الاسد يتلقى اللقاح الإسرائيلي | أخبار اليوم

الاسد يتلقى اللقاح الإسرائيلي

| السبت 27 فبراير 2021

"النهار"- أحمد عياش


مَن هي "الدولة الصديقة" التي أعلن وزير الصحة السوري حسن الغباش بالامس، أن دمشق تلقت منها جرعات من لقاح مضاد لكوفيد-19؟
في عددها الصادر في 23 الجاري، ذكرت صحيفة "النيويورك تايمس" ان الحكومة السورية استخدمت الاسبوع الماضي، إمرأة إسرائيلية جرى توقيفها خلال تجوالها في سوريا "ورقة مقايضة"، فحصلت دمشق مقابل الافراج عن المرأة على إطلاق اثنين من الرعاة السوريين وعلى "60 ألف جرعة لقاح لفيروس كورونا". وقالت الصحيفة ان إسرائيل دفعت لروسيا مليونا و200 الف دولار أميركي ثمن شراء هذه اللقاحات.

بدورها أوردت وكالات أنباء دولية ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، من أن الدولة العبرية وافقت على تمويل شراء لقاحات روسية من أجل سوريا لضمان إطلاق امرأة إسرائيلية الأسبوع الماضي كانت محتجزة هناك. لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحجم عن التعليق على هذه التقارير. كما امتنع عن التعقيب في شأن التقارير التي تتحدث عن تلقّي سوريا جرعات من دولة "صديقة".

إذاً، هذه هي قصة اللقاحات من "الدولة الصديقة" التي تجنّب الوزير الغبّاش الافصاح عن هويتها. كما أحجم صندوق الاستثمار الروسي المباشر، صندوق الثروة السيادي المسؤول عن تسويق لقاح "سبوتنيك في" الروسي في الخارج، أيضا عن التعقيب.

هل كان نظام بشار الاسد في حاجة الى التباهي بهذه اللقاحات التي دفعت إسرائيل ثمنها عدّا ونقدّا للبائع الروسي؟
ربما كان هذا النظام بأمسّ الحاجة الى مثل هذه القصة المتخفية وراء قناع "الدولة الصديقة" بعدما تأخرت دولتان صديقتان فعلا للنظام هما روسيا والصين عن إرسال اللقاحات الى سوريا بشهادة من وكالة "رويترز".

في نهاية المطاف، ظهرت إسرائيل عمليا هي "الدولة الصديقة" للاسد التي أخرجت من محفظتها مليونا و200 الف دولار أميركي لتموّل شراء اللقاحات السورية.
إذا كان وزير صحة نظام الاسد لفّق علانية قصة اللقاحات، فهو موضع شك في تتمة هذه القصة. فهو صرّح أيضا بان تطعيم العاملين في القطاع الطبي سيبدأ الأسبوع المقبل. فهل ثمة ضمانة ان يحصل هؤلاء العاملون على اللقاحات في بلد يمارس الاسد فيه القتل بلا هوادة بحق السوريين؟

الجواب أتى بالامس من صحيفة "الغارديان" البريطانية التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "جرائم نظام الأسد: عدالة بطيئة وغير مؤكدة". وتقول الصحيفة إنه بعد عشر سنين على الانتفاضة ضد "نظامه الوحشي"، لا يزال بشار الأسد هو صاحب السلطة، مع رفاقه من حوله، يرتكبون الجرائم نفسها. واوردت قيام محكمة في كوبلنز في ألمانيا بإدانة مسؤول استخبارات سوريا سابقا بتهمة المساعدة في جرائم ضد الإنسانية والتحريض عليها. وخلصت الصحيفة الى القول: "على رغم أن هذه الخطوة قد تبدو صغيرة، إلا أنها كانت خطوة حيوية، فهي أول إدانة لجرائم النظام".

على خطى الاسد نظام صديق في لبنان. فقد استشهد النائب جبران باسيل رئيس تيار رئيس الجمهورية في مؤتمره الصحافي الاخير قائلا: "الرئيس الأسد قال لي مرة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار