بين دَهْسِ "أكويلينا" في جبيل وشاب "عَقلو مِش حاملو"... نحتاج الكثير من "الزوفا"! | أخبار اليوم

بين دَهْسِ "أكويلينا" في جبيل وشاب "عَقلو مِش حاملو"... نحتاج الكثير من "الزوفا"!

كريستال محفوظ | الأربعاء 10 مارس 2021

كريستال ش. محفوظ - أخبار اليوم

 

أبدأ مقالتي اليوم مِن المنطقة الأحبّ على قلبي، هي بيبلوس الثائرة منذ الأزل.

 

ليل البارحة وعند الحادية عشر من منتصف الليل وأثناء تواجد مجموعة من الشابّات والشبّان على أوتوستراد جبيل، الثوار الذين يأبون أن يضيّعوا فرصة استعادة ما سُلب منهم، إجتاحتهم سيّارة "مفيّمة" ومن دون أرقام "طبعاً"، من الطراز الذي كنّا قد إعتقدنا أننا تخلّصنا منه... سرعتها كانت فائقة لدرجة أنّها مرّت فوق الدواليب والحجارة والسواتر من دون أيّ عائق، فدهست مجموعة من الشابات، ومن بينهنّ "أكويلينا".

 

معرفتي الشخصيّة "بِبنت الأبونا يلّي الكلّ بِحبّو" أكويلينا، إبنة حالات، وحيدة أمّها وأبيها، تُحتّم عليّ أن أُخبركم أنّها من أكثر الطّموحات التي ما زالت تؤمن بانتمائها لوطنها، هي التي ترعرعت في بيت لا تُفارقه الصلاة. أكويلينا اليوم أكثر المُتضرّرات من حادث الأمس، لكنّ الإرادة الإلهية أبت إلّا أن تقول لها: أنتِ نائمة، قومي!

 

ولكن فلنحلّل سويّاً ضحيّة مَنْ وقعت هذه الشابّة قبل أن تقوم... أضحيّة أمنٍ مُتفلّت؟ أم ضحيّة استهتارٍ ما في مكانٍ ما؟ أم ضحيّة ثمن يجب أن يُدفع في كلّ انتفاضة وثورة ومعارضة؟ أم ضحيّة شاب كَكُثُر غيره "عَقلو مش حاملو بقى" من شدّة فداحة الوضع المتردّي الذي نمرّ به؟

 

تعدّدت الأسباب والتحاليل والنتيجة كانت لتكون واحدة... المُصيبة كانت لتكون واحدة، وطبعاً كانت لتكون "بتِجْمَع"!

 

وفي معلومات أمنيّة خاصّة لوكالة "أخبار اليوم"، تمّ توقيف سائق السيّارة، الذي تبيّن أنّه عسكري في الجيش اللبناني وقد نُقل إلى ثكنة صربا للتحقيق معه. الجيش اللبناني الذي نجلّ ونحترم ونثق ولربّما نُطيع... ولكن لماذا؟

 

لربّما لأنّه كان حادثاً غير مُفتعلٍ بل شاء القضاء والقدر أن يُحدثه، ولربّما أيضاً الفاعل من أكثر التائبين في هذه اللحظات مُردّداً: طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ"، سفر المزامير (51 :7) أشهر المزامير توبة!

 

فكم نحتاج إلى نبات الزوفا في أيامنا هذه؟ إزرعوا الزوفا أيها القوم، وانشروها على شبابيككم وأبوابكم وسطوحكم، في مداخلكم ومخارجكم... عساها تُطهّر وتُنظّف وتُزيل كلّ سموم الستاتيكو الراهن.

 

البارحة وعند الحادية عشر من منتصف الليل، حدث ما لم يكن في الحسبان، لكنّ أكويلينا سامحت لأنها تربّت على قيم المُسامحة وأهميّتها، خصوصاً أننا في "زمن الصوم، زمن الإماتات اللامتناهيّة" لذلك "مش 7 مرّات، 77 مرّة غفور"!

 

ليل البارحة عند الحادية عشر من منتصف الليل، أيقظنا مِن سُباتنا الذي لم يعدْ عميقاً ووضعنا أمام إحتماليَن لا ثالث لهما:

إمّا أننا أصبحنا مطوّقين من عِصابات مرهونة، لا تفوّت وسيلة لإخفاء الأصوات الحرّة، إمّا أننا أصبحنا بحالةٍ نفسيةٍ متدنيّةٍ لا يمكن السيطرة عليها... وفي الحالتين "الشاطر يلّي بخلّص نفسو"!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار