رحل ترامب والحصار على حاله... لبنان كلّه يدفع الثّمن وسيتحمّل أكثر! | أخبار اليوم

رحل ترامب والحصار على حاله... لبنان كلّه يدفع الثّمن وسيتحمّل أكثر!

انطون الفتى | الأربعاء 03 مارس 2021

بعقليني: تُختَصَر المشكلة بأن لا أحد في العالم يفرّق بين "حزب الله" والمكوّنات التي تدعمه

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

ستّة أسابيع مضَت على دخول الرئيس الأميركي جو بايدن "البيت الأبيض". وهو لا يزال يتعرّض لمفاعيل الإرهاب الإيراني في المنطقة.

رفْع العقوبات، والعودة الى الإتّفاق النووي الموقَّع عام 2015 أوّلاً، قبل الجلوس الى طاولة المفاوضات. هذا هو "الفخّ" الإيراني بأوضح صُوَره. فالسّقوط في هذه المكيدة يعني أن طهران ستنجح في تحرير ملياراتها، لاستعادة تعافيها الإقتصادي، ولإعادة دعم أنشطتها الأمنية والعسكرية في الشرق الأوسط، فتترك بايدن وإدارته في ما بَعْد يفاوضون أنفسهم بأنفسهم بشأن صواريخها الباليستية، وأنشطتها الإقليمية، على الطاولة، الى ما لا نهاية.

 

حصار

وفي هذه الأثناء، لبنان لا يزال تحت الحصار، ومعه التوتّرات في المنطقة، رغم رحيل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

فبوضوح كبير، ظهر أن المشكلة لا تكمن في ترامب، ولا في X أو Y، بل بمن ليس مستعجلاً على إنهاء معاناة الشّعوب في الشرق الأوسط، فيناور بـ "النووي" في طهران، وبالصواريخ والمسيَّرَات هنا وهناك، راهناً الجميع لمشاريعه.

 

لن يتراجعوا

أوضح رئيس ومدير مجلس الأمناء في منظّمة "الدّفاع عن المسيحيين" في الولايات المتحدة، توفيق بعقليني، أن "الأميركيين لن يتراجعوا، ولا شيء سريعاً سيحصل على مستوى التفاوُض الأميركي - الإيراني. فواشنطن ضربت محور "المُمانَعَة" في سوريا قبل أيام، ويُمكنها توجيه ضربات أخرى لهم أيضاً، في أي مكان يُمكن لأذرُع هذا المحور أن تشكّل خطراً على الأمن القومي الأميركي، وعلى الأميركيين".

ولفت في اتّصال بوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كثيرين اعتقدوا أن انتخاب بايدن رئيساً يعني أنه بات بإمكان إيران أن تفعل كلّ ما تريده. وهذا ليس صحيحاً، إذ عندما تمسّ الأمور بالولايات المتحدة، يتحرّك الرؤساء والجنرالات، ويقولون ما يجب القيام به، وينفّذون".

 

تسليم السّلاح

وأكد بعقليني أن "التفاوُض الأميركي - الإيراني قد لا يحصل هذا العام، وسيستغرق الكثير من الوقت أيضاً. وهو لن يكون إلا وفق الشروط الأميركية. فواحدة من أهمّ المطالب الأميركية هي تسليم سلاح "حزب الله"، وكلّ الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط".

وأشار الى أنه "من غير المسموح الإبقاء على أسلحة وصواريخ تلك الميليشيات في المنطقة مستقبلاً. وإسرائيل نفسها عبّرت عن استعدادها لضربها. فالأميركيون والإسرائيليون يراقبون أماكن انتشار الصواريخ الإيرانية، ويعلمون أماكن تواجدها، ومنها في لبنان حيث يتمّ تحويل العادية منها الى دقيقة".

 

جمود

وشدّد بعقليني على "مكانة لبنان المهمّة بالنّسبة الى واشنطن. فهي تبني أكبر سفارة لها بالشرق الأوسط فيه، فيما أعادت مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قضايا لبنان الى دائرة الإهتمام الأميركي، منذ أشهر".

وقال:"لبنان في حالة جامدة، حيث لا سلطات فعّالة، وذلك بسبب أدوار إيران و"حزب الله" من جهة، وتدخّلات جهات إقليمية أخرى فيه (لبنان) مثل تركيا، من جهة أخرى. ولكن الطّرف المتحكِّم بالسّلاح على الأرض اللبنانية، يبقى هو الأقوى".

 

مشاكل كبيرة

وأكد بعقليني "الإهتمام الأميركي بكلام البطريرك الراعي بشأن اللّاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. فهذه مشاكل حقيقية بسبب أعدادهم الكبيرة جدّاً في لبنان".

وأضاف:"لا بدّ من عودة النازحين السوريين الى سوريا. فما عاد بإمكانهم أن يعملوا فيه، فيما معلومات دقيقة تؤكّد أن معظمهم يذهب الى سوريا ويعود الى لبنان، فيجتازون الحدود بلا رقيب أو حسيب، رغم جائحة "كوفيد - 19"، وذلك بموازاة أن التهريب يسير في شكل عادي عبر المعابر".

 

يدفع الثّمن

وشدّد بعقليني على أن "أحداً لن يُقرِض لبنان أي "فلس"، إلا إذا توقّفت السرقات والفساد فيه".

وتابع:"توجد مطالبة بتحقيق دولي في أسباب انفجار مرفأ بيروت. فهذا ملف يحتاج الى تدويل، طالما أن الشّلل القضائي يتحكّم به في لبنان".

وختم:"المشكلة اللبنانية تُختصَر بأن لا أحد في العالم يفرّق بين "حزب الله"، وباقي المكوّنات السياسية والطائفية اللبنانية التي تدعمه. ولذلك، يدفع لبنان كلّه الثّمن، وهو سيتحمّل نتائج هذا الوضع، طالما أنه لا يزال على حاله".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار