هل تتحاور السعودية وإيران على نَشْر قوات إسلامية في العراق واليمن وبعض دول المنطقة؟! | أخبار اليوم

هل تتحاور السعودية وإيران على نَشْر قوات إسلامية في العراق واليمن وبعض دول المنطقة؟!

انطون الفتى | الإثنين 19 أبريل 2021

مصدر: اعتراف إيراني بأن الأمور ما عادت تقتصر على اتّفاق مع واشنطن أو بكين فقط

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

على قاعدة أن "لا دخان من دون نار"، وبمعزل عن التأرجُح بين ما يؤكّد أو ينفي، نعود الى ما نُشِرَ عن المحادثات التي وُصِفَت بـ "الإيجابية" بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في العاصمة العراقية بغداد، وهو ما سيكون له تداعياته على المنطقة عموماً.

 

عالقة

وإذا كانت حرب اليمن، والهجمات الحوثيّة على "أرامكو"، وأوضاع الشيعة في السعودية وفي دول عربية خليجية حليفة للرياض، من البنود التي تتطلّب تلاقي إيران والسعودية، فإن أوضاع لبنان وسوريا والعراق، والتدخّلات الإيرانيّة في المجتمعات العربية من باب "تصدير الثورة"، ومستقبل البرنامج النووي الإيراني، والحاجة العربية الى عَدَم تهديد أمن الإمارات والبحرين من قِبَل إيران، في أي حال من الأحوال مستقبلاً، كلّها أمور عالقة بين الطرفَيْن أيضاً.

 

مبادرة

ولكن هل من الصّدفة أن يتحدّث رئيس الإستخبارات العامة السعودي السابق تركي الفيصل، أمس أيضاً، وبالتزامُن مع الأخذ والردّ حول الحوار الإيراني - السعودي في بغداد، عن أن وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل تقدّم عام 2004 بمبادرة لإنهاء المهمّة العسكرية الأميركية في العراق، تقوم على استبدالها بقوّات عربية وإسلامية بهدف ضمان الأمن العراقي، وعن أن واشنطن رفضت هذا الإقتراح؟ وماذا عن مستقبل نشر مثل تلك القوات في العراق، أو اليمن، أو في دول أخرى في المنطقة، إذا تطوّرت العلاقات السعودية - الإيرانيّة؟

 

رغم كلّ شيء

أوضح مصدر مُطَّلِع على كواليس السياسات الخارجية أن "تحاوُر الرياض - طهران يُسجَّل للسعودية التي استطاعت أن تجلس مع إيران رغم كلّ ما فعلته بها، انطلاقاً من الأراضي اليمنية والعراقيّة، وبعد كلّ ما فعله الإيرانيّون على أكثر من ساحة إقليمية".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "هدف الطرف الإيراني كان مُركَّزاً، ومنذ أشهر، على جرّ الولايات المتحدة الأميركية للعودة الى الإتّفاق النووي الموقَّع عام 2015، دون توجيه أي كلام إيراني لا الى السعودية، ولا الى العرب عموماً، ودون تقبُّل طهران أي حديث أميركي أو أوروبي أو عربي عن أدوارها (طهران) الإقليمية، وعن صواريخها الباليستية".

 

إيجابيّة

وأكد المصدر أنه "مجرّد جلوس إيران مع السعودية، على طاولة واحدة، فهذا اعتراف إيراني بأن الأمور ما عادت تقتصر على اتّفاق مع الأميركيين، أو مع الغربيّين فقط، ولا على أن وضع واشنطن في الجيب الإيراني، والإتّفاق الإقتصادي الإيراني مع بكين، سيفتح باب خضوع المنطقة والعالم للمشيئة الإيرانية".

وأضاف:"كلّ ما يرشح عن هذا الموضوع يُفيد بحاجة إيران الى التفاوُض والإتّفاق مع محيطها العربي، ومع المجتمع الدولي. وهذه علامة إيجابية".

 

تداعيات

وردّاً على سؤال حول كلام تركي الفيصل، أجاب المصدر:"العرب ليسوا على مستوى اللّعبة الأمنية في العراق، والمنطقة. ونَشْر قوات إسلامية، لن يكونوا هُم (العرب) قوّة أساسيّة فيها، بل ستعزّز القوى الإسلامية غير العربية عموماً، في العراق، وليس الإيرانيّة فقط، في قلب العالم العربي، وهو ما ستكون له تداعياته بعيدة المدى".

وتابع:"في أي حال، ما كان يُمكن لأي قوّة عربية أو إسلامية أن تستبدل الحضور العسكري الأميركي في العراق، ولا أن تعوّض القوّة العسكرية لـ "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن هناك، لا في الحرب على الإرهاب، ولا في أي مجال آخر، في الماضي".

 

سلبي؟

وقال المصدر:"تحسُّن التموضُع الاستراتيجي للسعودية ولدول الخليج العربي خلال السنوات الأخيرة، وجلوس إيران مع السعودية على طاولة واحدة، سببه حَسْم الموقف الخليجي العربي بالتطبيع مع إسرائيل. فضربة منشأة "نطنز" كانت رسالة إسرائيلية الى الرئيس الأميركي جو بايدن، مفادها أن تل أبيب اقتربت من طهران عبر الخليج، وهي (تل أبيب) لن تقبل باتّفاق أميركي - إيراني يجعل من إيران قوّة نووية، فيما هي موجودة على حدود إسرائيل في لبنان وسوريا".

وختم:"فرض تل أبيب معادلاتها الأمنية على طهران في المنطقة، هو ورقة في يد بايدن، تمنحه القدرة على التصلّب تجاه إيران. وهذا إطار يلتقي حوله أيضاً التحالُف المصري - الإماراتي - السعودي - البحريني. وبالتالي، أي تغريد أمني سعودي خارج هذا السّرب، سينعكس على السعودية، وعلى الخليج العربي عموماً، في شكل سلبي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة