أطراف تتعذّب من الإصلاحات والشعب يتعذّب من عَدَم تطبيقها... حرب إبادة! | أخبار اليوم

أطراف تتعذّب من الإصلاحات والشعب يتعذّب من عَدَم تطبيقها... حرب إبادة!

انطون الفتى | الأربعاء 03 مارس 2021

 

الحجار: حدود العذاب الإقتصادي تبدو مفتوحة طالما أن لا معالجة لبنية الإقتصاد

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

يتعذّب اللبنانيون في شكل متكرّر، بسبب تهرُّب بعض من في الدّاخل من أن يتعذّبوا هُم، من جراء ما يفرضه القيّمون على "صندوق النّقد الدولي" من شروط وإصلاحات.

مسار "تصحيحي" شامل، ضبط حدود، وقف تهريب، تقوية القضاء، وكلّ ما يصبّ في إطار تعزيز الشفافية... كلّها عذابات لقوى داخلية تعوّدت على أن تقتات من الفوضى والفساد والتهريب.

 

فكّ الحصار

النّتيجة، هي أنّنا نعيش تحت نيران حرب إبادة، من فقر ومرض وجوع، لا مجال لوقف إطلاق النّار فيها قريباً، ولا لمفاوضات. أما المحصّلة الأخرى، فهي شعب لبناني يتعذّب الآن مجاناً، وبلا أُفُق، فيما عذابه كان لا بدّ من أن يبدأ على قاعدة واضحة منذ العام الفائت، وهي الخضوع لأوجاع برنامج مع "صندوق النّقد الدولي". فمن يسرّع الطريق الى فكّ الحصار، لننطلق في رحلة العذاب المؤدّي الى الحلول؟

 

مشكلة أمنية؟

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار أن "حدود العذاب الإقتصادي هذا تبدو مفتوحة. فلا ضوابط للإرتفاع في سعر الدولار، طالما أن لا معالجة لبنية الإقتصاد، ولا قيام بالإصلاحات اللازمة التي تشجّع الدّول الصّديقة على مساعدتنا".

وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "هذه الدول كلّها تشترط لمساعدتنا تشكيل حكومة إختصاصيين، لا ثلث معطّلاً فيها لأي طرف. وإذا لم يُطبَّق ذلك، ستُفتَح الأمور على ما هو أسوأ، وربما نصل الى مشكلة أمنية كبيرة في البلد، لا سمح الله".

 

يُنكِر

وشدّد الحجار على أن "المشكلة هي بين أيدي الفريق الذي يعطّل تشكيل الحكومة، والذي يقول إنه لا يريد الثّلث المعطّل داخلها في العَلَن فقط".

وقال:"في آخر زيارة قام بها الرئيس المكلّف سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون، سأل الرئيس الحريري رئيس الجمهورية إذا ما كانت لديه أي ملاحظات على الأسماء والحقائب، وأبدى كلّ استعداد وجهوزية ليتناقش معه في شأنها، فأجابه الرئيس عون بأنه يريد سبعة وزراء، أي الثّلث المعطّل. ورغم ذلك، لا يزال فريق "العهد" يُنكر وينفي تلك الحقائق".

 

جهود إضافيّة

وعن ضرورة ترسيم الحدود بين عذابات بعض القوى من الإصلاحات، وبين عذابات الشّعب من استمرار الوضع الإقتصادي والمالي المتردّي على حاله، أجاب الحجار:"رأينا بالأمس كيف أن قطع الطُّرُق طال كل المناطق. فالوجع من انهيار البلد والعملة الوطنية يطال الجميع".

وأضاف:"ربما بعض المجموعات الشعبية المحسوبة على "حزب الله"، من مقاتلين وعائلاتهم، لا يزالون يحصلون على الدولار، وهم قد لا يشعرون بالضّائقة في الوقت الرّاهن. ولكنّهم سيشعرون بالوجَع بعد مدّة، أسوةً بباقي اللبنانيين. فضلاً عن أن محيطهم يشعر بالصّعوبات المعيشية حتماً. وهو ما يستوجب أن يدفع "الحزب" الى العمل على بذل مزيد من الجهود لتشكيل الحكومة".

 

ساحة مرهونة

وتابع الحجار:"من النّاحية السياسية، نجد أن "حزب الله" وكأنه غير مستعجل على تشكيل حكومة، رغم كلّ الإدّعاءات والخطابات التي نسمعها في الإعلام، والتي تؤكّد استعجاله في هذا الإطار، إذ يُمكن لـ "الحزب" أن يمارس الجهد اللّازم مع (رئيس "التيار الوطني" النائب) جبران باسيل، من أجل الإفراج عن التشكيل".

وختم:"نتذكّر في مؤتمر "الدّوحة" أن الرئيس عون كان يرشّح نفسه ليكون هو رئيس الجمهورية. ولكن إيران قالت لا، آنذاك. وبالتالي، يُمكن للفريق المحسوب على إيران في لبنان، أن يسهّل تشكيل الحكومة حالياً، إذا توفّرت لديه النيّة بذلك. ولكن يبدو أن ساحة لبنان مرهونة لمشاريع خارجية، كما لأطماع داخلية، في الوقت الحاضر، هدفها السيطرة على البلد، رغم أنها تدفعه نحو مزيد من الإنهيار".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار