لبنان يتنفّس من رئة المغتربين | أخبار اليوم

لبنان يتنفّس من رئة المغتربين

| الأربعاء 21 أبريل 2021

20 مليون دولار قيمة التحويلات الشهرية الخارجية

مايز عبيد - "نداء الوطن"

يتساءل اللبنانيون في ما بينهم دائما: طالما أن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية قد وصلت إلى ما هي عليه اليوم من صعوبات وسط فقدان المئات والآلاف من الوظائف، فمن أين تصرف العائلات الآن وسط هذا الغلاء الفاحش؟ الجواب عند OMT.

فقد علمت "نداء الوطن" من مصدر شمالي مسؤول في شركة OMT للتحويلات المالية، أن "مبلغاً ضخماً جداً بالعملة الصعبة يدخل إلى لبنان شهرياً، ولولاه لكانت مئات العائلات اليوم في خبر كان".

أضاف المصدر نفسه "إن التحويلات الخارجية إلى لبنان، من مغتربين ولبنانيين يعملون في الخارج إلى عائلاتهم، تتراوح ما بين 20 إلى 25 مليون دولار في الشهر الواحد؛ وهي تشكّل اليوم السند الإقتصادي الأساسي للشعب اللبناني، ولولاها لكانت أوضاع العائلات اللبنانية كارثية ولاختفت الطبقة الوسطى من البلد وامّحت من الوجود".

وخلال جولة لـ"نداء الوطن" على عدد من مكاتب OMT في طرابلس كان إجماع لدى كل من سألناه على "أنّ OMT اليوم و Western Union أي التحويلات في الداخل والخارج، تعتمد على التحويل المالي الخارجي وأكثر معاملاتنا اليومية هي عبارة عن استلام حوالات خارجية؛ بنسبة 80% تقريبا من العمل اليومي لهذه الشركات مقابل 20 % فقط للتحويلات الداخلية في لبنان سواء بالليرة اللبنانية أو بالعملة الصعبة لا سيما الدولار الأميركي... نحن نستلم ونسلّم دولار fresh money واليوم كل مئة دولار هي 1250.000 ليرة لبنانية بالنسبة للعائلة بينما كانت في السابق 150 ألف ليرة".

في السياق نفسه تقول السيدة عائشة.ج لـ" نداء الوطن: "لدي ولدان يعملان في الخارج؛ واحد منهما في المملكة العربية السعودية وواحد في قطر وكل شهر يحوّلان إلى لبنان 400 $ أميركي حيث أعيش في لبنان أنا ووالدهما وأختاهما وأخوهما الصغير، وتستطيع الـ 400 $ هذه أن تؤمّن مصروفنا العائلي الشهري ولم يتغير علينا شيء بل أصبحت أوضاعنا أفضل من السابق".. ومن كلام السيدة عائشة وما نشهده بين المجتمعات اللبنانية والمناطق المختلفة، يمكن استنتاج أنّ الإعتماد الكبير على تحويلات المغتربين مهمّ جداً، أما العائلات التي لا تملك أي معيل خارجي وليس لديها تحويلات وتعتمد فقط على المدخول الشهري بالليرة اللبنانية أو تلك التي لا تملك مداخيل؛ فأوضاعها صعبة للغاية.

يشير أنور، وهو شاب من طرابلس كان طالبا جامعيا العام الماضي والآن بلا عمل؛ الى أنّ له "عمّة في السويد ترسل إليه بشكل متواصل 200 $ شهرياً، هذا المبلغ الآن أنا أعيش وأصرف منه مع أنني لا أعمل". وأشارت رنا من عكار إلى أن زوجها المقيم في المملكة العربية السعودية ويعمل فيها منذ 8 سنوات؛ "كان يرسل إلي وإلى أهله 400$ شهرياً؛ وبسبب هذه الأزمة زاد المبلغ 150$... تخايل أوضاعنا من دونها؟ عندي جارة وصديقة زوجها موظف معاشه أكثر من 3 ملايين ليرة أنا أعرف أن المعاش ينتهي بأول 5 أيام من الشهر... ومع ذلك يأتي باسيل و"حزب الله" ويهاجمان المملكة العربية السعودية والإمارات ودول الخليج. تخيّل لو قامت دول الخليج بصرف العمال اللبنانيين هناك وتوقفت التحويلات؟ عندها سيكون مصيرنا الموت من دون شك".

تجدر الإشارة إلى أنّ الخريجين والخريجات في مناطق الشمال ينتظرون إعادة فتح المطارات وتخفيف القيود في بلدان الخليج من أجل بتّ مئات طلبات العمل في هذه الدول. وبعدما كانت الغربة أصعب شيء على العائلات اللبنانية؛ ترى الأمهات هذه الأيام تطلب وتدعو الله في الليل والنهار، وهناك من نذرت له نذراً على نية قبول ابنها الشاب في العمل في دولة خليجية تقدّم إليها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار