"كتار ما بيصوّتوا سيادة"... فهل من "قادوميّة" تسبق "إعدامات" الإنتخابات النيابية؟! | أخبار اليوم

"كتار ما بيصوّتوا سيادة"... فهل من "قادوميّة" تسبق "إعدامات" الإنتخابات النيابية؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 02 مارس 2021

 

درباس: لا نمتلك ترف وضع روزنامة لتحرّكاتنا فنحن بالكاد نتخبّط ونستغيث

 

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

حبّذا لو يختصر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حركته الداخلية، مع الأطراف المحليّة الحاكمة التي لن تساعده في شيء، لصالح التركيز أكثر على توضيح رؤيته حول مختلف القضايا التي يُنادي بها منذ تموز الفائت، الى دول الخارج القادرة على انتشال لبنان من الحصار، وذلك كَسْباً للوقت.

فالدّاخل "يُنازِع" على مختلف الصُّعُد، بين من يسمعون ويفهمون دون أن يُظهِروا أنهم فهموا، وبين من لا قدرة فعليّة لديهم على إحداث تغيير.

 

قبل الإنتخابات

فربما من الأفضل لو أن الحركة البطريركية الخارجية، المدعومة فاتيكانياً، تصل الى ملموسات قبل بلوغ مرحلة التحضير للإنتخابات النيابية.

فزمن الإنتخابات قد يكون "خطيراً"، خصوصاً أن كثيراً من اللبنانيين "ما بيصوّتوا سيادة"، و"يحنّون" الى العبودية من جديد، فينخدعون ببعض الأكاذيب السلطوية بسهولة، رغم علمهم بحقيقتها. والتعويل على تغيير صناديق الإقتراع لم يَكُن فعّالاً في لبنان تماماً، في أي يوم من الأيام.

 

غير مشجّعة

وبالتالي، إذا أتت نتائج انتخابات 2022 النيابية، "غير سيادية"، في ما يتعلّق بخريطة الأكثرية النيابية، التي سينتظرها المجتمع الدولي لمعرفة كيفيّة العمل مع لبنان مستقبلاً، بالاستناد الى الشرعية الشعبية الداخلية، نكون دخلنا في نفق مُظلِم حقيقي.

فالحَذَر واجب، خصوصاً أن التجربة اللبنانية مع السيادة، من حيث التراكمات الشعبية الحقيقية والمُثبتَة على هذا الصّعيد، غير مشجّعة تماماً.

 

تناغُم

رأى الوزير السابق رشيد درباس أن "ثبات البطريرك الراعي على مواقفه بهذه الوتيرة، بموازاة كلام البابا فرنسيس في الشأن اللبناني، يُمكّننا من الحديث عن تناغم بين بكركي والكرسي الرسولي، الذي يؤكّد المخاوف التي يذكرها البطريرك، ويتبنّاها".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "البطريرك الراعي يقول بنفسه إنه يتواصل مع الدول الصّديقة للبنان. وهو لا يطلب من الأمم المتحدة أن تأخذ هي القرارات، بل أن تكون أي رعاية لحلّ لبناني، دولي أو عربي، شقيق أو صديق، بإشرافها (الأمم المتحدة)".

وأضاف:"إعلان بعبدا" مثلاً، مسجّل لدى الأمم المتحدة كوثيقة. ولكن هذا لا يعني أنه قرار صادر عن مجلس الأمن، بل هو وثيقة مسجّلة. وعندما يواكب أمين عام الأمم المتّحدة هذا النّوع من المطالب أو الوثائق، فإنه على الأقلّ يُعطي مشروعية دولية للرعاية الصّديقة والشقيقة لوضع لبنان، في تلك الحالة".

 

ليس جديداً

وتوسّع درباس:"المثال نفسه ينطبق على اتّفاق "الطائف" أيضاً. فهو تمّ برعاية من الأمم المتحدة، فيما كان يُطبَخ في المطبخ العربي، وبالتعاون مع نواب لبنانيّين. والرعاية الدولية للبنان نجدها أيضاً على مستوى القرار الدولي 1701، وعلى مستوى القوات الدولية التي تعمل فيه بإشراف وإنفاق وقيادة وإدارة من جانب مجلس الأمن الدولي. بالإضافة الى مؤتمرات "باريس" 1 و2 و3، ومؤتمر "سيدر"، وهي كلّها رعاية دولية للبنان. وبالتالي، ما يُطالب به البطريرك الراعي ليس شيئاً جديداً على لبنان".

 

رسالة

ولفت درباس الى أن "البطريرك الراعي يُطلِق نداء استغاثة، ويطلب من الأمم المتّحدة أن تستجيب له. وفي نهاية المطاف، يبقى عمله، وعظاته، وخطاباته، والإحتفال الشعبي الذي حصل في بكركي يوم السبت الفائت، رسالة الى كلّ من يهمّه الأمر في الداخل والخارج، حول أن لبنان ليس ساحة مفتوحة يُمكن لراكب على "محدلة" أن يصل الى نهايتها، بل ساحة تحوي عقبات، ومطبّات، وكمائن، ومنعطفات، وأن الأمور ليست على ما يرام".

وردّاً على سؤال حول ضرورة اختصار الحركة البطريركية الداخلية، والتركيز على الخارج، قبل الإنتخابات النيابية، خصوصاً إذا أتت نتائجها بما لا يتوافق مع المطالبة برعاية دولية للبنان، أجاب درباس:"الحركة الداخلية كانت في حالة من الجمود. وبعدما أطلق البطريرك مواقفه، وطالب بمساعدة دولية وعربية، بموازاة الإحتفال الشعبي في بكركي قبل أيام، أعتقد أن الأطراف المحلية التي كانت تدير له آذانها الصمّاء، ما عادت آذانها على تلك الحالة الآن".

 

خَنْق

وتابع درباس:"بصراحة، لسنا قادرين، ولا نمتلك ترف وضع روزنامة لتحرّكاتنا. فنحن بالكاد نتخبّط ونستغيث ونصرخ حتى لا نموت. ويا ليتنا نمتلك القدرة على وضع برنامج. فخطاب البطريرك نفسه ليس برنامجاً، بل هو أقرب الى بيان موجَّه الى الرأي العام".

وختم:"إذا صوّت الشعب اللبناني في الإنتخابات النيابية لصالح القوى المُناهِضَة لمطالب البطريرك الراعي، فإنه سيكون اقترع لصالح الموافقة على خنقه".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة