لم تجرؤ إحدى المحطات التلفزيونيّة ذات يوم على اتخاذ قرار بعدم نقل إطلالات أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله وحده، فكان قرارها بالتوقف عن نقل كلمات جميع السياسيّين، وهو أغرب قرار ممكن أن تتخذه وسيلة إعلاميّة.
منذ ذلك الحين، تمارس هذه المحطة الانتقائيّة في نقل الكلمات، فقد وجدت أنّ البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أصبح سياسيّاً فقاطعته. وجدت أنّ عدم نقل كلمات رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون أمر مهني فقاطعته. ومنذ ايام، مثلاً، لم تنقل المؤتمر الصحافي لوزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب الذي أعلن فيه خطّة العودة الى المدارس. هذه المسألة الحياتيّة تحوّلت الى قضيّة سياسيّة بالنسبة الى المحطة!
حسناً، كأنّها تقول: إذا أردتم أن تواكبوا أحداث البلد، إبحثوا عن محطةٍ أخرى.
ولكن، مهلاً، مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد هايل لا يشمله القرار. المحطة ملتزمة مع الأميركيّين بعقدٍ مالي، وهي مرغمة على نقل كلمة هايل. الزائر الأميركي أهمّ، بالنسبة إليها، من رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني...
ولكنّ المحطة التي تروّج، عبر إعلانات وتقارير ومقابلات، للأميركيّين والسياسة الأميركيّة، تروّج، في الوقت نفسه، للمشمولين بالعقوبات الأميركيّة.
فالمحطة تعرض إعلانات لشركة تدور في فلك الحزب، وصاحبها يملك نشاطاً في لبنان وخارجه، ما يُعتبر تمويلاً غير مباشر من الحزب للمحطة.
وهي حوّلت برنامجها السياسي الصباحي منذ أيام للترويج أيضاً للسوبرماركت الذي خصّصه حزب الله لتقديم المساعدات الغذائيّة.
قد يقول قائلٌ، أو مشاهد: حزب الله وأميركا don’t mix. ولكن، مع هذه المحطة يمكنك أن تخلط، في هذه الأيّام، ما تريده. دعك من المبادئ. المهمّ الخَلط... والربح.