نذكّر النمّام، والخبيث، والسّاخر، بأن "يا شاطر"، اللّسان، هو من أصغر الأجزاء في الجسد، يسيل لُعابه لأسباب عضوية - نفسيّة. وهو بذلك يُشابه العضو التناسُلي الذي يُعتبَر بدوره من الأجزاء الأصغَر في الجسد، والذي تتحكّم بأنشطته ديناميكية عضوية - نفسيّة.

فـ "يا شاطر"، الشراهة (سَيَلان اللُّعاب)، والخُبث والنّميمة والسّخرية (سَيَلان الكلام)، والجنس (وهو سَيَلان أيضاً)، كلّها منظومات واحدة. فمن يفعل هذه، يفعل تلك، ومن يُكثِر من هذه لا يُمكنه إلا أن يكون يسقط بتلك، حتى ولو روّضته بعض الأزمنة الصيامية، لفترات معيّنة.

فاخجَل "يا شاطر"، و"انضبّ"، و"ضبّ لسانك"، واستَتِر، "لأنّو اللّي حردبّتوا قدّوا، ما بيتمسخَر عا العالم والنّاس".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار