قلق فلسطيني من تطور الاوضاع في لبنان لان التدهور يؤذي القضية | أخبار اليوم

قلق فلسطيني من تطور الاوضاع في لبنان لان التدهور يؤذي القضية

داود رمّال | الثلاثاء 16 مارس 2021

مرجع فلسطيني لـ"أخبار اليوم": المخيمات لن تكون ممرا او مقرا للتآمر على لبنان

السفير دبور رأس حربة في اجهاض اي محاولة للاستثمار السلبي على الوجود الفلسطيني

ابواب التعاون والتنسيق مشرّعة بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية وعلى كل المستويات وفي كل المجالات

داود رمال –"أخبار اليوم"

منذ احتلال دولة فلسطين وتهجير ابنائها، ولجوء الالف منهم الى لبنان ودول اخرى، تشكل في الجغرافيا للدول التي استضافتهم ما اصطلح على تسميته بـ"المخيم"، بحيث صار الفلسطيني والمخيم متلازمان، اذ يكفي ان تذكر الاول لتعرف ان المقصود الثاني والعكس صحيح.

وبدل ان تتحول قضية احتلال فلسطين وتهجير ابنائها الى قضية حيوية وناشطة لا بل عاجلة كأولوية عربية واسلامية ومسيحية وانسانية، كان التعاطي مع قضية اللجوء والعودة قاسيا جدا، من الشقيق قبل العدو، حتى الفلسطيني لم يترك كي يستجمع مآسيه وهمومه ومعاناته، انما دفعت الانظمة المتحللة من مسؤولياتها الى تحميله اوزارا خطيرة جدا وجعلته ضمن اطار امني عسكري ورسمت بتوجيه غربي صورة نمطية عنه وكأنه "فزاعة"، بينما الحقيقة مغايرة كليا، كون هذا الشعب قتل مرتين واكثر وهجّر مرتين واكثر.

ماذا اعني بذلك؟، ما اعنيه يعلمه جيدا جدا من رافق مراحل احتلال فلسطين وموجات تهجير اهلها بمؤامرة عالمية جهّز لها المسرح العربي بإتقان قل نظيره، اذ لولا مصيبة الفلسطينيين المستمرة، لما كانت دول عربية كثيرة لجأ اليها الشعب الفلسطيني وجدت طريقها الى التقدم والازدهار والرقي والتطور، لا سيما في مجالات التربية والتعليم والمال والمصارف والبناء والعمران والصناعة والتجارة والزراعة وغير ذلك الكثير، ولكانت الكثير من الدول العربية لا تزال تعيش بدائية في مناحي الحياة جميعها.

اما في لبنان، كان جليا الارادة المتعددة الجنسيات وبشراكة عربية تامة، والهادفة الى "شيطنة" الوجود الفلسطيني في لبنان وتحميله اوزار كل المكائد التي حيكت لهذا الوطن، وصولا الى تحول المخيمات الفلسطينية الى شماعة تعلّق عليها كل الموبقات والتقصير السياسي والامني، وصولا الى اللعب على وتر الخلافات والتباينات الفلسطينية والتي كان اخطرها في العقدين الاخيرين مسألة الارهاب والارهابيين والعمليات الارهابية التي نفذت في لبنان.

هذا الامر كان حاضرا على الدوام في اهتمام ووجدان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، التي سارعت وبلا هوادة الى قطع دابر الاستغلال من خلال الاعلان الصريح والعملي بأن امن المخيمات من امن لبنان وهو مسؤولية لبنانية خالصة لا نقاش ولا جدال ولا شراكة فيها، وان ما يؤذي لبنان يؤذي فلسطين وشعبها وقضيتها، لذلك عمدت السلطة الفلسطينية الى اعتماد استراتيجية الدبلوماسية الاستباقية وفتح كل ابواب التعاون وبكل اشكاله من الدولة اللبنانية عبر سفارة دولة فلسطين في لبنان بشخص السفير اشرف دبور الذي يُتقن حساسية الواقع اللبناني ودقة توازناته وخطورة اي اندفاعة غير محسوبة ونتائجها الخطيرة على القضية الفلسطينية.

اهتمام غير مسبوق

وفي هذا الاطار، يكشف مرجع فلسطيني مسؤول لوكالة "اخبار اليوم"، عن "اهتمام فلسطيني رسمي وشعبي غير مسبوق بتطورات الوضع في لبنان، وان مخاطر الوضع في لبنان بأبعاده المختلفة، تؤرق القيادة الفلسطينية، التي على قناعة تامة بأن سلام لبنان قوة لفلسطين وقضيتها وعدم الاستقرار فيه يشكل ضربة قاسية للقضية الفلسطينية، وهي منذ حاول تجار المراحل لا سيما في خضم الحرب السورية، ان يجعلوا من المخيمات خاصرة خطيرة لهز الامن القومي اللبناني، لجأت الى اجراءات حاسمة رفعت الغطاء عن كل من تسول له نفسه الانسياق في مشروع تدمير الدول العربية الواحدة تلو الاخرى وتحديدا لبنان، لانها تعلم علم اليقين بأن اعادة لبنان الى زمن الفوضى والحروب الداخلية سيكون عاملا في تضييع وتطيير القضية الفلسطينية".

تعليمات حاسمة

ويوضح المرجع "ان تعليمات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها ابو مازن كانت حاسمة وغير قابلة للنقاش بوجوب فتح كل قنوات وابواب التنسيق والتعاون بين لبنان وفلسطين، وتحولت سفارة دولة فلسطين في لبنان ولا تزال الى رأس حربة في عملية افشال كل المحاولات التي تهدف الى استخدام المخيمات الفلسطينية وعبر افراد او مجموعات مغرر بها ادوات في مشروع هز الاستقرار والسلم الاهلي في لبنان، وهي نجحت الى ابعد الحدود".

القيادة الفلسطينية بالمرصاد

ويؤكد المرجع "ان هذا التنسيق الكامل بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية، ومن خلال السفير دبور الذي لا يهدأ ولا يكلّ او يملّ، اثمرت ايضا عزلا تاما لاي محاولة لاستخدام المخيمات او بعض الفلسطينيين ادوات في ما تشهده الساحة اللبنانية بدءأ من 17 تشرين 2019 والى وقتنا الراهن، لا بل اكثر من ذلك وضعت القيادة الفلسطينية نفسها بكل قدراتها بتصرف الدولة اللبنانية في كل ما من شأنه ان يخدم لبنان، وفق معادلة مناعة لبنان وقوته هو مناعة وقوة لفلسطين وقضيتها".

ويشدد المرجع على "ان القيادة الفلسطينية بالمرصاد لاي محاولة يشتم منها محاولة تدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وان السفير دبور ينشط على هذا الخط، لا سيما ان البعض يحاول ربط المخيمات بشكل او بآخر بمحاور الصراع الاقليمية والدولية، الا ان هذه المحاولات المتكررة في محطات مختلفة تجهض في بداياتها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة