الخبز والمواد الغذائية... من لبنان والمتوسّط الى آسيا الوسطى و"الحبل على الجرّار"! | أخبار اليوم

الخبز والمواد الغذائية... من لبنان والمتوسّط الى آسيا الوسطى و"الحبل على الجرّار"!

انطون الفتى | الجمعة 16 أبريل 2021

قاطيشا: التشدّد الأمني الإيراني لا يُمكن تعميمه على الدول التي تنشط فيها الأذرُع

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

فيما يتشاغل الدّاخل بمستقبل الملفات الإقتصادية والمالية، وبالمشاكل المعيشية والإجتماعية، وبالتسابُق على تلمُّس مصير أسعار الخبز والمواد الغذائية والمحروقات والأدوية، مثل من يدور حول نفسه، في بلد لا شيء مضموناً فيه، بعدما وضع نفسه على خطّ التّماس المباشر في الحرب الإيرانية - الغربية، تدخل المنطقة أجواء الإنسحاب الأميركي و"الأطلسي" من أفغانستان، شيئاً فشيئاً. وهو متغيّر مهمّ على حدود إيران التي تنظر الى المنطقة الممتدّة من أفغانستان الى البحر المتوسّط، وكأنها منطقة إيرانيّة واحدة.

 

تعويض؟

وبموازاة ذلك، ترشح بعض المعطيات عن خطوات غربية "تعويضيّة" عن الإنسحاب، منها تخطيط "بنتاغون" ووكالات التجسّس الأميركية والقوى الغربية لنشر قوّة وُصِفَت بأنها "أقلّ وضوحاً"، تمنع تحوّل أفغانستان الى قاعدة إرهابية، من جديد. وهذا يعني أن النّشاط الإستخباراتي سيُصبح أقوى. بالإضافة الى بحث نشر قوات في طاجيكستان وكازاخستان وأوزبكستان، وتكثيف الإعتماد على الطائرات الهجومية، والقاذفات بعيدة المدى، لضرب الإرهابيّين مستقبلاً.

 

مصير؟

ومقابل هذا كلّه، تحضّر إيران لمرحلة ما بعد هجوم "نطنز"، واعترافها بسرقة وثائق نووية إيرانية سريّة، وبإصابتها باختراق أمني واسع منذ العام الفائت، من خلال وضع استراتيجيات جديدة، يُمكن تعميمها في الدول التي تنشط فيها أذرع طهران في المنطقة، بحسب أكثر من مراقب، وذلك بحجّة الحفاظ على الأمن الإيراني الهشّ.

وفي هذا الإطار، شدّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي على وجوب وضع خطة أمنية رسمية لمواجهة ظاهرة الإختراق الأمني، وتغيير أو تبديل هذا النّظام كل فترة زمنية، وعدم الإبقاء عليه لعقود طويلة.

فماذا لو وجدت طهران حاجة في توسيع خططها الأمنية هذه، من الداخل الى الخارج الإقليمي، لحماية أذرعها في المنطقة أيضاً؟ وماذا عن مصير الدّول التي تنشط فيها تلك الأذرع؟

 

مشكلة

لفت عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب وهبة قاطيشا الى أن "التصريحات الإيرانيّة المتعلّقة بتوسيع الخطط الأمنية تأتي بعد الهجوم على منشأة "نطنز" النووية، وهدفها تبرير ما حصل للدّاخل الإيراني، كما للأذرع الإيرانية في المنطقة. فالأجهزة الأمنية الإيرانية مُختَرَقَة منذ زمن طويل، والدليل على ذلك هو اغتيال عدد من العلماء قبل سنوات، وهجمات على منشآت نووية إيرانية حصلت قبل سنوات أيضاً".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "أي تشدّد أمني إيراني في هذا الإطار، لا يُمكن تعميمه على الدول التي تنشط فيها الأذرُع الإيرانية. فكلّ دولة تبني أمنها لوحدها، وبحريّتها، ولا دخل لإيران بذلك. ولكن التصريحات الإيرانية الأخيرة تحذّر الأذرُع من خروق في صفوفها، انطلاقاً من أن إيران نفسها مُخترقَة، وفي منشآتها النووية الحسّاسة بالذّات، التي من المُفتَرَض أن تنعم بالحماية الأمنية الزائدة. فاختراق الأذرُع يتسبّب بمشكلة لإيران نفسها أيضاً".

 

ارتاحت

وعن انعكاسات الإنسحاب الأميركي و"الأطلسي" من أفغانستان، رأى قاطيشا أن "حروب الجيوش على الأرض، أكل الدّهر عليها وشرب. وهي (الحروب) انتقلت الى مرحلة السيطرة على الدول إما بالجوّ والفضاء، أو بواسطة العمليات الخاصّة والإقتصاد".

وأضاف:"ارتاحت إيران عندما نزل الجيش الأميركي في أفغانستان، ووضع حدّاً للتهديد الإرهابي المتطرّف هناك. أما الإنسحاب الأميركي، فهو قد ينعكس على إيران سلبياً في المستقبل، إذا استعاد الإرهاب المتطرّف نشاطه".

 

خنجر

وأوضح قاطيشا:"يُمكن للولايات المتحدة، ولحلف "الناتو"، أن يضبطا الإرهاب بعد الانسحاب، بلا وجود عسكر على الأرض. فإذا نشرا جيوشهما في بعض دول آسيا الوسطى، حيث لا ممارسات دينية إسلامية متطرّفة، فإن هذا الوضع يطوّق إيران شمالاً، وروسيا جنوباً، والصين غرباً".

وختم:"استخدام القاذفات والنّشاط الإلكتروني، يعطي مدى للسيطرة أكثر من نشر الجيوش على الأرض، وبكلفة ومخاطر أقلّ. ولذلك، فإن الإنتشار الأميركي و"الأطلسي" في آسيا الوسطى هو بمثابة خنجر ينطلق على الحدود الصينية والإيرانية، ويطوّق الشرق الأوسط كلّه، ويعزله عن روسيا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار