شَحْن اليورانيوم الإيراني الى أميركا لا الى فرنسا... إما تسوية أو مواجهة عسكرية! | أخبار اليوم

شَحْن اليورانيوم الإيراني الى أميركا لا الى فرنسا... إما تسوية أو مواجهة عسكرية!

انطون الفتى | الأربعاء 03 مارس 2021

مصدر: إذا أراد الفرنسيون العودة الى لبنان يتوجّب عليهم تجديد مبادرتهم عبر أخرى أممية

 

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

تثور الشّعوب في العادة لإسقاط حكومات أو أنظمة، ولكن الشّعب اللبناني يثور لأجل "اللّا شيء".

فالحكومة "ساقطة"، والرئاسات كلّها موجودة وغير موجودة في آنٍ معاً، حالها مثل حال ودائع النّاس المتوفّرة دفترياً، على الورق. ومن هذا المُنطلَق، نجد أن عناصر "التمسَحَة" السلطوية ستثبت على حالها.

 

سقط

فهل من جدوى من المطالبة بشيء، طالما أن الأهمّ سقط منذ وقت طويل، وهو المبادرة الفرنسية التي لا بدّ من إعلان فشلها، ووقف "المِحْن" التّافه في شأنها.

فهي ميتة، و"خلصنا كثرة حكي بقا"، ولا بدّ من مبادرة جديدة من أجل لبنان، ذات طابَع دولي، لا تستلم فرنسا "الرّخوة" تجاه إيران، أوراقها.

 

دولية

فلا شأن لنا كلبنانيين إذا كان الإيرانيّون يبتزّون، و"يُشَرشِحُون"، الجهات الدولية القليلة الباقية لهم، والقادرة على القيام بوساطات بينهم وبين الأميركيين. وبالتالي، لا بدّ من تحويل المبادرة الفرنسية، الى مبادرة دولية، وإدخال عناصر دولية وازنة إليها، أكثر قسوة في مواقفها من إيران.

فهذا سيسهّل إنهاء زمن "الغِنْج" الإيراني، و"الهَرْقَة" النووية الإيرانية، في لبنان.

 

كشَفَه

شرح مصدر واسع الإطّلاع أن "المبادرة الفرنسية دخلت لبنان في الأساس باتّفاق مع الأميركيين والخليجيين. ولكن الخطأ الفرنسي في التواصُل الدّائم مع "حزب الله"، جعل واشنطن تأخذ موقفاً متصلّباً منها، في وقت لاحق".

وأوضح في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "أسباب التواصُل الفرنسي الزائد مع "الحزب"، وعدَم الرّغبة الفرنسية بإزعاج طهران، تعود الى عقود بمليارات الدولارات لباريس، في مجال النّفط والغاز في إيران، وعلى صعيد تحديث الطيران المدني الإيراني".

وأضاف:"الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبّخ الصّحافي الفرنسي جورج مالبرونو، لأن الأخير فضحه من خلال ما كشفه من معلومات عن اجتماعه برئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد. فهذه المعلومات كشفت ماكرون تجاه الأميركيين والسعوديين تحديداً".

 

100 يوم

وشدّد المصدر على أن "من هذا المُنطَلَق، ما عادت المبادرة الفرنسية موجودة اليوم. والسبب هو خطأ ماكرون في الذّهاب مع "حزب الله" من خارج الضّوء الأخضر الأميركي - الخليجي للمبادرة الفرنسية".

ودعا الى "انتظار مرور الـ 100 يوم الأولى من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، لتلمُّس مستقبل السياسة الأميركية الخارجية بدقّة من بعدها. ولكن تسلسُل الأحداث على خلفيّة الملف النووي الإيراني، يبيّن لنا أن المفاوضات ستنطلق من رغبة أميركية بالعودة الى نقاط تتعلّق بسياسة طهران الخارجية، وبدعمها للإرهاب السُنّي، من "أخوان مسلمين" و"قاعدة" و"داعش"، وغيرها، و(دعمها) للأذرع الشيعية المسلّحة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق".

 

حرب؟

وأكد المصدر أن "الأميركيين يطالبون بمفاوضات حول ما لم تطبّقه إيران سابقاً، في مجال وقف دعمها للإرهاب. فإذا قبلَت طهران بالتفاوُض، ستتجنّب المنطقة الخيارات العسكرية. لا يُمكن السّماح لطهران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم. وإذا أكملت بهذا المسار، ستكون تحت وطأة ضربة عسكرية أو حرب".

وتوسّع:"بموجب المفاوضات، كل اليورانيوم المُخصَّب بحدود 20 في المئة، بعد نقض الإتّفاق النووي، يتوجّب شحنه الى الولايات المتحدة الأميركية، وليس الى فرنسا، نظراً الى إمكانية استخدامه عسكرياً من قِبَل إيران. وواشنطن هي التي ستراقِب ذلك مستقبلاً".

وقال:"لن يُسمَح لإيران بامتلاك قنبلة نووية، لأن أهدافها ليست دفاعية، ويُمكنها أن تستخدمها من خارج الإتّفاقيات الدولية. فالسلوكيات الإيرانية، والتهديد الإيراني الوجودي لدول وأنظمة الخليج العربي، دفع تلك الدّول الى التطبيع مع إسرائيل. ومهما قيل على خلفيّة ملف الصّحافي السعودي جمال خاشقجي، فإن الحلف الأميركي - السعودي يبقى استراتيجياً".

 

تسوية أو مواجهة

ورأى المصدر أن "التفاوُض الأميركي - الإيراني سينعكس إيجابياً على لَمْلَمَة أذرُع إيران من المنطقة. وعندها سيكون "حزب الله" مُجبَراَ على الدّخول في تسوية. أما عكس ذلك، فهو يعني مواجهة عسكرية مستقبلاً، يتوجّب انتظار نتائجها في تلك الحالة".

وأضاف:"إذا أراد الفرنسيون العودة الى الساحة اللبنانية، فإنه يتوجّب عليهم أن يبحثوا مع المجتمع الدولي، ومع الأمم المتحدة تحديداً، تجديد المبادرة الفرنسية من خلال مبادرة أممية، تلاقي باريس من خلالها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في طرحه للحياد، ولعَقْد مؤتمر دولي حول لبنان برعاية الأمم المتحدة. وهو مؤتمر "تصحيحي" للثّغرات التي تعتري النظام في لبنان، والتي تعطّله".

وختم:"يُمكن لفرنسا أن تُنقذ ماء وجه مبادرتها، عبر ملاقاتها مطالب بكركي، وبحثها مع المجتمع الدولي، ومع الأمم المتّحدة، كيفيّة حلّ الأزمة اللبنانية، بانتظار تبلوُر الموقف الدولي من إيران، وسلاحها، وأذرعها، وملفّها النووي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار