الأسلحة والأدوية إنجازات علمية... فهل هاجمت موسكو واشنطن وسحبتها من "قلب الأسد"؟! | أخبار اليوم

الأسلحة والأدوية إنجازات علمية... فهل هاجمت موسكو واشنطن وسحبتها من "قلب الأسد"؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 02 مارس 2021

مصدر: اللّقاحات والأدوية "قوّة ناعمة" وهي تدخل في التحالفات الدولية أيضاً

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

بعيداً من نظريات المؤامرة، ومن الخرافات، نجد أن جائحة "كوفيد - 19" مستمرّة في "بثّ" مجموعة من الألغاز الحقيقية، منذ أكثر من عام.

فالصين، التي شكّلت بلد المنشأ للجائحة، كانت سريعة التخلّص منها طبياً وإقتصادياً، بنسبة لا يُستهان بها. وهي تعاملت مع نتائجها من خلال إجراءات احتواء فعّالة.

 

"تفقيس مكنات"

أما روسيا، التي لطالما تنافست مع الغرب في عالم السياسة، والاستراتيجيا، والتوسُّع، والنّفوذ، والأسلحة، دون أن تتمكّن من منافسته طبياً في شكل فعلي، وذلك رغم بعض الهوامش التي احتفظت بها لنفسها في هذا المجال، بحسب بعض الخبراء، نجدها تُعلِن باستمرار عن تحقيق "إنجازات" طبيّة في مجال محاربة الجائحة، وفي شكل متواتر، بلغ مرحلة "تفقيس مكنات" في بعض جوانبه.

 

دواء

هنا لا نتحدّث عن لقاح "سبوتنيك V"، ولا عن إعلان موسكو مؤخّراً عن تسجيل  لقاحها الثالث ضدّ الفيروس، وتوفيره لمواطنيها في وقت قريب، بل عمّا أعلنته رئيسة الوكالة الفيدرالية الروسية للطب البيولوجي فيرونيكا سكفورتسوفا، من أبحاث سريرية لدواء يمنع فاعلية أجزاء معينة من الفيروس. وهو "دواء نادر" (كما وُصِف)، يصيب الفيروس ويمنع تحوّره لأصعب أشكاله. وسيتمّ الإنتهاء من المرحلة الأولى بحلول منتصف آذار الجاري، ليتمّ الإنتقال بعد ذلك إلى المرحلة الثانية من التجارب السريرية، المتمثّلة بالعمل مع المرضى.

 

هجمات؟

هذا ممتاز. ولكن لا بدّ من السؤال عن أنه كيف "فاضت أريحة" الطبّ الشرقي، والروسي تحديداً، و"تفتّقت" مخيّلاته وأفكاره وإنجازاته، مع جائحة "كوفيد - 19" التي انطلقت من الشرق الصيني؟ وهل هذه صدفة؟ وما علاقة الخروق السيبرانية التي ضربت أكبر المؤسّسات الأميركية العام الفائت، والتي اتُّهِمَت روسيا بالقيام بها، (ما علاقتها) بتلك الإنجازات، فيما التحقيقات لا تزال مستمرّة في شأن المؤسّسات التي طالتها تلك الهجمات، وطبيعتها الدّقيقة؟

 

تدقيق

لفت مصدر طبّي مُطَّلِع الى أن "كل الإحتمالات تبقى واردة في ما يتعلّق بإمكانيّة أن تكون "الإنجازات" الطبيّة الروسية نتيجة لخروق للولايات المتحدة الأميركية. ولكن في النهاية، أي إنجاز طبي لا يُعوَّل عليه من خلال الإعلان عنه في الدولة التي يحصل فيها فقط، إذ إنه يحتاج الى اعتراف الوكالات العلمية الدولية به، ومن ضمنها "منظّمة الصحة العالمية".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "لقاح "سبوتنيك  V" حاز على الثّقة الاوروبية حتى الساعة على الأقلّ، وهو سيأخذ مداه من حيث المبدأ. ولكن أي لقاح أو دواء روسي غيره، يحتاج الى تدقيق، والى اعتراف الأوساط العلمية الدولية به، وخصوصاً منظمة الصحة العالمية".

ودعا الى "انتظار وضوح الصّورة حول إمكانية حصول سرقة معلومات، أو هجمات سيبرانية. فالولايات المتحدة تمتلك وسائل التحقُّق من هذا الموضوع".

 

أحلاف

وعن إمكانيّة أن تؤسّس اللّقاحات والأدوية مستقبلاً، على ضوء الخبرة التي تركتها أزمة "كوفيد - 19"، لتحالفات وأحلاف دولية جديدة، مرسومة طبياً، بعدما كانت سياسية وإقتصادية وعسكرية في الماضي، أوضح المصدر أن "كلّ الدول تستعمل كل الوسائل لتدخل لعبة الأمم، ومن ضمنها الإنجازات العلمية. وإذا أخذنا في الاعتبار أن السلاح هو إنجاز علمي، فالدّواء هو إنجاز علمي أيضاً. وإذا كان السلاح "قوّة خشِنَة"، فإن اللّقاحات والأدوية "قوّة ناعمة"، وهي تدخل في التحالفات الدولية أيضاً. وبالتالي، فإن جزءاً ممّا نتّجه إليه، هو هذا النّوع من الصراع الدولي".

 

ممكن؟

وردّاً على سؤال حول إمكانيّة التوقُّف مستقبلاً أمام واقع سرعة الصين في احتواء الفيروس، وإنجازات روسيا الطبيّة في ميدانه، من النّاحية العلمية، وبخلفيّة الصّراع التقليدي بين المنظومتَيْن الغربية والشرقية في العالم، أجاب المصدر:"هذا الأمر يستحقّ الدّراسة طبعاً. ولكن الشّكوك يجب أن تشكّل مُنطلقاً للبحث. فاحتمال المؤامرة موجود، ولكن لا قدرة على التحقُّق من شيء، دون توفُّر معطيات كافية تُوصِل الى الحقيقة".

وختم:"هل كان المقصود من الفيروس إحداث تغيير جيو - استراتيجي؟ هذا ممكن. ولكنّنا لا نمتلك سوى الشكّ حالياً، إذ لا معطيات كافية تمكّننا من تأكيد شيء".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار