مصدر: الحوار الأميركي - الروسي ليس دليلاً على أن مسار فيينا صار سهلاً بالمُطلَق
أنطون الفتى - "أخبار اليوم"
تتحضّر الوفود المشاركة في اجتماعات فيينا لإجراء مشاورات مع حكوماتها، بينما عقد مسؤولون من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا اجتماعاً في العاصمة النمساوية، لبحث جهود إحياء اتفاق عام 2015 المُبرَم مع إيران.
7 نيسان
ومن جانبه، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المؤسّسات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن وفدَي موسكو وواشنطن أجريا مشاورات ثنائية "مفيدة" حول القضايا المرتبطة بإلغاء العقوبات الأميركية على طهران، وبعودتها الى الالتزام الكامل بمسؤولياتها، بموجب الإتّفاق النووي. والمشاورات تلك، تأتي بعد اجتماع للوفدَين الأميركي والروسي في فيينا، حول إيران، في 7 الجاري.
هجوم وغموض
وما بين الإجتماعات الأميركية - الروسية، هجوم على منشأة "نطنز" النووية الإيرانية في 11 الجاري، وإعلان وفاة نائب قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، والقائد السابق لقوة الباسيج العميد محمد حجازي، بسبب أزمة قلبية، في 18 الجاري، وسط تضارُب في المعلومات حول هذا الموضوع. فهو (حجازي) من أهمّ الداعمين لأنشطة الأذرع الإيرانية في اليمن والمنطقة، وقائد مشاريع إيرانيّة ضدّ الإمارات والسعودية، وعنصر مهمّ في برنامج الصواريخ الإيرانية. كما كان يسافر إلى فنزويلا. فيما ربط البعض موته بهجوم "نطنز"، وبمحادثات فيينا. وغرّد محمد مهدي همت، نجل محمد إبراهيم همت (قائد إيراني سابق في "الحرس الثوري") على "تويتر" عن أن رحيل حجازي لم يكن بنوبة قلبية على الإطلاق، وسط معلومات متداولة عن أنه ربما يكون سقط "شهيداً" خارج الأراضي الإيرانية.
في أي حال، ماذا عن جلوس واشنطن مع موسكو، حول إيران، بموازاة كل تلك التطورات؟
وقت
شدّد مصدر مُطَّلِع على تقلّبات الملف النووي الإيراني على أن "الحوار الأميركي - الروسي في فيينا، بشأن إيران، ليس دليلاً على أن مسار فيينا صار سهلاً بالمُطلَق، وذلك رغم التقدّم".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأمور تطوّرت كثيراً، وخرجت عمّا كانت عليه خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمرحلة الأولى التي أعقبت دخول الرئيس الأميركي جو بايدن "البيت الأبيض". ولكن لا تزال الحاجة لمزيد من الإنتظار، كبيرة، خصوصاً أن الحديث عن تقدّم سريع في المفاوضات ليس دقيقاً بالشّكل الذي يحاول البعض الترويج له، لا سيّما في موسكو وطهران. فأي تقدّم على خطّ "النووي" الإيراني، لا يخرج عن إطار أن الإدارة الأميركية تسعى لإنهاء ملفات الشرق الأوسط قبل أن تتفرّغ أكثر للصين. وهذا بدوره يحتاج الى مزيد من الوقت".
حسابات جديدة
وشدّد المصدر على وجوب "ربط حادث منشأة "نطنز" بوفاة حجازي، وببعض المرونة الإيرانية في مسار فيينا مؤخّراً، كسلسلة واحدة، يُمكنها أن تؤثّر على مستقبل المفاوضات في فيينا، لا سيّما إذا كنّا أمام حرب إستخباراتية إيرانية - إيرانية بعد الهجوم على "نطنز"، بذريعة ضرورة إجراء تطهير أمني داخلي في إيران، لن يخرج عن الأُطُر السريّة والغامضة في النّهاية. ولهذا كلّه حسابات معيّنة، ستنعكس على كل شيء، وعلى الإتّفاق النهائي في فيينا".
ودعا الى "انتظار نتائج الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران القادم، لأن طهران لن تكون جاهزة لتوقيع أي اتّفاق قبل الإنتهاء من هذا الإستحقاق، وذلك رغم ما يرشح عنها من مرونة بين الحين والآخر، خصوصاً أن الروزنامة الإيرانية مختلفة عن الأميركية والغربية، وحتى عن الروزنامة الروسية أو الصينية".
وختم:"لا بدّ من ترقُّب ما إذا كان اتّفاق فيينا الجديد سيسبق حصول تطوّر عسكري معيّن في المنطقة. فإذا حصل الثاني قبل الأوّل، فإن الأوراق كلّها ستُخلَط، وفق حسابات جديدة".