الصواريخ والأسرار النووية سُرِقَت من المنازل والتلاعُب بفئات الدم قد يقتل الملايين!؟ | أخبار اليوم

الصواريخ والأسرار النووية سُرِقَت من المنازل والتلاعُب بفئات الدم قد يقتل الملايين!؟

انطون الفتى | الجمعة 16 أبريل 2021

داوود: الخسائر على الإقتصاد العالمي هائلة وصلت عام 2020 الى 6 تريليون دولار

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

بحسب الكثير من المطّلعين على خلفيات العقوبات الأميركية على روسيا، يتأكد أن واشنطن تعاقب وستعاقب موسكو أكثر مستقبلاً، بسبب هجماتها السيبرانيّة، وذلك تبعاً لما قاله مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قبل نحو شهرين، عن أن الردّ الأميركي على القرصنة الروسية سيكون "مرئياً وغير مرئي".

 

100 دبابة

أوضح العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، أن "الحرب السيبرانية تُعتَبَر الفرع الخامس من فروع الحروب العسكرية، ومن القوات المسلّحة، بعد البرّ والبحر والجوّ والفضاء. و"الهاكر" الواحد يُمكنه إلحاق أضرار تُعادل تلك التي تُحدثها 100 دبابة".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الحروب السيبرانية تُقسَم بين هجومية ودفاعية. أهداف الحرب الهجومية ثلاثة، هي أولاً الإختراق من أجل سرقة معلومات. وثانياً التدمير، مثل الدخول الى منظومة صواريخ، لتدميرها ذاتياً، في أرضها، وليس في أرض العدوّ. وثالثاً، التخريب، كقطع المياه مثلاً، أو تعويم بعض الأماكن بها (المياه)".

 

سلاح

ولفت داوود الى أن "وسائل هذا السلاح الذي يُستعمَل عسكرياً، هو الـ malware، أو البرمجيات الخبيثة، التي تختلف عن بعضها بحسب اختلاف قدراتها على إلحاق الضّرَر. أما الدّفاع السيبراني، فيُختَصَر بنقاط ثلاث، هي CIA، أي الـ Confidentiality أوّلاً، وهي سرية البيانات، يعني أن لا أحد يتّصل بالمعلومة إلا الشّخص المصرّح له بذلك. وهذا يتعلّق بالمصارف مثلاً، لحماية الحسابات المصرفية، والأموال".

وأضاف:"الـ Integrity ثانياً، هي نزاهة أو سلامة البيانات. وهذه مهمّة للمستشفيات مثلاً، لمَنْع العَبَث بسلامة المعلومات الطبيّة كفئات الدم، و(مَنْع) التسبُّب بوفيات كثيرة. أما الـ Availability ثالثاً، فهي التوفُّر أو الإتاحة. فتعطيل الخدمة من خلال جعلها غير متاحة مثلاً، يؤثّر على الخدمات الإلكترونية للحكومات".

وذكّر بأن "الدول تعمل وفق قاعدة أن أفضل طريقة لحماية الذّات هي التصنيع الذاتي للتكنولوجيا، إذ إن ما يُستورد من الخارج قد لا يكون آمناً. ففي إسرائيل مثلاً، يدرّسون الأمن السيبراني لأطفال المدارس الإبتدائية. أما في تركيا، فتُنظَّم مسابقات لاختيار أفضل وأقوى "هاكر".

 

أسرار

وعن الإختراق الذي شهدته الولايات المتحدة العام الفائت، أشار داوود الى أن "شركة SolarWinds الأميركية وضعت برامج تنسيقية لبيانات وزارات الدفاع والخزانة والخارجية والطاقة الأميركية، وللشركات الأميركية الكبرى، وللمؤسّسات الحكومية والدفاعية الحسّاسة، بشكل ينسّق العمل والمعلومات. والبرامج التنسيقية تلك، محميّة بموجب برنامج Orion للحماية، وضعته شركة FireEye. وبرنامج Orion  هو الذي اكتشف الخرق، إذ رصد أنه مُختَرَق، وأن معلوماته تُسرَق، فأبلغ الحكومة الأميركية بالأمر. وعندها، فُصِلَت الأجهزة الأميركية كلّها عن شبكة الإنترنت، وبدأت التحقيقات".

وأضاف:"تبيّن بموجب التحقيقات، أنه خلال فترة السّماح بالعمل المنزلي بسبب جائحة "كوفيد - 19"، أخذ موظّفو "بنتاغون" والمؤسّسات الأميركية الحسّاسة أجهزة الكومبيوتر التي يعملون بواسطتها، الى المنازل، وعملوا من خلال شبكات الإنترنت المنزلية غير المحميّة مثل تلك الخاصّة بالمؤسّسات الرسمية الحسّاسة. وهذا ما أتاح للقراصنة اختراق الحواسيب، ونسخ كلمات المرور، والدّخول الى برامج SolarWinds التنسيقية، والحصول على الأسرار".

 

إتّهامات

وعن سبب الإتّهام الأميركي للروس حصراً بالخَرْق والقرصنَة، شرح داوود:"حَجْم ونوعيّة المعلومات والأسرار التي قُرصِنَت، تحتاج الى دولة بحَجْم الولايات المتحدة لتتمكّن من تخزينها، وليس شركة، أو عصابات. أما تركيز الإتّهام على روسيا، فهو لأن الصين تُقرصن في العادة معلومات محدّدة. فعلى سبيل المثال، جهاز الإستشعار في طائرة J-20 الصينية، منسوخ عن طائرة F-35 الأميركية. أما الروس، فيُقَرصنون بلا حدود، فيحصلون على معلومات عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية... هائلة، تستغرق وقتاً طويلاً لتحليلها، وفكّ "شيفراتها".

 

تخريب

وقال داوود:"توجد مجموعة تدعى APT29، أو Cozy Bear، تابعة لوكالة الإستخبارات الخارجية الروسية، تُقرصن المعلومات، وتحوّلها الى الإستخبارات الروسية لاستثمارها. وهذه ناشطة دائماً، تعمل حالياً على أبحاث "كوفيد - 19"، وهي تقف خلف الإنجاز الطبي الروسي "سبوتنيك V".

وأضاف:"يوجد أيضاً مجموعة APT28 أو Fancy Bear، تابعة لوكالة الإستخبارات العسكرية الروسية، عملها تخريبي، يُلحق الخسائر. وهي تقف خلف هجوم سيبراني حصل في أوكرانيا عام 2017، وشلّ مصارفها ومستشفياتها".

 

خسائر

وعن إمكانيّة أن تجعل الخروق الأخيرة موسكو "القوّة العالمية العظمى" على حساب واشنطن، أجاب داوود:"لا. تستفيد موسكو طبعاً من تلك الأسرار. ولكن التربُّع على عرش القوّة بما يفوق واشنطن، لا يقتصر على الحصول على معلومات، بل يحتاج الى امتلاك القدرة على التحرّك والعمل بموجب ما قُرصِن".

وتابع:"قد تكون بعض تلك المعلومات المُقرصَنَة غير صالحة للإستخدام أصلاً، كما قد لا يتمكّن الروس من فكّ "شيفرات" كلّ شيء".

وختم:"الخسائر التي تسبّبت بها الهجمات السيبرانية على الإقتصاد العالمي، هائلة. ففي عام 2015، بلغت 3 تريليون دولار، ووصلت في عام 2020 الى 6 تريليون دولار".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار